خبر اعتقال الملياردير الاردني – الفلسطيني- يديعوت

الساعة 10:40 ص|17 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

نقمة جواز السفر السعودي

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: المصري يعتبر ضحية اخرى وقعت في فخ المعسكرات في العالم العربي. أما الرسالة التي أطلقت في الفرصة ذاتها لنتنياهو ايضا فقد وصلت: ولي العهد السعودي الشاب لن يسمح لأحد بأن يخرجه من اللعبة. وفي موضوع القدس سيواصل العمل مع ترامب، وكل من يحاول تجاوزه أو ادخال ايران من الباب الخلفي، سيتلقى الضربات - المصدر).

الملياردير صبيح المصري هو الاسم الاول الذي يلعب دور النجم، منذ عشرات السنين في قائمة رجال الاعمال الانجح والاغنى الخمسين في الاردن. أصله من عائلة فلسطينية ثرية من نابلس، وهو خريج كلية الهندسة الكيميائية في جامعة يوسطن في تكساس واعماله التجارية عالمية. إبن عمه هو الملياردير منيب المصري الذي يسيطر على الاقتصاد الفلسطيني. قريب آخر من عائلته هو المستثمر المليونير بشار المصري الذي اقام روابي، المدينة الفلسطينية التي بنيت بتمويل قطري بين نابس ورام الله.

قبل اسبوعين احتفل المصري بيوم ميلاده الثمانين في احتفال ضخم باعثا على الحسد. فقد دعي المئات الى مشروع « آيله » في العقبة، الذي في ملكيته، وكان هناك كل من برز في عالم الاعمال والسياسة في المنطقة، مغنون وفرق موسيقية، العاب نارية اضاءت السماء حتى في ايلات، وضيافة ملوكية. وتحيط اعمال عريس الفرح كل العالم التجاري في الاردن: فنادق، مؤسسات تعليم وصحة، مجمعات تجارية، استيراد وتصدير، وهو معروف ايضا كمتبرع كبير. ولكن درة التاج في نشاطه الاقتصادي هو البنك العربي الذي يرأس فيه مجلس الادارة في الاردن وفي السعودية. المصري معروف جيدا ايضا في أسرة الاعمال عندنا لكل من حاول ايجاد موطيء قدم له في العالم العربي.

في الساعة الثالثة ليلا اعتقل، في مفاجأة دراماتيكية، في طريقه الى مطار الرياض الدولي في السعودية. وقبل أن يتمكن من الصعود الى الرحلة الى عمان، اهتز هاتفه المحمول. فقد طلب أحد

 

ما أن تتوقف السيارة التي تقله الى أن يصلوا اليه. وقبل لحظة من اختفاء آثاره، تمكن المصري من تبليغ الاردن ألا ينتظروه، مما انطوى على تلميح شديد الوضوح بملابسات التأخير. وحسب آخر الانباء من الرياض، فقد انضم المصري رغم أنفه الى عصبة الأمراء، الوزراء والموظفين الكبار في السعودية، المعتقلين في فندق « ريتس كارلتون » الفاخر على قضايا فساد اقتصادي.

 

من السهل التخمين أن ملك الاردن، الذي فرض الصمت على نفسه، يتفجر غضبا. فيوم الثلاثاء الماضي، قبل أن يسافر الى قمة اردوغان في اسطنبول، قفز عبد الله الى الرياض، الى قصر الملك سلمان. وجلب عبد الله معه إبنه البكر، الحسين، ولي العهد. وحرص الملك السعودي على أن يكون إبنه، محمد، ولي العهد، حاضرا في اللقاء الذي عني بموضوع اعلان ترامب عن القدس. وادعى محللون ومقربون بأن الجانب السعودي حاول، دون نجاح، اقناع الملك الاردني بعدم حضور قمة اردوغان بنفسه. عرضوا عليه أن يخفض مثلهم مستوى التمثيل، وألا يساهم في رفع مستوى مكانة اردوغان. فالتعاون بين تركيا وايران يستفز السعوديين. وفي اللقاء إياه لم تقل أي كلمة، حتى ولو تلميحا، عن أمر الاعتقال الذي اصدره ولي العهد السعودي ضد الملياردير الفلسطيني.

 

يسمى هذا نقمة جواز السفر السعودي. ما حصل لرئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، الذي يدين بماله للأسرة المالكة السعودية، حصل لمصير المصري. فكلاهما يحتفظان بجواز سفر سعودي، كلاهما اعتقلا في ظروف غامضة. الحريري اضطر الى أن يتلو أمام الكاميرات في الرياض بيان استقالته الغريب، وحالة المصري من شأنها، إذا لم يلح في الأفق تدخل فوري، أن تدفع الاقتصاد الاردني الى الانهيار وتهز الحكم. واستخدم الملك الاردني منذ الآن من اجل تحريره مبعوثه الخاص الى القصور السعودية، باسم عوض الله، الذي يعمل، ليس صدفة، كنائب المصري في ادارة البنك العربي.

 

حين يكون الناطقون الرسميون صامتين، ومحظور على وسائل الاعلام أن تلمس الامر، فان وسائل التواصل الاجتماعي تتفجر. فالمصري يعتبر ضحية اخرى وقعت في فخ المعسكرات في العالم العربي. ومعقول الافتراض بأن يعود قريبا، مضروبا ومهانا الى الاردن. أما الرسالة التي أطلقت في الفرصة ذاتها لنتنياهو ايضا فقد وصلت: ولي العهد السعودي الشاب لن يسمح لأحد بأن يخرجه من اللعبة، لا في الاقتصاد ولا في السياسة. في موضوع القدس سيواصل العمل مع ترامب، وكل من يحاول تجاوزه أو ادخال ايران من الباب الخلفي، سيتلقى الضربات.

كلمات دلالية