في ظل دعوات الفصائل لمليونية القدس

خبر هل تقود الانتفاضة الشعبية لعصيان مدني ومقاومة مسلحة؟

الساعة 08:53 م|14 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

يوم بعد يوم تتطور انتفاضة العاصمة لتجوب كافة مدن والقرى في القدس والضفة وقطاع غزة، وسط دعوات القوى والفصائل الفلسطينية إلى تصعيد هذه الانتفاضة واستمرار الغضب الشعبي في مواجهة الاحتلال، ورفضاً للقرار الصهيوأمريكي باعتبار القدس عاصمة لـ« إسرائيل ».

وكانت القوى والفصائل دعت الجماهير الفلسطينية في كافة مناطق توجدها للمشاركة في مسيرات حاشدة غداً الجمعة، ليكون يوم غضبٍ فلسطيني عارم تتصاعد فيه الانتفاضة والمواجهات مع الاحتلال عند نقاط التماس، والاشتباك مع العدو ومستوطنيه.

الخبير في الشؤون العسكرية محمود العجرمي أكد أن التحرك الواسع هو الرد الأدني للرد الشعبي على الخطوة الخطيرة التي اتخذها الرئيس الأمريكي ترامب باعلان القدس عاصمة لـ« إسرائيل ».

وأوضح العجرمي في حديثه لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »، أنه من الطبيعي أن تتداعى فصائل العمل الوطني وأن يزداد المد الشعبي في التحرك للرد على ما جرى، كونه يهدد أقدس بقعة في فلسطين، خاصة في ظل ضعف الموقف الرسمي الفلسطيني تجاه هذه السياسة الأمريكية الخطيرة.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية انحسر نفوذها في الزاوية لأن حلفاءها في أمريكا و« إسرائيل » فضحوا آفاق جدوى هذا التحالف، مؤكداً أن الشعب الفلسطين سيتحرك باتجاهين، الأول هو المقاومة الشعبية، والثاني هو المقاومة المسلحة.

ولفت العجرمي إلى أن « العصيان المدني يعد أحد أدوات المقاومة الشعبية، مشدداً على أن التفاعلات الحالية ستطور مواجهة شعبنا ليأخذ كل أشكال النضال وفق كل مرحلة حتى اناز أهدافه في الحرية والاستقلال ».

وأضاف: « نحن الآن في مرحلة استقطاب على المستوى الوطني بين معسكرين، معسكر يمثل الأقلية وهو الذي يرى بالعودة للمسار السياسي حلاً وقد أثبت فشله، والمعسكر الآخر الذي يمثل الأغلبية الوطنية بقيادة فصائل المقاومة، هذا الاستقطاب هو الذي سيفرز معسكر كامل متكامل يحدد الاتجاهات المفترض اتخاذها في الفترة القادمة، والذي تتبلور في إلغاء اتفاق اوسلو، ووقف التعامل الأمني مع الاحتلال، ودعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الذي يوحد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ».

ولفت إلى أن الحراك الشعبي يؤسس للانتفاضة التي تتعاضم كل يوم، خاصة وأن الذين راهنوا منذ ربع قرن على ما سمي بالتسوية السياسية، يصفعون اليوم بما سمي بـ« صفقة القرن »، ووصول التسوية إلى جدار مسدود بعد إثبات فشلها. 

من جانبه شدد المحلل الأمني والعسكري يوسف الشرقاوي على ضرورة وجود قيادة للانتفاضة الفلسطينية الحالية، مؤكداً ضرورة أن يكون لهذه القيادة أفق وهدف حتى تستطيع إنجاز مطالب الانتفاضة.

وأوضح الشرقاوي في حديثه لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »، أن قرار ترامب وما تبعه من انتفاضة أيقظ العالم العربي والإسلامي، وقادر على تصحيح المسار.

ولفت إلى أن الاشتباكات الميدانية والدعوات إلى المسيرات الحاشدة في وجه الاحتلال يمكن أن تكون كرة الثلج التي تتدحرج حتى الوصول إلى هدف الانتفاضة.

وأضاف: « الأمور تتدحرج نحو انتفاضة وعصيان مدني حقيقي، ويجب أن يكون هذا العصيان المدني فرصة يلتقطها الجميع ». 

كلمات دلالية