قمة القدس في إسطنبول.. ماذا بعد؟

خبر هل للغياب العربي عن القمة تأثير على قراراتها؟

الساعة 07:17 م|13 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

في الوقت الذي يغلي فيه الشارع العربي على مدينة القدس التي اعترف بها دونالد ترامب الرئيس الأمريكي عاصمة للكيان الصهيوني، متحدياً العرب والمسلمين ومشاعرهم، غاب عن « قمة القدس » التي دعا لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أسطنبول اليوم الأربعاء، عدداً من زعماء العرب أبرزهم « السعودية والبحرين والإمارات ومصر »، الأمر الذي رأى فيه محللون سياسيون لـ « فلسطين اليوم »، أن هذا الغياب له ما بعده، ويؤكد أن قضية القدس لا تمثل أولوية لهم.

يشار إلى أن قمة القدس في إسطنبول، التي حضرها 13 دولة عربية إلى جانب الدول الإسلامية وضيوف من فنزويلا حتى طوكيو وبنغلادش، اكدت على رفضها للقرار الأمريكي، وأن الشطر الشرقي لمدينة القدس هو عاصمة للدولة الفلسطينية.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، رأى أن غياب بعض الأنظمة العربية عن القمة، بسبب الخلافات بين الدول وإسطنبول، ولو كانوا كبار لحيدوا هذه الخلافات من أجل القدس، إضافة إلى محافظتهم على مصالحهم مع الإدارة الأمريكية لذلك لم يذهبوا بمستوى عالٍ، وقد أن يكونوا متواطئين مع الإدارة الامريكية رغم المواقف المعلنة مع الإدارة الامريكية، وهذا ما حال دون مشاركتهم، والتي كان من الأولى المشاركة ليكون اجماع عربي واسلامي حول واحدة من القضايا التي تخضهم وهي القدس.

ولم يستبعد الصواف أن يكون هناك تواطؤ عربي مع الولايات المتحدة حول الصفة التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية، خاصة وأن ترامب اتصل ببعضهم قبل إعلانهم وأخبرهم بنيته، ولم يحركوا ساكناً إلا بعد الإعلان الرسمي لذر الرماد في العيون، مؤكداً أنهم متواطئون مع الإدارة الأمريكية.

وعن نتائج قمة القدس في إسطنبول، واعترافها بالشطر الشرقي من القدس عاصمة لفلسطين، أوضح أن إسرائيل غير مقتنعة بالشطر الغربي عاصمة لها، ولو مقتنعة بذلك لأعلنته منذ فترة طويلة، لكنها تريد الحرم القدسي وكل القدس. مستدركاً أنه وبشكل مبدئي يعد موقف القمة متقدم الى الامام من لا شيء إلا موقف يقول « لا » للولايات المتحدة الأمريكية.

وقال:« يمكن البناء على ما جاء في القمة شيئا ما، مع التأكيد على أن هذا ليس حلم الفلسطينيين، لأن الأرض الفلسطينية كلها للفلسطينيين، لكن أن يأتوا بشيء خير من أن لا يأتوا.

وأضاف، ان هذه القمة لم تكن بالمستوى والأمل الذي يريده الفلسطينيون.

وحول تصريحات عباس، أشار إلى أنها شملت بعض الإيجابية خاصة في حديثه باتجاه الإدارة الأمريكية.

في ذات السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن غياب بعض الأنظمة العربية عن قمة القدس في إسطنبول هو استهتار بقضية القدس المركزية، وعدم إعطائهم أولوية لها، وتمثل طعنة لتوجه مقاومة الاحتلال ولو بطريقة شكلية، بالإضافة إلى أن هناك بعض الانحيازات الآن في الأنظمة العربية، والبعض ينحاز مع مقاومة الاحتلال، وهناك من لا يجد أن الاحتلال فيه إشكالية.

وبشأن عقد القمة، قال: » مجرد انعقاد القمة هو شيء إيجابي، ولكن يبدو أن القمة أعجز من أن تخرج بقرارات على مستوى الحدث، دون المستوى الذي يجب أن تخرج به، بالإصرار على قطع العلاقات مع الاحتلال ودعم المقاومة وإنهاء علمية السلام، وهو ما يحتاجه الفلسطينيون.

من جانبه أكد المحلل السياسي حسن عبدو، ان المرحلة الحالية بحاجة ماسة إلى أن تتضافر كل الجهود لمواجهة القرار الأمريكي، ولا نريد أن تتحول المعركة على شكل تنافس في المواقف، بقدر ما نحتاج مواقف جدية، تجاه قرار في منتهى الخطورة وهو قرار ترامب بشأن القدس.

وأوضح ان أمريكا وإسرائيل تريدان الاستفادة من حالة التفتت والانهيار والانشغال العربي والفلسطيني، لتترجم ذلك إلى مكاسب.

وأكد على أن رد الفعل الجماهيري في الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي حتى على الساحة الدولية أرسلت رسالة قوية، عزلت خلالها الولايات المتحدة الامريكية والاحتلال الإسرائيلي، وكل من يريد أن يطبع مع الاحتلال. ورأى أن مساعي القرار الأمريكي بشأن القدس هي سلبية على « إسرائيل » وأمريكيا أكثر من سلبيته علينا كفلسطينيين وعرب.

وبشأن القمة وغياب أنظمة عربية رئيسية عنها، أوضح أن هناك دول في القمة ليست عربية كتركيا وإيران كان لها مواقف أكثر قوة من الدول العربية التي يفترض أن مواقفها متشددة وتتصدر المشهد، لكن مواقفها كانت أقل حدة من تلك الدول الإسلامية إضافة إلى أنها أبدت مواقف بعد أن رأت التحركات الجماهرية والعنيفة على الأرض، والبعض للأسف كان يوالي الاحتلال الإسرائيلي، وفعل أكثر من ذلك وأرسل وفود لمدينة القدس كمن يرقص في مأتم في إشارة إلى الوفد البحريني.

وحول وجود صفقة أمريكية، قال عبدو، أن قرار ترامب أغلق الباب على أي عملية تسوية تماماً، وأنهى دور واشنطن كوسيط. معرباً عن اعتقاده أن لا يكون هناك صفقة قرن كما يشاع، بل هناك فرض أمر واقع من الطرف الإسرائيلي والامريكي من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاقرار بيهودية الدولة من طرف واحد، ونفي الرواية الفلسطينية للتاريخ وتكريس الرواية اليهودية للتاريخ.

وأكد على أن المواقف الشعبية دائماً ما تكون أقوى من المواقف الرسمية، ورغم ذلك صدرت مؤشرات إيجابية من قمة القدس في إسطنبول بأن يتداعى هذا العدد الكبير، ويُكون إجماع كامل 59 دولة بأن القدس عاصمة تاريخية للشعب الفلسطيني ولا يجوز تغير طابعها العربي والإسلامي.

وتمنى عبدو لو اتخذت القمة قرارات مثل مقاطعة وطرد للسفراء، وفرض عقوبات على أي دولة تطبع مع الاحتلال، أو أي دولة تنقل عاصمتها للقدس.

 

كلمات دلالية