خبر ناقوس الخطر يدق لقمة العيش..طوابير المواطنين تتزايد أمام مخابز القطاع بحثاً عن الرغيف

الساعة 10:03 ص|23 ديسمبر 2008

 

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

ساعة بعد ساعة تطول طوابير المواطنين المصطفين أمام المخابز في قطاع غزة للحصول على ربطة الخبز التي بدأت تشح بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة، ونفاد مخزون الدقيق من المخابز والمطاحن والمحال التجارية.

 

وتزداد أزمة المواطنين في نقصان الخبز خاصةً بعد نفاد مخزن الدقيق لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" منذ أيام بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المحكم وإغلاق المعابر وعدم إدخال الحبوب.

 

وعلى الرغم من إعلان الكثير من مخابز القطاع لـ "فلسطين اليوم" عن وقف عملها وإغلاقها، فمازالت طوابير المواطنين تزداد وتشهد ازدحاماً شديداً في بعض المخابز لشراء القليل من الخبز لسد احتياجات عائلاتهم.

 

ولم تنته مشكلة شح ربطات الخبز عند هذا الحد بل تزداد في الوقت الذي يرفع فيه بعض أصحاب المخابز أسعار ربطة الخبز عن سعرها الحقيقي، ليزيد ذلك من حنق وغضب المواطنين وحدوث إشكاليات عدة أمام المخابز.

 

المواطن أبو خالد من غزة يؤكد أنه منذ الصبح الباكر يقف في طابور أمام المخبز للحصول على ربطة خبز ليوم واحد لن تكفي عائلته المكونة من 8 أفراد، ولكنه مضطر للحصول ولو على نصف ربطة لسد ريق أبنائه.

 

ويضيف أبو خالد، أن بعض المخابز بدأت تحتكر الخبز وترفع من سعره، حيث أصبحوا يبيعون ربطة الخبز بـ13 شيكلاً بدل 8 شيكلاًَ، مطالباً كافة التجار وأصحاب المحلات بالرحمة بالمواطنين وألا يصبحوا جلادين كالاحتلال الذي يضيق على أبناء شعبنا.

 

المواطنة أم محمود عيد، تقول إن معاناتها بسبب أزمة الخبز كبيرة بسبب أنها موظفة وتعتمد على المخابز والمحلات التجارية في شراء ربطات الخبز، نظراً لعدم وجود دقيق لديها في البيت لتعتمد على نفسها في صنع الخبز.

 

واعتبرت أم محمود، أن محاربة الفلسطينيين على رغيف العيش هو قمة المعاناة التي تحدث له، في ظل الحصار المشدد وإغلاق المعابر، والتهديدات الإسرائيلية بالاجتياح بعد انتهاء الهدنة والقصف والاغتيال.

 

وكان عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز اعتبر الوضع في قطاع غزة بعد نفاد الدقيق أنه صعب وخطير، حيث أن المخابز دخلت في أزمة حقيقة فيما أن كميات الدقيق المتوفرة لديها تكاد تكون محدودة لا تكفي سوى ليومين ومن ثم ستنفد.

 

وأوضح أن هناك مخابز لديها بعض الدقيق، ولكنه لا يوجد لديها وقود من أجل خبزها، محذراً من أنه إذا لم تفتح المعابر ويتم إدخال الدقيق، فإن الوضع سيزداد سوءاً لاعتماد سكان القطاع بشكل أساسي في غذائهم على الخبز.

 

بدوره، أكد عدنان أبو حسنة الناطق باسم "الأونروا"، أنه في حال لم تسمح إسرائيل بإدخال الدقيق إلى القطاع حتى يوم غدٍ، فإن الطحين الموجود في كل قطاع غزة سينفد تماماً، وسيجد سكان القطاع أنفسهم حينها أمام كارثة إنسانية حقيقية لا تحمد عقباها.

 

أما اللجنة الشعبية لكسر الحصار فشددت على أن القطاع الذي أغلقت معابره التجارية منذ سبعة أسابيع متواصلة، على شفير مأساة إنسانية في ظل غرق 80% منه في الظلام بعد توقف محطة الكهرباء قبل ثلاثة أيام، ونفاد القمح منذ نفس المدة وإغلاق عشرات المخابز، مرجحة أن يغلق المتبقي منها في غضون أيام قلائل.