خبر السباق وراء الانفاق -يديعوت

الساعة 10:49 ص|11 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي يهوشع

(المضمون: تعطيل نفق حماس أمس هو بالفعل انجاز عملياتي، ولكن من أجل عدم اشعال المنطقة، يمكن الاحتفال، ولكن بصمت - المصدر).

صحيح أنه لم يسمح سوى أمس بالنشر عن تعطيل النفق الجديد قرب كيبوتس نيريم، ولكن يدور الحديث عمليا عن المرة الثانية في غضون شهر فقط ينجح فيها جهاز الامن بالعثور على نفقين ارهابيين منفصلين – وتعطيلهما بتقنيات مختلفة.

ظاهرا لا توجد علاقة بينهما: النفق الاول بناه الجهاد الاسلامي وليس حماس وعثر عليه في موقع شمالي أكثر، على مقربة من وسط القطاع. في المرة السابقة نجحت وسائل الكشف المتطورة لدى جهاز الامن ليس فقط في العثور على النفق – بل أيضا ان يفعل هذا دون أن يجعل الطرف الاخر يعرف ذلك. وهكذا ايضا حين فجر، تسبب أيضا بغير قليل من القتلى والجرحى في الجانب الفلسطيني. اما في موضوع النفق الجديد، بالمقابل، فالجيش الاسرائيلي يحوز على معلومات استخبارية منذ بضعة أسابيع: فقد اجتاز الجدار الى مسافة أبعد تمتد الى بضعة مئات الامتار وكان في مراحل اكثر تقدما بكثير. والتقدير هو أنه لم يخطط لاستخدامه تجاه البلدات المدنية في غلاف غزة، بل تجاه اهداف للجيش الاسرائيلي في المنطقة عند الامر. واختاروا في الجيش تعطيل النفق بشكل مختلف هذه المرة: بدلا من تفجيره عطلوه بوسائل خاصة، واخرجوه عن قيد الاستخدام.

في الجيش يشرحون بان الحديث يدور عن نفق استراتيجي لحماس، ويقدرون بان المنظمة تلقت ضربة قاسية بمجرد تعطيله. ومع ذلك فالتخوف هو انه كلما عطلت اسرائيل قدرا أكثر من الانفاق – ستزيد بذلك امكانية التصعيد. والمح الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي العميد رونين منليس بذلك حين قال ان « هذه تكنولوجيا اصبحت طريقة ستؤدي الى مزيد من الانجازات الهامة ». أما قائد المنطقة الجنوبية اللواء ايال تمير فقد أطلق تحذيرا من جهته نحو غزة قائلا: « حماس تخرق بشكل منهاجي سيادة اسرائيل، تدهور المنطقة نحو التصعيد وتمس أولا وقبل كل شيء بسكان قطاع غزة. حذرت في الماضي وأنا احذر مرة اخرى العدو – كل من ينزل ويمكث في النفق يعرض نفسه للخطر. انفاق الارهاب هي اشراك موت لكم ».

التقدير هو ان حماس عرفت وتابعت عن كثب النشاط الاسرائيلي في المنطقة. ورغم ذلك اختارت حتى في أثناء تصعيد نهاية الاسبوع الا تعمل ضد قوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة، انطلاقا من الفهم بان اسرائيل سترد بشدة على كل عملية. اما اسرائيل في واقع الامر فانها تستكمل نشاطها للاغلاق التام للانفاق في حدود غزة – سواء بوسائل تكنولوجية أم بوسيلة العائق التحت ارضي الذي يبنى. وفي الشهر القادم سيتسارع أكثر فأكثر النشاط لاقامته بهدف « اغلاق » القطاع وهكذا، في واقع الامر، القضاء بشكل دراماتيكي على قدرات حماس العسكرية وحرمانها من سلاحها الاستراتيجي الاخير، وذلك بعد أن نجحت القبة الحديدية في اعطاء نتائج بالغة الاثر: 89 في المئة نجاح في اعتراف الصواريخ.

لا شك أن نشاط الجيش الاسرائيلي هذا يدخل زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الى معضلة قاسية: هل يحطم الاواني حيال اسرائيل قبل أن يستكمل بناء العائق التحت ارضي. وكل هذا بينما في المقابل اوضحت اسرائيل بان كل عمل يشوش بناءه – سيكون مبررا للحرب. وفي هذه الاثناء يعض السنوار على شفتيه: فالمصلحة للحفاظ على حكم حماس تفوق الحاجة الى المس باسرائيل. والسؤال الحقيقي هو اذا ما وحتى متى ستبقى هذه السياسة. وهل حتى ذلك الحين سينجح جهاز الامن في تدمير اكبر عدد ممكن من الانفاق.

ان تعطيل نفق حماس أمس هو بالفعل انجاز عملياتي، ولكن من أجل عدم اشعال المنطقة، يمكن الاحتفال، ولكن بصمت.

كلمات دلالية