خبر لحظة نتنياهو التاريخية -هآرتس

الساعة 10:39 ص|11 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يحزقيل درور

مفكر استراتيجي

(المضمون: على رئيس الوزراء أن يعلن بانه يتبنى حل الدولتين في اطار تسوية اقليمية شاملة، في ظل اقامة مثابة دولة فلسطينية في حدود متفق عليها، اعطاء مكانة مناسبة لممثلي الاسلام والمسيحية في القدس والتقدم الحقيقي نحو تطبيع علاقات اسرائيل مع الدول العربية، والكفاح المشترك ضد اعداء السلام ومؤيدي الارهاب  -المصدر).

          بحث المؤرخ النفسي أريك أريكسون في الحالات غير الكثيرة التي يخلق فيها اللقاء بين مسار الحياة الشخصية وبين السياقات التاريخية « لحظة تاريخية »، يكون بوسع الزعيم فيها أن يؤثر على المستقبل حقا. وبتقديري، يوجد نتنياهو في مثل هذه اللحظة، فرصة ذهبية لتصميم مستقبل اسرائيل في اتجاه الازدهار الاجتماعي، الاقتصادي والقيمي، في ظل الحفاظ في الحد الاقصى على الامن القومي. اما عدم استغلال هذه اللحظة التاريخية فسيكون مثابة قصور لا مغفرة له.

 في تقدير جودة الزعماء السياسيين، فان جودة  نتائج أعمالهم، على المدى البعيد، هي المعيار الصحيح الاساس. فكل الشبهات والتحقيقات لنتنياهو لاغية باطلة، في رؤية قيمية متعددة الاجيال، مقارنة بحسمه اذا كان سيستغل أم لا الفرصة الكامنة في اعتراف الرئيس الامريكي بالقدس كعاصمة دولة اسرائيل، الى جانب التأييد المبدئي لحل الدولتين.

لقد حان دور نتنياهو للفعل التاريخي، في ظل السير في المسار الذي خطه دونالد ترامب والتسامي على رواسب الماضي: على رئيس الوزراء أن يعلن بانه يتبنى حل الدولتين في اطار تسوية اقليمية شاملة، في ظل اقامة مثابة دولة فلسطينية في حدود متفق عليها، اعطاء مكانة مناسبة لممثلي الاسلام والمسيحية في القدس والتقدم الحقيقي نحو تطبيع علاقات اسرائيل مع الدول العربية، والكفاح المشترك ضد اعداء السلام ومؤيدي الارهاب.

حتى لو كان هذا الفعل يضعضع مكانة نتنياهو السياسية لدرجة المخاطرة بخسارة الحكم، فلا يزال ملقى عليه واجب اتخاذه. ولكن ليس هذا هو الوضع، بل العكس: اعلان ترامب، رغم كل الاحتجاجات، يعزز حقا وضع اسرائيل السياسي. وهذا الانجاز سيسجل، وعن حق، في صالح رئيس الوزراء، سيرسخ مكانته السياسية – الجماهيرية وسيلجم معارضيه. هكذا سيمنح حرية العمل اللازمة لمبادرة سياسية جريئة، حتى لو استوجب الامر انتخابات جديدة، يقف فيها على رأس « حزب أعلى »، يؤيد السير السريع نحو تسوية شرق أوسطية، بما في ذلك لاتفاق مع الفلسطينيين تبعا لترتيبات امنية مناسبة.

ان القرار فيما اذا كان سيستغل ايجابا اللحظة التاريخية أم يضيعها هو قرار نتنياهو وقراره وحده فقط، وعلى مسؤوليته.

كلمات دلالية