خبر هكذا سُلبت القدس على مدى 69 عاماً

الساعة 03:13 م|09 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، أن « القدس عاصمة إسرائيل »، وأنه سيتم نقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب، تنفيذاً للقانون الذي صدر في العام 1995، والذي تقاذفه الرؤساء الأميركيون وأوقفوا مفاعيل تطبيقه على مدى 22 عاماً... ولكن، كيف اغتصب الاحتلال الأرض؟ ماذا فعل بالقدس منذ احتلال جزء منها في العام 1948 وصولاً إلى استكمال هضمها في العام 1967؟  الاحتلال الأول

استطاع الاحتلال الصهيوني في عام 1948 السيطرة على 78% من أراضي فلسطين، ومن ضمنها المنطقة الغربية من القدس، في حين وقع الجزء الشرقي من القدس تحت الاحتلال الصهيوني عام 1967، بعدما كان تحت السيطرة الأردنية. بعدها، قام الاحتلال بتوسيع حدود المدينة من 6.5 إلى 72 كيلومتراً مربعاً.

 أصدر الاحتلال قراراً في 1980 يقول إن عاصمة إسرائيل هي القدس الموحدة، أي شرق وغرب القدس ومحيطها، ولكن هذا القرار قوبل برفض أممي.

أصبحت القدس الشرقية مقسمة اليوم كالتالي: 35% مناطق مخصصة للمستوطنات الإسرائيلية، 22% مناطق خضراء لا يسمح البناء بها، 30% مناطق مخصصة لتوسيع المستوطنات، ولم يتبق للفلسطينيين سوى 13% من مساحة القدس

تغيير معالم المدينة

ارتفعت وتيرة اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى مدعومة بقوات من الاحتلال، وفي عام 2016 بلغ عدد الاقتحامات 14.800 اقتحام، وفق وثائق منظمة التحرير الفلسطينية (دائرة شؤون المفاوضات).

كذا، تصاعدت وتيرة الاستيطان داخل وحول البلدة القديمة في القدس، حيث بلغ عدد البؤر الاستيطانية داخل أسوار البلدة القديمة 83 بؤرة، بالإضافة إلى 87 بؤرة في حي سلوان وقرابة 160 بؤرة استيطانية في الأحياء الأخرى. ووصل عدد المستوطنين في القدس الشرقية إلى 200 ألف مستوطن من أصل 540 ألفاً في كامل الأرض، وفق المصدر ذاته.

ووسع الاحتلال ما يعرف بالحدائق التوراتية، حيث أطلق مسميات حديقة « أسوار القدس » (1100 دونم) عام 1974 حول البلدة القديمة. وحديقة « تسوريم » (165 دونما) عام 2000 في الصوانة ومخطط جديد لحديقة « جبل الزيتون » (467 دونما) في الطور.

أصبحت القدس الشرقية مقسمة اليوم كالتالي: 35% مناطق مخصصة للمستوطنات الإسرائيلية، 22% مناطق خضراء لا يسمح البناء بها، 30% مناطق مخصصة لتوسيع المستوطنات، ولم يتبق للفلسطينيين سوى 13% من مساحة القدس.

وفوق ذلك، حاصر الجدار العنصري مدينة القدس وحرم الفلسطنيين من دخول المدينة، وفي نفس الوقت عزل وأقصى حوالي 130 ألف مقدسي عن المدينة.

كذا، أقام الاحتلال قطاراً خاصاً لربط المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية مع القدس الغربية على مرحلتين، الأولى اكتملت في شمال القدس والثانية قيد التنفيذ للربط مع باقي المستوطنات. وقام الاحتلال بتعبيد شارع خاص لخدمة المستوطنين وربط المستوطنات داخل وحول القدس الشرقية مع القدس الغربية.

يستخدم الاحتلال قوانينه العنصرية ذريعة لسحب إقامات المقدسيين وتجريدهم من حق الإقامة الدائمة، فمنذ عام 1967 جرد الاحتلال 14.550 فلسطينياً من حق الإقامة في القدس.

لا يسمح الاحتلال بالتوسع العمراني للمقدسيين، ما يدفع الفلسطينيين للبناء دون ترخيص، لتقوم قوات الاحتلال بعدها بهدم المنازل بحجة عدم الترخيص، ويوجد اليوم 20 ألف منزل غير مرخص، وتم هدم 3600 منزل.

حظر الاحتلال منذ العام 1993 دخول الفلسطينيين إلى القدس الشرقية من دون تصريح، ليصبح أكثر من 4 ملايين فلسطيني محروم من الدخول للعمل أو العلاج أو الدراسة أو زيارة الأماكن المقدسة.

ومنذ العام 1967، تم إغلاق 120 مؤسسة مدنية فلسطينية في القدس الشرقية، بينها 88 مؤسسة أغلقت بالكامل وما تبقى خرج من المدينة.

جدار الفصل العنصري

في التاسع والعشرين من آذار/ مارس عام 2002، بدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية أطلقت عليها اسم « السور الواقي »، قامت فيها باجتياح كامل للمدن والقرى الفلسطينية واستباحتها، وارتكبت أبشع الجرائم، وفق المركز الفلسطيني للإعلام. وبعد أشهر، بدأت حكومة الاحتلال ببناء جدار الفصل العنصري على طول 770 كيلومترا.

ويعزل الجدار العنصري ما مساحته 733 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الفلسطينية التي ستصبح داخل الجدار، وبالتالي يستولي عليها الاحتلال إضافة إلى الأراضي المحتلة عام 48.

كما أنه سيعزل نحو 200 كلم من منطقة الأغوار، والتي تعدّ سلة فلسطين الغذائية والمصدر الرئيس للغذاء، وهي المنطقة الواقعة في الجهة الشرقية لفلسطين. ويمس الجدار من خلال مساره ثماني محافظات فلسطينية تضم 180 تجمعاً. ويصل طول مقطع الجدار في محافظة القدس المحتلة إلى نحو 168 كم.

ويؤكد المركز الفلسطيني للإعلام في تقرير له، أن الجدار الذي خطط لكي يمر بأراضي الضفة الغربية، يؤثر على حياة 210,000 فلسطيني يسكنون 67 قرية ومدينة بالضفة الغربية، ويعيق حرية حركة الفلسطينيين وقدرتهم على الوصول إلى حقولهم أو الانتقال إلى القرى والمدن الفلسطينية الأخرى لتسويق بضائعهم ومنتجاتهم. ويفصل بين 36 تجمعا سكانياً شرق الجدار يسكنها 72,200 فلسطيني، وبين حقولهم وأرضهم الزراعية التي تقع غرب الجدار.

كلمات دلالية