خبر ترامب محق- يديعوت

الساعة 11:25 ص|07 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: المطلوب الان هو ادخال الخطاب في التوازن. فهو ليس نكبة فلسطينية ثالثة وليس 29 تشرين الثاني ثان لاسرائيل. ومثلما قال ترامب في خطابه، فقد صور الواقع. ما كان بحكم الامر الواقع، اعتراف عملي، يصبح بحكم القانون، اعتراف رسمي ايضا - المصدر).

 

العالم لم يحب خطاب ترامب – لا الفلسطينيين، لا زعماء الدول الاسلامية، لا الرئيس الروسي، لا رؤساء الدول الصديقة لاسرائيل في اوروبا، لا ناطقي اليسار في اسرائيل ولا قدامى طريق السلام الامريكي. مع كل الاحترام الذي ينبغي ان يعزى لقلقهم، هذه المرة هم مخطئون، ترامب محق.

 

هو محق في جوهر الامر: رفض العالم منذ 70 سنة للاعتراف رسميا بالقدس كعاصمة اسرائيل كان خطأ غبيا، نتيجة جبن دبلوماسي واهمال من جانب حكومات اسرائيل. حان الوقت لاصلاح الخطأ. فما بالك انه لا يبدو اي اتفاق في الافق. اما الادعاء بان الخطاب يمس بالمسيرة السلمية فمردود، اذ لا توجد مسيرة سلمية.

 

استمر الخطاب 11 دقيقة وصيغ بعناية. ترامب قرأه من الشاشة دون أن يرتجل ودون ان ينفلت عقاله. وقد أحسن له الالتصاق بالنص. المطلوب الان هو ادخال الخطاب في التوازن. فهو ليس نكبة فلسطينية ثالثة وليس 29 تشرين الثاني ثان لاسرائيل. ومثلما قال ترامب في خطابه، فقد صور الواقع. ما كان بحكم الامر الواقع، اعتراف عملي، يصبح بحكم القانون، اعتراف رسمي ايضا. في غضون سنوات قليلة ستنتقل السفارة الامريكية من شارع هيركون في تل أبيب الى طريق الخليل في غربي القدس، وبدلا من أن يرى من نافذته البحر، سيرى السفير الامريكي المشهد الجبلي لجنوب غرب القدس.

 

الفلسطينيون لن يحققوا شيئا اذا اشعلوا النار في القدس وفي الضفة. التنسيق بين الاجهزة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي، والذي تضرر في اثناء المواجهة على الحرم، ترمم في الاشهر الاخيرة. والسلطة لم توقف التنسيق عشية الخطاب وهي ستعمل بخلاف مصالحها اذا ما اوقفته الان. ويمكن للفلسطينيين ان يميلوا بالخطاب الى صالحهم – ان يقترحوا على كل الدول السير في أعقاب نموذج تشيكيا والاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل وعاصمة فلسطين.

 

هو الحكم بالنسبة للمحافل الراديكالية في الدول الاسلامية، التي تسعى الى المس بالسفارات الامريكية. وقبل أن يهاجموا السفارة القريبة، يجدر بهم ان يعودا ليقرأوا الخطاب.

 

توجد نقطة اخرى جديرة بالاشارة في محاولة لادخال الخطاب في التوازن. من جعل القدس عاصمة اسرائيل كان دافيد بن غوريون، وليس دونالد ترامب، وقد فعل ذلك رغم الانتقاد في العالم وبخلاف مشورة قسم كبير من زملائه. دولة اسرائيل لا تحتاج الى اعتراف بعاصمتها من جانب رئيس الولايات المتحدة مثلما هي لا تحتاج الى الاعتراف بيهوديتها من جانب رئيس السلطة الفلسطينية. وهي تقف على قدميها. ترامب لن ينقذنا من اعدائنا ولن ينقذنا من انفسنا. المسؤولية هي علينا، وفقط علينا.

 

من غير المجدي المبالغة باهمية الاقوال. فقد قرر ترامب القاء خطابه لانه عرف بانه ملزم بان يوقع في اقصى الاحوال يوم الاثنين على النظام الذي يمدد بنصف سنة اخرى نشاط السفارة في

 

تل أبيب. وعرف بانهم سيهاجمونه لانه نكث الوعد الانتخابي وقرر كعادته، ان يري كل منتقديه. كبرياؤه أدى دورا مركزيا في هذه الخطوة، وليست الاعتبارات الاستراتيجية.

 

ان تأثير الخطاب لن يكون في الاقوال بل في الطريقة التي يفهمها فيه الطرفان. الفلسطينيون كفيلون بان ينجروا الى اليأس والعنف؛ احزاب اليمين في اسرائيل ستعمل على تسريع الالحاق. مزيد من البناء في المستوطنات، مزيد من القوانين في الكنيست، مزيد من الانظمة. ترامب، هكذا سيفكرون، اعطاهم بخطابه رخصة للعربدة.

 

* * *

كلمات دلالية