خبر شكرا لك ايها الرئيس -يديعوت

الساعة 11:23 ص|07 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: الرئيس روبين ريفلين

ولدت في القدس قبل أكثر من 70 سنة، ولكن يخيل لي أني اعرفها منذ مئتي سنة.

ولدت في قدس صغيرة وحميمة، ولكنها خائفة ومترددة. مدينة توجد تحت عبء الحكم البريطاني، مدينة عشعش فيها الخوف الدائم من مستقبل غير معروف. حائط الدموع وقف في حينه خجلا، في نهاية شارع ضيق. ومع اقامة دولة اسرائيل وسقوط الحي اليهودي في أيدي الجيش الاردني، تجمد قلبنا.

 

لم يكن في وسعنا أن نتخيل القدس التي خارج الاسوار دون القدس التي بين الاسوار. ما كان بوسعنا أن نفكر بدولة اسرائيل بلا القدس. وها هي جاءت حرب الايام الستة، كنت في حينه ضابط استخبارات لواء القدس. لا يمكنني أن أنسى احساس الفرح والخفة مع تحرير المدينة. ومثل ابائي واجدادي شعرت أنا ايضا، باني شريك حقيقي في التاريخ المتجدد للقدس. مرت 50 سنة منذ تحرير القدس، وهي لا تزال تحتاج على نحو خاص لمحبيها وعارفي سرها. هذه مدينة تحتاج لاولئك الذين يعرفون ببساطة تامة، دون ذكاء والتواء، بان الصهيونية بلا صهيون هي قشرة فارغة، وأن القدس هي الاساس لكل وجودنا هنا في بلاد اسرائيل. هذه المدينة بحاجة لحماتها ومحبيها.

 

تصريح الرئيس ترامب أمس كان مثابة الامر المسلم به الجدير بان يقال. يتبين أن حتى المسلم به يثير أحيانا مشاعر عميقة. اعتقد أنه لا توجد هدية اكثر جمالا وملاءمة من هذه في ختام 70 سنة على اقامة دولة اسرائيل. بمرور 50 سنة على توحيد المدينة، حان الوقت لاحلال السكينة في القدس وبث الأمل في عاصمة اسرائيل التي يحج الناس اليها من كل اطراف المعمورة.

 

لكل واحد وواحدة توجد مدينة واسمها القدس. لالفي سنة تطلع الشعب اليهودي بعيونه الى القدس، طل اليها وحلم بها. والاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل ونقل كل السفارات اليها هو

 

علامة طريق تأسيسي في حق الشعب اليهودي على بلاده وفي طريقنا الى السلام – سلام لكل سكان القدس والمنطقة بأسرها.

 

للقدس وجوه عديدة: فهي مدينة مقدسة وحديثة، تتيح حرية عبادة لكل الاديان. مدينة تاريخ وحداثة، صورة مجهرية لقدرتنا على العيش معا. القدس ليست، وابدا لن تكون، عائقا بالنسبة لاولئك الذين يحبون السلام. القدس تقف فوق كل الاعتبارات: التكتيكية، السياسية والواقعية السياسية. هناك علاقات خارجة تقف فوق المساومة وفوق اختبار الزمن.

« اسألوا سلام القدس يأتيكِ محبوكِ. سيكون سلام في أرجائك سكينة في قصورك ».

كلمات دلالية