تحليل قرار ترامب يفتح الصراع مع إسرائيل على مصراعيه

الساعة 07:32 ص|07 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

أجمع محللون سياسيون على أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف رسميا بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، سيتسبب بموجة من « الاحتجاجات » الشعبية، ولا يعرف إلى أين تتجه.

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن تتسم موجة الاحتجاجات الأولية ضد القرار، بطابع « شعبي وسلمي ولا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور، مشيراً إلى أن قرار ترامب هو بمثابة معركة مفتوحة، لا يستطيع أحد توقعها أو توقّع أحداثها ».

وأكد على أن ردة الفعل الشعبية السلمية، هي الأكثر ضغطاً على السياسات الإسرائيلية« ، مستبعداً لجوء الفصائل إلى خوض معارك عسكرية مع إسرائيل على خلفية القرار.

وشدد على ضرورة الوحدة الوطنية وتنسيق للمواقف وتنسيق للأدوات النضال المختلفة ».

وعلى المستوى السياسي، فإن على القيادة الفلسطينية أن يكون لديها توجهات جديدة، تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب إبراهيم.

ويعتقد إبراهيم أن هناك الكثير من الخطوات التي يجب على القيادة الفلسطينية اتخاذها مثل « وقف المفاوضات مع إسرائيل وعدم العودة إليها، ووقف التنسيق الأمني، وإتمام المصالحة الفلسطينية لتحقيق المشروع الوطني ».

ويبيّن الكاتب والمحلل السياسي أن هذه الفترة « هي الفرصة المناسبة للفلسطينيين للتخلص من أهدافهم الحزبية، من أجل إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني ». معتبراً أن إعلان واشنطن، القدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس « هدم لعملية السلام ».

وأكد على ضرورة أن يكون هناك خطوات سياسية غير دبلوماسية على القيادة الفلسطينية اتخاذها، رداً على القرار الأمريكي، ومن أبرزها التوجه للأمم المتحدة للاعتراض« .

في ذات السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن قرار »ترامب« ، سينقل الفلسطينيين على كافة المستويات الشعبية والفصائلية والرسمية إلى مرحلة »صراح مفتوح مع الاحتلال« . نافياً مراهنة الفلسطينيين أنهم كانوا يراهنون على أن الولايات المتحدة الأمريكية، ستتحرك في يوم من الأيام، لصالحهم ».

وأوضح أن الوضع انتقل لمرحلة جديدة من الصراع المفتوح وكل الخيارات السياسية والشعبية والعسكرية قائمة.

وأشار إلى أن الشارع الفلسطيني في جميع المحافظات « محتقن بغضب كبير جداً إزاء قرارات ترامب »، لافتاً إلى أنه سيؤدي إلى « حالة غضب فلسطينية شعبية غير متوقعّ سلوكها ».

ويعتقد عوكل أن ردة الفعل الشعبية سترتهن بالقرار السياسي، أو بما ستتجه الفصائل الفلسطينية لفعله، خاصة وأن معظم الشعب الفلسطيني « محزّب ومنظّم ».

واستبعد عوكل، أن يشعل القرار في حال تم اتخاذه مواجهة عسكرية بين قطاع غزة مع « إسرائيل » على وجه الخصوص.

وعلى المستوى السياسي، يتوقع عوكل أن يدفع اتخاذ ذلك القرار الأمريكي، إلى إيجاد « قناعة لدى القيادة الفلسطينية بعدم وجود فائدة لمتابعة البحث عن سلام من خلال المفاوضات مع إسرائيل ».

وقال: « المعركة المقبلة المفتوحة بحاجة لإدارة وطنية، دون استعجال، حالة الغضب يجب أن لا تصل لحد الدمار الذاتي ».

ولفت إلى أن هبّة القدس الشعبية، التي بدأت في يوليو/ تموز الماضي، رفضاً للسياسات الإسرائيلية تجاه القدس (إغلاق المسجد أمام المصلين، ومنع إقامة الأذان، ونصب بوابات إلكترونية)، كانت شعبية وسلمية، لم تستخدم فيها الأدوات العسكرية، الأمر الذي أعطاها نتائج مهمّة.

ويرى عوكل أن المرحلة المقبلة من الصراع المفتوح، يجب أن « يكون في الإطار الوطني ومدروس جيداً ».

وأوضح أن القضية الفلسطينية بحاجة « للوحدة والمصالحة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، للخروج بقرارات وطنية، وقد تدفع هذه المرحلة ملف المصالحة إلى الأمام أكثر ».

من جانبه، يرى هاني المصري، مدير مركز « مسارات » لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، أن أبلغ رد فلسطيني على أي الخطوة الأمريكية، هو « تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية ».

وقال، في تقرير، نشره على موقع المركز، أمس الأربعاء، إن « أبلغ رد هو المضي في تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية، من خلال الاتفاق على البرنامج الوطني الذي يجسّد القواسم المشتركة، وعلى أسس الشراكة السياسية الكاملة ».

ودعا الفصائل الفلسطينية إلى عدم الدخول في صراعات حول « قضايا فرعية مثل تمكين الحكومة والموظفين ».

وعلى المستوى السياسي الخارجي، يعتقد أنه يمكن « العمل من أجل إطلاق حملة كبرى لحل القضية الفلسطينية في إطار مؤتمر دولي مستمر وكامل الصلاحيات، يهدف إلى تطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وليس التفاوض حولها ».

كما يرى المصري أن اعتراف أمريكا بأن القدس عاصمة إسرائيل يستوجب رداً من القيادة الفلسطينية « يقوم على سحب الاعتراف بأميركا كوسيط وراعٍ لما يسمى (عملية السلام)، إلى حين التراجع الأميركي عن هذه الخطوات ».

وتابع: « كما يستوجب تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق أحد أعضائه الدائمين ممن يملكون حق الفيتو لانتهاكه مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ».

ومساء أمس الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب متلفز من البيت الأبيض، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.

كلمات دلالية