خبر الخارجية الإيرانية: قرار ترامب استفزازي وأحمق

الساعة 08:41 م|06 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية، قرار الحكومة الامريكية بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس واعلان القدس عاصمة للكيان المحتل، انتهاكا صارخا للقرارات الدولية.

وقالت الخارجية الايرانية في بيان لها، نقلته وكالة أنباء « تسنيم » الإيرانية: « ان مدينة القدس التي يتواجد فيها المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى، جزء لايتجزأ من فلسطين واحدى اهم الاماكن الاسلامية الثلاثة المقدسة وتتمتع بمكانة واهمية خاصة لدى المسلمين ».

وأضاف البيان: « ليس خافياً على احد ان هذا الكيان ومن اجل السيطرة الكاملة على هذه المدينة جعل على جدول اعماله خطوات عديدة منها اخراج السكان الاصليين واغتصاب ممتلكاتهم واراضيهم واستبدالهم باليهود بهدف تغيير التركيب السكاني لهذه المدينة وتدمير الاثار والاماكن الاسلامية المقدسة والاعتداء على حرمة المسجد الاقصى عبر توفير امكانية دخول اليهود المتطرفين الى هذا المكان الاسلامي وفرض قيود على المسلمين في الزيارة والمشاركة في صلاة الجمعة ونسف حقوق المواطنة للسكان الفلسطينيين ».

وتابع البيان: « ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد اكدت دائما ان اهم سبب في زعزعة الاستقرار والامن في الشرق الاوسط هو استمرار الاحتلال والدعم المنحاز والكبير من قبل الحكومة الامريكية للكيان الصهيوني وحرمان الشعب الفلسطيني المظلوم من حقوقه الاساسية في تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ».

وأكد البيان أنه وعل الرغم من « المساعي المستميتة لامريكا وحلفائها لفرض تسوية، لم يتم توفير الحد الادنى لتطلعات الشعب الفلسطيني في اطار قرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة فحسب بل ان استمرار بناء المدن واغتصاب مزيد من الاراضي وهتك حرمة الاماكن الدينية في القدس الشريف في ظل دعم امريكا لهذا الكيان وعدم الاكتراث للمجتمع والمنظمات الدولية ابعد الشعب الفلسطيني عن تحقيق متطلباته المشروعة والمحقة اكثر من السابق ايضاً ».

ونوه بيان الخارجية الإيرانية، إلى « ان قرار امريكا الاستفزازي والطائش بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني لن يساعد على السلام والاستقرار في المنطقة فحسب، بل سيفضح نوايا الحكومة الامريكية المشؤومة وسيسىء الى سمعة هذا البلد اكثر لدى تلك المجموعة من الاطراف التي لاتزال تؤمن بحيادية امريكا في عملية مباحثات السلام الوهمية، وسيؤدي الى تحريض المسلمين واشتعال انتفاضة جديدة وسيزيد من التطرف والاعمال الغاضبة والعنيفة اذ ستقع مسؤولية تلك الاعمال على عاتق الحكومة الامريكية والكيان الصهيوني ».

واضاف البيان: « بالنظر الى ان مدينة القدس تعتبر في قرارات الامم المتحدة ارضاً محتلة، تعد خطوة امريكا في الاعتراف بهذه المدينة كعاصمة للكيان المحتل للقدس انتهاكا صارخا للقرارات الدولية، لذلك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدين بشدة هذه الخطوة الامريكية، وتطالب المجتمع الدولي والدول المؤثرة لاسيما الدول الاسلامية ان تحول دون تنفيذ هذه الخطوة الامريكية التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني لاغير، من اجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة »، وفق البيان. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، القدس عاصمة لإسرائيل في خطاب تاريخي من البيت الأبيض، كان يرتقبه الكثيرون، مؤكداً أن وزارة الخارجية ستبدأ التحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

وأضاف ترمب في خطاب متلفز، « وفيت بالوعد الذي قطعته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل »، مشيراً إلى أن لإسرائيل الحق في تحديد عاصمتها.

وقال إن الرؤساء الأمريكيين رفضوا لأكثر من 20 عاما الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

واستطرد: « قال رؤساء عديدون إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا، سواء تعلق الأمر بشجاعتهم أو أنهم غيروا رأيهم، لا يمكنني أن أقول لكم ».

وشدد على أن « خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل هو قرار تأخر إصداره كثيراً »، مؤكداً أن « الاستراتيجيات التي اتبعناها حول الشرق الأوسط في الماضي كانت فاشلة ».

وأكد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه التزام بلاده « بتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة بالرغم من وقوع بعض الخلافات مع مختلف الأطراف ».

ويعتبر نقل السفارة اعترافًا أمريكيًا بشرعيّة الاحتلال على القدس.

وكان الكونغرس الأمريكي أصدر عام 1995 قانونًا يطالب الرئيس بنقل سفارة البلاد إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة موحّدة للاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّ القانون نفسه فسح مجالًا للرئيس الأمريكي بتأجيل تنفيذه مراعاة للمصالح الأمنية القومية الأمريكيّة في إقرار ضمنيّ من الكونجرس بأنّ تطبيق مثل هكذا قانون من شأنه أنْ يعرّض مصالح أمريكا للخطر بالنظر إلى حساسيّة موضوع القدس لدى العرب والمسلمين في كل العالم.

ودأب رؤساء أمريكا على التوقيع على مذكرة تقضي بتأجيل تنفيذ القانون مدة ستة أشهر لتتكرر لازمة التأجيل حتى هذه المرحلة.

وأدت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحقوق الفلسطينية، لا سيما التي تمس المقدسات الفلسطينية عموما والقدس بشكل خاص، إلى اندلاع انتفاضات وهبّات شعبية منها ثورة النبي موسى عام 1920، وثورة يافا عام 1921، وثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهبة باب الأسباط عام 2017.

كلمات دلالية