ردت بعض الدول العربية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة الرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة إياه قرارا « أحاديا مخالفا للقوانين الدولية ».
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على أن لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين، مشيرا إلى أن القدس « قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة ».
وأضاف: « تحدثت بشكل مستمر ضد أي إجراءات أحادية الجانب تعرض احتمالات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين للخطر ».
وأكدت كندا أن وضع القدس لا يمكن حله سوى « في إطار تسوية عامة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ».
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه بشأن إعلان ترامب، وتداعياته المحتملة على فرص السلام.
« قرار أحادي مؤسف »
من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده لا تؤيد قرار ترامب الأحادي، واصفا إياه بـ « المؤسف ».
وشدد ماكرون على أن وضع القدس يجب أن يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات، داعيا جميع الأطراف إلى الهدوء وتجنب العنف.
كما استنكرت مصر قرار ترامب، وشدد بيان للخارجية المصرية على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية « يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة ».
وأعربت مصر عن قلقها من التداعيات المحتملة للقرار على استقرار المنطقة، و« تأثيراته السلبية » على عملية السلام.
من جانبه، استدعى المغرب القائم بالأعمال الأميركي، معربا عن قلقه تجاه القرار.
قرارات « لاغية وباطلة »
كما اعتبر الأردن أن القرار يمثل خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد أن وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعتبر جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض « لاغية وباطلة ».
وأعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن القرار « يدمر » أي فرصة لحل الدولتين.
وأضاف: « للأسف، قام الرئيس ترامب بتدمير أي إمكانية لحل الدولتين (...)، أعتقد أن ترامب أبعد الولايات المتحدة من القيام بأي دور في أي عملية سلام ».
دعوة إلى « وقفة عربية موحدة »
أما الرئيس اللبناني ميشال عون، فدعا الدول العربية إلى « وقفة واحدة لإعادة الهوية العربية إلى القدس ومنع تغييرها »، مشيرا إلى أن قرار ترامب أعاد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الوراء عشرات السنين.
وأضاف أن القرار « قضى على كل محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم »، محذرا مما يمكن أن يحدثه القرار من ردود فعل تهدد استقرار المنطقة وربما العالم أجمع.
كما أعربت تونس عن قلقها لما يمثله القرار من « مساس جوهري بالوضع القانوني والتاريخي للمدينة وخرق لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وللاتفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أميركية، التي تنص على أن وضع القدس يتم تقريره في مفاوضات الحل النهائي ».
ودعت تونس جميع أطراف المجموعة الدولية إلى « الامتناع عن اتخاذ أية خطوات أو إجراءات من شأنها أن تمثل اعترافا علنيا أو ضمنيا بضم إسرائيل للقدس التي تعد جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 ».
الأزهر يرفض القرار « غير المشروع »
وأعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب، رفض الأزهر الشريف لقرار ترامب، واصفا إياه بـ غير المشروع« .
وحذر الطيب من التداعيات الخطيرة لإقدام أميركا على الخطوة، لما يشكله ذلك من »إجحاف وتنكر للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، وتجاهل لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، (...)، وملايين المسيحيين العرب« .
وشدد شيخ الأزهر على أن ما يعانيه العالم العربي والإسلامي من مشكلات وحروب »يجب ألا يكون ذريعة أو عذرا للقعود عن التحرك الفاعل لمنع تنفيذ هذا القرار المجحف وغير المقبول« .
كما طالب المجتمع الدولي ومؤسساته بالأخذ بزمام الأمور و »إبطال أي شرعية لهذا القرار، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة، وعاصمتها القدس الشريف« .
الخارجية الإيرانية: قرار ترامب استفزازي وأحمق
اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية، قرار الحكومة الامريكية بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس واعلان القدس عاصمة للكيان المحتل، انتهاكا صارخا للقرارات الدولية.
وقالت الخارجية الايرانية في بيان لها، نقلته وكالة أنباء »تسنيم« الإيرانية: »ان مدينة القدس التي يتواجد فيها المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى، جزء لايتجزأ من فلسطين واحدى اهم الاماكن الاسلامية الثلاثة المقدسة وتتمتع بمكانة واهمية خاصة لدى المسلمين« .
وأضاف البيان: »ليس خافياً على احد ان هذا الكيان ومن اجل السيطرة الكاملة على هذه المدينة جعل على جدول اعماله خطوات عديدة منها اخراج السكان الاصليين واغتصاب ممتلكاتهم واراضيهم واستبدالهم باليهود بهدف تغيير التركيب السكاني لهذه المدينة وتدمير الاثار والاماكن الاسلامية المقدسة والاعتداء على حرمة المسجد الاقصى عبر توفير امكانية دخول اليهود المتطرفين الى هذا المكان الاسلامي وفرض قيود على المسلمين في الزيارة والمشاركة في صلاة الجمعة ونسف حقوق المواطنة للسكان الفلسطينيين« .
وتابع البيان: »ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد اكدت دائما ان اهم سبب في زعزعة الاستقرار والامن في الشرق الاوسط هو استمرار الاحتلال والدعم المنحاز والكبير من قبل الحكومة الامريكية للكيان الصهيوني وحرمان الشعب الفلسطيني المظلوم من حقوقه الاساسية في تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف« .
وأكد البيان أنه وعل الرغم من »المساعي المستميتة لامريكا وحلفائها لفرض تسوية، لم يتم توفير الحد الادنى لتطلعات الشعب الفلسطيني في اطار قرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة فحسب بل ان استمرار بناء المدن واغتصاب مزيد من الاراضي وهتك حرمة الاماكن الدينية في القدس الشريف في ظل دعم امريكا لهذا الكيان وعدم الاكتراث للمجتمع والمنظمات الدولية ابعد الشعب الفلسطيني عن تحقيق متطلباته المشروعة والمحقة اكثر من السابق ايضاً« .
ونوه بيان الخارجية الإيرانية، إلى »ان قرار امريكا الاستفزازي والطائش بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني لن يساعد على السلام والاستقرار في المنطقة فحسب، بل سيفضح نوايا الحكومة الامريكية المشؤومة وسيسىء الى سمعة هذا البلد اكثر لدى تلك المجموعة من الاطراف التي لاتزال تؤمن بحيادية امريكا في عملية مباحثات السلام الوهمية، وسيؤدي الى تحريض المسلمين واشتعال انتفاضة جديدة وسيزيد من التطرف والاعمال الغاضبة والعنيفة اذ ستقع مسؤولية تلك الاعمال على عاتق الحكومة الامريكية والكيان الصهيوني« .
واضاف البيان: »بالنظر الى ان مدينة القدس تعتبر في قرارات الامم المتحدة ارضاً محتلة، تعد خطوة امريكا في الاعتراف بهذه المدينة كعاصمة للكيان المحتل للقدس انتهاكا صارخا للقرارات الدولية، لذلك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدين بشدة هذه الخطوة الامريكية، وتطالب المجتمع الدولي والدول المؤثرة لاسيما الدول الاسلامية ان تحول دون تنفيذ هذه الخطوة الامريكية التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني لاغير، من اجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة« ، وفق البيان. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، القدس عاصمة لإسرائيل في خطاب تاريخي من البيت الأبيض، كان يرتقبه الكثيرون، مؤكداً أن وزارة الخارجية ستبدأ التحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
وأضاف ترمب في خطاب متلفز، »وفيت بالوعد الذي قطعته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل« ، مشيراً إلى أن لإسرائيل الحق في تحديد عاصمتها.
وقال إن الرؤساء الأمريكيين رفضوا لأكثر من 20 عاما الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واستطرد: »قال رؤساء عديدون إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا، سواء تعلق الأمر بشجاعتهم أو أنهم غيروا رأيهم، لا يمكنني أن أقول لكم« .
وشدد على أن »خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل هو قرار تأخر إصداره كثيراً« ، مؤكداً أن »الاستراتيجيات التي اتبعناها حول الشرق الأوسط في الماضي كانت فاشلة« .
وأكد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه التزام بلاده »بتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة بالرغم من وقوع بعض الخلافات مع مختلف الأطراف« .
ويعتبر نقل السفارة اعترافًا أمريكيًا بشرعيّة الاحتلال على القدس.
وكان الكونغرس الأمريكي أصدر عام 1995 قانونًا يطالب الرئيس بنقل سفارة البلاد إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة موحّدة للاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّ القانون نفسه فسح مجالًا للرئيس الأمريكي بتأجيل تنفيذه مراعاة للمصالح الأمنية القومية الأمريكيّة في إقرار ضمنيّ من الكونجرس بأنّ تطبيق مثل هكذا قانون من شأنه أنْ يعرّض مصالح أمريكا للخطر بالنظر إلى حساسيّة موضوع القدس لدى العرب والمسلمين في كل العالم.
ودأب رؤساء أمريكا على التوقيع على مذكرة تقضي بتأجيل تنفيذ القانون مدة ستة أشهر لتتكرر لازمة التأجيل حتى هذه المرحلة.
وأدت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحقوق الفلسطينية، لا سيما التي تمس المقدسات الفلسطينية عموما والقدس بشكل خاص، إلى اندلاع انتفاضات وهبّات شعبية منها ثورة النبي موسى عام 1920، وثورة يافا عام 1921، وثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهبة باب الأسباط عام 2017.
تونس: القرار يمثل مساس جوهري بالوضع التاريخي والقانوني للقدس
أعربت تونس عن عميق انشغالها إثر إعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إليها، لما »يمثله ذلك من مساس جوهري بالوضع القانوني والتاريخي للمدينة وخرق لقرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة وللاتّفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أمريكية والتي تنص على أنّ وضع مدينة القدس يتمّ تقريره في مفاوضات الحل النهائي« .
واعتبرت الخارجية التونسية في بيان لها اليوم، »أنّ هذا القرار يهدد جديا بتقويض أسس عملية السلام وجهود استئناف مفاوضات السلام، ويدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتّر وعدم الاستقرار، فضلا عمّا يمثله من استفزاز لمشاعر الأمة العربية والإسلامية باعتبار رمزية القدس ومكانتها في المنطقة والعالم« .
وأكدت الخارجية التونسية، أنها »إذ تجدّد تأكيد موقفها المبدئي الثابت الداعم القضية الفلسطينية العادلة والمساند لها، تهيب تونس بجميع أطراف المجموعة الدولية الامتناع عن اتخاذ أية خطوات أو إجراءات من شأنها أن تمثل اعترافا علنيا أو ضمنيا بضم إسرائيل للقدس التي تعدّ جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967« ، وفق البيان.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، القدس عاصمة لإسرائيل في خطاب تاريخي من البيت الأبيض، كان يرتقبه الكثيرون، مؤكداً أن وزارة الخارجية ستبدأ التحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
وأضاف ترمب في خطاب متلفز، »وفيت بالوعد الذي قطعته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل« ، مشيراً إلى أن لإسرائيل الحق في تحديد عاصمتها.
وقال إن الرؤساء الأمريكيين رفضوا لأكثر من 20 عاما الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واستطرد: »قال رؤساء عديدون إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا، سواء تعلق الأمر بشجاعتهم أو أنهم غيروا رأيهم، لا يمكنني أن أقول لكم« .
وشدد على أن »خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل هو قرار تأخر إصداره كثيراً« ، مؤكداً أن »الاستراتيجيات التي اتبعناها حول الشرق الأوسط في الماضي كانت فاشلة« .
وأكد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه التزام بلاده »بتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة بالرغم من وقوع بعض الخلافات مع مختلف الأطراف".
ويعتبر نقل السفارة اعترافًا أمريكيًا بشرعيّة الاحتلال على القدس.
وكان الكونغرس الأمريكي أصدر عام 1995 قانونًا يطالب الرئيس بنقل سفارة البلاد إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة موحّدة للاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّ القانون نفسه فسح مجالًا للرئيس الأمريكي بتأجيل تنفيذه مراعاة للمصالح الأمنية القومية الأمريكيّة في إقرار ضمنيّ من الكونجرس بأنّ تطبيق مثل هكذا قانون من شأنه أنْ يعرّض مصالح أمريكا للخطر بالنظر إلى حساسيّة موضوع القدس لدى العرب والمسلمين في كل العالم.
ودأب رؤساء أمريكا على التوقيع على مذكرة تقضي بتأجيل تنفيذ القانون مدة ستة أشهر لتتكرر لازمة التأجيل حتى هذه المرحلة.
وأدت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحقوق الفلسطينية، لا سيما التي تمس المقدسات الفلسطينية عموما والقدس بشكل خاص، إلى اندلاع انتفاضات وهبّات شعبية منها ثورة النبي موسى عام 1920، وثورة يافا عام 1921، وثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهبة باب الأسباط عام 2017.