خبر القاهرة تستأنف جهودها قريباً من أجل الحوار الوطني الفلسطيني

الساعة 05:14 ص|23 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : نقلاً عن الحياة اللندنية

كشف مسؤولون فلسطينيون ان مصر ستستأنف قريباً جهودها الرامية الى بدء حوار وطني فلسطيني يقود الى انهاء الانقسام السياسي والجغرافي. وقال رئيس وفد حركة «فتح» الى الحوار الوطني الدكتور نبيل شعث لـ «الحياة» ان المسؤولين المصريين ابلغوه انهم سيبدأون قريباً عقد لقاءات منفصلة مع الفصائل تمهيدا لإطلاق الحوار الوطني. واضاف ان «الحوار لن يبدأ من نقطة الصفر، وسيبنى على نتائج اللقاءات السابقة».

واشار شعث الى ان الرئيس محمود عباس كلفه الاتصال مع القادة المصريين من اجل استئناف الحوار الوطني، وان رد القادة المصريين كان «انهم سيستأنفون قريبا جهودهم، وسيوجهون دعوات الى الفصائل لعقد لقاءات ثنائية للاتفاق على اسس اطلاق الحوار».

وكانت مصر عقدت في الاشهر الاخيرة سلسلة لقاءات مع الفصائل الفلسطينية (13 فصيلا)، اتفقت خلالها على اطلاق الحوار الوطني في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. غير ان الحوار لم ينطلق بسبب اشتراط «حماس» اطلاق من اسمتهم «المعتقلين السياسيين من سجون السلطة في الضفة»، ومشاركة الرئيس عباس في مراحل الحوار المختلفة، وسماح اسرائيل لاعضاء وفدها من الضفة بالسفر الى القاهرة للمشاركة في الحوار.

وهدد الرئيس عباس عقب فشل انطلاق الحوار بالذهاب الى انتخابات عامة مبكرة (رئاسية وتشريعية) عام 2009، واتخذ سلسلة خطوات عملية في هذا الاتجاه منها عقد لقاء معلن مع لجنة الانتخابات المركزية، والاطلاع على جاهزيتها لاجراء الانتخابات، وعقد اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير تقرر فيه انتخاب عباس «رئيسا لدولة فلسطينية»، وهو الموقع الذي كان المجلس انتخب له الرئيس الراحل ياسر عرفات. واعلن مسؤولون فلسطييون تحضيرات لعقد المجلس الوطني في وقت مبكر من عام 2009 للمصادقة على قانون انتخابات جديد للسلطة الفلسطينية يقوم على مبدأ التمثيل النسبي.

ويقول مقربون من عباس ان الرئيس سيجري الانتخابات في حال فشل الحوار الوطني، حتى لو منعت «حماس» اجراءها في قطاع غزة. ويشكل توجه عباس هذا عامل ضغط على «حماس» نظرا الى ان الغالبية العظمى من الفلسطينيين تطالب بإجراء انتخابات عامة لإنهاء حال الانقسام.

وبينت استطلاعات اخيرة ان اكثر من ثلثي الجمهور الفلسطيني في الضفة والقطاع يدعم الانتخابات باعتبارها وسيلة لانهاء الانقسام.

وبينت الاستطلاعات ان حركة «فتح» ستحظى بدعم اكبر من «حماس» في قطاع غزة تحديدا، الامر الذي عزاه المحللون الى الحصار الخانق الذي فُرض على القطاع بعد سيطرة الحركة عليه اواسط العام الماضي.

وأدى فشل الجهود المصرية السابقة لاستئناف الحوار الى تراجع التوقعات منه. وقال رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض لـ «الحياة» ان الحوار «اذا نجح في الاتفاق على اجراء انتخابات عامة، فانه سيشكل انجازا كبيرا»، مشيرا الى ان «الانتخابات تخلق آليات تلقائية لإنهاء الانقسام».

واضاف: «مطلوب من الحوار ان يقود الى اتفاق على الحكم والامن، وتالياً السياسة والمنظمة، لكن امام هذه الملفات، اذا تم الاتفاق على الانتخابات وحدها في هذه المرحلة، فانه سيشكل انجازا مهماً».

وسيصل الرئيس عباس الى القاهرة اليوم لعقد لقاء قمة مع الرئيس حسني مبارك. وقال مقربون من عباس انه سيبحث مع مبارك جهود مصر لتمديد التهدئة بين «حماس» واسرائيل واستئناف الحوار الوطني. وقال الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة ان عباس يرى في التهدئة مصلحة فلسطينية ووسيلة لتوفير حماية لاهالي القطاع من آلة القمع العسكرية الاسرائيلية.

غير ان كثيرا من المراقبين لا يتوقعون نجاح الجهود المصرية في الحوار نظرا الى اتساع الهوة بين «فتح» و «حماس» وتناقض اهداف كليهما من الحوار.