خبر تأهب اعلان- يديعوت

الساعة 11:20 ص|05 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: أجهزة الامن الاسرائيلية تتوقع انفجار العنف في المناطق جراء اعلانات أمريكية متوقعة عن القدس كعاصمة لاسرائيل او نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس - المصدر).

 

يستعد جهاز الامن لامكانية انفجار عنف فلسطيني في اسرائيل، ولا سيما في القدس، في اعقاب الانباء عن اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة اسرائيل أو الاعلان عن نقل السفارة الامريكية من تل أبيب. كما ان الادارة الامريكية هي الاخرى أمرت ممثلياتها ولا سيما القنصليات والسفارات في الشرق الاوسط لتشديد اليقظة خوفا من المظاهرات ضد المؤسسات الامريكية.

 

وكانت مداولات تقويم الوضع، بمشاركة الشرطة، المخابرات وقيادة المنطقة الوسطى، قد جرت في الايام الاخيرة بهدف الاستعداد لموجة اعمال الاخلال بالنظام والعمليات المضادة، مثل العمليات التي وقعت بعد نصب البوابات الالكترونية في الحرم في تموز من هذا العام.

 

في جهاز الامن يشددون على ان التصريحات الحادة من القيادة الفلسطينية ضد الخطوة الامريكية القادمة لا تزال في هذه المرحلة لم تتجاوز الخط لتدفع الشارع نحو العنف. ولكنهم يقولون هناك ان هذا الخط يمكن ان يتم تجاوزه بغمضة عين، حتى بدون حث السلطة، مثلما حصل قبل خمسة اشهر. فالاجواء الحماسية في وسائل الاعلام الفلسطينية من شأنها أن تشجع منذ الان – حتى قبل الاعلان الامريكي – على ارهاب الافراد، ضاربي السكاكين والخلايا المستقلة.

 

وفي القيادة الفلسطينية لا يزالون يأملون بان تمنع منظومة الضغوطات التي تمارسها الدول العربية المعتدلة على البيت الابيض الرئيس ترامب عن الاعلانات في موضوع القدس. وأكدت مصادر دبلوماسية في واشنطن، صحيح حتى يوم امس، بان القرار في هذا الموضوع لم يتخذ بعد. وعلى حد قولهم، فان الفريق القريب من الرئيس أعد جملة من « البدائل الابداعية » للتعهد بنقل السفارة الى القدس، ولكن احدا لا يعرف ما سيقرره الرئيس حتى يوم الاربعاء القادم.

 

وكانت حماس حرضت منذ اليوم بكل القوة الشارع الفلسطيني، كجزء من استعداد المنظمة لاحتفالات الثلاثين سنة على تأسيسها. فالتاريخ الرسمي لاقامة حماس هو 14 كانون الاول، ولكن اعلانا امريكيا يغير الوضع الراهن في القدس سيشكل حسب مصادر امنية في اسرائيل سببا لاثارة الخواطر في الشارع وتحويل الاحتفالات الى سلسلة أيام غضب وعمليات. في اسرائيل يقدرون بان حماس ستبذل جهدا استثنائيا لتنفيذ عملية ذات مغزى للتصدي للصورة التي نشأت لها في غزة – منظمة توجهت الى المسار السياسي، تقربت من مصر والسعودية، اختارت سياسة معتدلة تجاه اسرائيل وتنازلت عن الكفاح المسلح – على خلفية منع الجهاد الاسلامي من تنفيذ اعمال ضد اسرائيل على سبيل الانتقام لتفجير النفق.

 

من خلف الجهود لتنفيذ عمليات عنيفة في اثناء احتفالات حماس تقف أجهز المنظمة في الخارج، وعلى رأسها قيادة حماس العسكرية في تركيا، التي تواصل العمل حتى بعد أن طردت ظاهرا من هناك ويديرها صلاح العاروري. يتبين أن العاروري الذي وجد ملجأ في لبنان، يقضي معظم وقته بالذات في تركيا وفي دول الخليج، حيث يواصل تفعيل الخلايا ونقل الاموال لرجال حماس في الضفة. وبالتوازي تحاول القيادة التي تفعل حماس في الضفة من غزة – والتي تتشكل من محرري صفقة شاليط – تنفيذ عمليات في المناطق.

 

وبتقدير محافل الامن في اسرائيل، سيجد الاحتجاج الفلسطيني تعبيره سواء في نشاط المنظمات المؤطرة أم في تصاعد عمليات الافراد، التي هبطت في الاونة الاخيرة. ومنذ الان يمكن ملاحظة أن المؤسسة الفلسطينية تحاول العمل على التحريض ضد الخطوة الامريكية المرتقبة بالاتجاه الديني. أي ان كل خطوة امريكية تغير الوضع الراهن حول القدس ستعرض كمس بالمسجد الاقصى. وكان الاحتجاج الشعبي ضد البوابات الالكترونية قادها الزعماء الدينيون في القدس: مفتي القدس عن السلطة الشيخ محمد حسين، الشيخ عكرمة صبري الذي يمثل الحركة الاسلامية والشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الاقصى عن الاوقاف. وتتصدر هذه الثلاثية مجموعة كبيرة من رجال الدين من كل الانواع والاصناف وتؤثر على الشارع اكثر من القيادة السياسية. وستقف هذه المجموعة – حسب تقدير اسرائيل – على رأس كل الخطوة ضد الاعلانات الامريكية المحتملة. وبالمقابل، في هذه الحالة ايضا ستسعى السلطة الفلسطينية الى ادارة حدث عنيف مقنون وعدم الوصول الى فوضى.

 

كلمات دلالية