خبر بسبب الاحتلال- هآرتس

الساعة 10:02 ص|03 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يئير اسولين

(المضمون: من يتنازل على مدى السنين عن حقه وواجبه في أن يعرف عن الاحتلال، لا ينبغي أن يتفاجأ حين تعمل الكنيست على الا يعرف عن اي شيء على الاطلاق - المصدر).

 

في النهاية تجدك تفهم بان كل هذه القصة هي بسبب الاحتلال. بسبب 50 سنة من الكبت، اغماض العيون، ملاحقة القوة، العظمة، المناكفة. حين تسمع النواب بعد اجازة القانون كيف يشرحون للشعب هذا القانون، الذي يرمي – بلا شك، لانقاذ رئيس الوزراء من تحقيقاته، بانه يستهدف التشويش على تقصي الحقيقة، فرض المصاعب عليه، منع الجمهور من متابعة الامور ليكون جزء من المكان الذي يعيش فيه، ليكون جزء من تحديد المعايير، حين تسمعهم، يتحدثون بكلمات عالية، عليلة، عن « قانون من أجل شعب اسرائيل » وما شابه، فانك تفهم كم هو هذا الوضع، سحق طهارة المقاييس وكم هو حقا وبعمق ينبع من الاحتلال. فتفهم كم هو الخطاب الجاري هنا منذ 50 سنة كل هدفه هو التشويش والطمس لرواية قصة لم تكن حقا، كل هدفها ولا

يزال شطب ملايين بني البشر الذين يعيشون هنا وجعلهم الشر المطلق. حين تفكر في هذا، فانك تفهم كم يؤثر هذا الخطاب وكم تؤثر هذه الافكار.

 

وحتى عندما تفكر عن هذا الحكم وعن هذه الدولة التي تجعل الامور « مقدسة »، وكذا حين تفكر عن خطاب التخوين الذي يجري هنا منذ سنين وعن السطحية التي في معيار « الوطنية »، فانك لا يمكنك ان تمتنع عن التفكير بان كل هذا يؤثر هنا وان ما يجري هناك للاحتلال هو تهكم ممن يمكنه أن يشرع القوانين التي في جوهرها تمس بالمجتمع الاسرائيلي وتسحق الديمقراطية الاسرائيلية وقدرة الاسرائيلي على أن يعرف، أن يفهم. وعندما ترى هذا فانك لا يمكنك مرة اخرى أن تمتنع عن التفكير بان كل هذا في النهاية بسبب 50 سنة من السيطرة على بشر آخرين، بسبب القدرة على الكبت واغماض العيون اللذين طورهما المجتمع الاسرائيلي، بسبب انفصام الشخصية هذا، الذي يزعم فيه المرء بانه أخلاقي ولكنه يواصل التأييد أو عدم المعارضة للسيطرة على بشر آخرين، بسبب وهم الفصل الذي تعلم المجتمع الاسرائيلي أن يصدقه، بسبب استسلامه للخوف، بسبب القدرة على سد الانف، بسبب اختيار التصديق لما هو مريح، ومهاجمة ونبذ من يسعى الى الاستيضاح، السؤال، التحقيق، الكشف، بسبب الكسل. ومن يتخلى على مدى السنين عن الحق والواجب للمعرفة عن الاحتلال، عن معانيه، فلا ينبغي أن يتفاجأ حين تعمل الكنيست على ألا يعرف شيئا على الاطلاق. والان، فجأة تفهم بان الاحتلال، في نهاية المطاف ليس موضوع يسار أو يمين. فهي المسألة باتت منذ زمن بعيد تقوم على اساس السؤال هل انت مع دولة اسرائيل. هل أنت مع مجتمع يسأل، يعرف، يسعى لان يفهم، ملتزم بقيم اخلاقية، توجد له فكرة، يؤمن بقيمة الانسان كانسان، يوجد له احترام لليهودية، يعرف كيف يعترف بالاخطاء أم انك مع مجتمع يتراكض طوال اليوم من تلاعب الى تلاعب، قوته هي في تشويه الواقع، لا يهتم الا بالقوة، وما يحركه الى التطلع الى القوة، وما يتلفظ به هو كلام رجال المبيعات، مجتمع يجعل الامور العميقة مثل الايمان والدين لعبة فيسحق أكثر فأكثر امكانية وجود الدولة وتطورها.

 

هذا هو الخيار. فقد اشمئز الجمهور الاسرائيلي من هذا القانون. وان تسمع هذا في كل يوم، ولكننا ملزمون بان نفهم بان هذا القانون، ومجرد صياغته والعمل عليه، الى جانب قوانين اخرى، لا ينبت الا في المستنقع اياه، في طريقة التفكير اياها، في فكرة أننا نستطيع، على مدى الزمن، ان نتحكم بملايين من بني البشر عديمي الحقوق. في الفكر الذي يقول ان هذا لا ينتقل الينا

 

ولكنه ينتقل ويواصل الانتقال وكل شيء متعلق بكل شيء. هذا هو مكاننا، هذه هي مسؤوليتنا ومحظور علينا أن نتنازل.

 

كلمات دلالية