خبر العنوان كان على الصاروخ -معاريف

الساعة 10:01 ص|03 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

العنوان كان على الصاروخ -معاريف

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: اذا كانت اسرائيل هي التي هاجمت القاعدة قرب دمشق فهذه محاولة لنقل رسالة الى روسيا ايضا بان اسرائيل جدية حين تقول انها لن تسمح باقامة قواعد عسكرية ايرانية في سوريا - المصدر).

 

اذا كانت صحيحة المنشورات، فقد كان هجوما في ليل السبت ضد قاعدة سورية في الكسوة، على مسافة 13 كيلو متر جنوب دمشق، عزي لاسرائيل، مثابة محاولة حازمة من اسرائيل لنقل رسالة لروسيا، بقدر لا يقل عنها للرئيس السوري بشار الاسد ولايران. والرسالة هي أن اسرائيل جدية حين تقول انها لن تسمح باقامة قواعد عسكرية ايرانية في سوريا. وهكذا تكون اسرائيل اجتازت ظاهرا من مرحلة نقل الرسائل في هذا الموضوع في القنوات الدبلوماسية الى العمل العسكري.

 

يبدو حاليا ان أخذ المخاطر البنيوية في سياسة الهجمات الاسرائيلية في سوريا، يترافق والتخوف من التصعيد، يثبت نفسه. فالاسد لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان يرد على خرق السيادة من جانب اسرائيل بما يتجاوز النار غير الناجعة من منظومة الدفاع الجوي لديه، لانه سيأتي حينها رد مضاد أشد اكثر من اسرائيل. والامر الاخير الذي هو معني فيه في هذه المرحلة، وهو ينجح في

 

الحاق الهزيمة باعدائه – ولا سيما الدولة الاسلامية المطرودة من اراضيه - هو ان يفتح جبهة جديدة ضد اسرائيل.

 

ليس واضحا ما هي الاهداف التي هوجمت. وحسب بعض التقارير، فقد قصف مخزن سلاح. ولكن ما هو مهم حقا هي حقيقة أن الحديث يدور عن قاعدة نشرت صور جوية عنها قبل بضعة اسابيع. فقد نقلت جهة غير معلومة هذه الصور الى خدمة البث البريطاني (هناك من يقدر بان الاستخبارت الاسرائيلية وقفت خلف هذا النشر)، في ظل تشديد حقيقة أنه في القاعدة تقام مبان تستهدف استيعاب جنود ايرانيين ومرتزقتهم – الميليشيا الشيعية الدولية التي تقاتل في سوريا. وكان نشر الصور اشارة تحذير، ولكن السوريين لم يأبهوا بها وواصلوا البناء. وعليه، ففي ليل السبت احتدت رسالة التحذير. اذا كانت التقارير مصداقة، فان القاعدة لا تزال توجد في مراحل البناء ولا يوجد فيها ايرانيون اغلب الظن.

 

في كل الاحوال، يبدو ان اسرائيل تزيد ما تصفه « خطوط حمراء » او مصالحها في سوريا. وبذلك فانها تصبح عمليا جهة متدخلة عميقا جدا في الحرب لدى الجارة من الشمال. على مدى بضع سنوات، تلخصت الخطوط الحمراء في أربعة، مثلما حددها وزير الدفاع السابق موشيه يعلون: عدم التدخل في الحرب الاهلية، الحفاظ على الهدوء على الحدود، رد مقنون على كل نار بالخطأ وخرق للسيادة الاسرائيلية واستغلال الفرص للهجمات في سوريا لمنع نقل الصواريخ الدقيقة الى حزب الله في لبنان.

 

ولكن في النصف سنة الاخيرة اضيفت اليها ثلاث مصالح اخرى: منع اقتراب قوة عسكرية لايران، حزب الله او الميليشيا الشيعية الدولية من الحدود في هضبة الجولان، لمسافة 40 كيلو متر على الاقل، احباط بناء ميناء وقاعدة جوية ايرانية في سوريا ومنع مس منظمات الثوار بالدروز.

 

حاولت وسائل الاعلام في ايران التقليل من اهمية الهجوم، وعرضوه كحدث هامشي لا يتعلق بدولتهم. ولماذا يفعلون ذلك؟ فقبل اسبوع فقط ادعى وزير الدفاع افيغدور ليبرمان بانه منذ تسلم مهام منصبه ليس هناك تواجد عسكري ايراني على مقربة من الحدود مع اسرائيل. ولكن لا شك أنهم في طهران يفهمون بان قصف القاعدة كان موجها لهم ايضا. مشكوك جدا ان يوقف

 

هجوم اسرائيلي ايران من تحقيق اهدافها الاستراتيجية، التي تتضمن التواجد في سوريا واقامة هلال بري شيعي عبر ايران وسوريا وصولا الى لبنان وانتشار بحري من الخليج الفارسي الى المحيط الهندي، الى البحر الاحمر والى البحر المتوسط.

 

لن تتنازل ايران بسهولة عن مكسبها الحربي في سوريا. ففي هذا الموضوع تشجعها أيضا اقوال وزير الخارجية الروسي، سيرجيه لافروف، الذي دعا الى صرف كل القوات الاجنبية التي لم تستدعى من نظام الاسد الى الاراضي السورية، أي الولايات المتحدة وتركيا. ويفهم من اقواله بان القوات الايرانية والسورية وحدها هي التي يحق لها ان تكون فيها.

 

وحسب التقارير في وسائل الاعلام السورية والدولية، فقد أطلق الجيش الاسرائيلي صواريخ ارض – ارض من احدى القواعد في هضبة الجولان، وبالتوازي اطلقت طائرات سلاح الجو صواريخ جو – جو نحو الهدف. مشوق أن نعرف اذا كانت الطائرات اطلقت الصواريخ من الاراضي السورية ام اللبنانية. يوجد هنا فارق جوهري. فاذا تم هذا من الاراضي اللبنانية، يمكن لروسيا أن تغمض العين. واذا لم يكن ذلك، فان هذه ستكون قصة اخرى. وعليه، فيجب أن ننتظر لنرى ماذا سيكون الرد الروي. اذا اكتفت روسيا بالشجب العادي، مثلما حصل في الماضي، فسيكون ممكنا القول أنها ترفع العتب، تسلم بالهجوم الاسرائيلي وتتفهمه. ولكن اذا جاء هذه المرة رد حاد او نقلت رسائل كهذه في قنوات دبلوماسية وعسكرية، فستضطر اسرائيل الى اعادة حساب سياستها في سوريا.

 

كلمات دلالية