خبر نعم، لنقص الامر على الاغيار.. هآرتس

الساعة 10:50 ص|30 نوفمبر 2017

بقلم

(المضمون: الجمعيات التي تناهض الاحتلال يجب عليها اسماع ما يحدث لدينا للامم الاخرى في الخارج وليس للاسرائيليين، لأن الاخيرين يعرفون حقيقة الاحتلال أكثر من « نحطم الصمت » أنفسهم - المصدر).

انتهت قضية دين يسسخروف، ولم يبق لدى منتقدي « نحطم الصمت » سوى شكوى واحدة غاضبة: « لماذا تخبرون الاغيار؟ لماذا تنشرون غسيلنا الوسخ خارج البيت؟ تحدثوا معنا! هنا في اسرائيل ومع الجمهور الاسرائيلي ».

مطلوب التحلي بقدر لا بأس منه من السذاجة أو التساذج من اجل أن نطلب من « نحطم الصمت » التوقف عن نشر غسيلنا الوسخ في الخارج، ليتحدثوا فقط مع الجمهور الاسرائيلي عن مآثرهم في مناطق المستوطنات. الحقيقة البائسة هي أنه لا حاجة لذلك. الاسرائيليون يعرفون كل شيء، واحيانا حتى يعرفون اكثر من « نحطم الصمت » أنفسهم. من تجربتهم في خدمة الاحتياط ومن قصص الاصدقاء ومن الشبكات الاجتماعية ومن تجربة الظلم التي يتبادلونها وهو يضحكون فرحا من المشاهد التي يرونها وهم يتجولون في المناطق المحتلة.

إنهم يعرفون، لكنهم فقط لا يريدون أن يعرفوا. يخرجون من جلدهم حتى لا يعرفوا، يتصببون عرقا بسبب الجهد الكبير الذي يبذلونه كي لا يعرفوا ويتجاهلوا وينفوا ويبرروا. الاسرائيليون لم يخترعوا هذه الطريقة، هكذا بالضبط كان الامر في فرنسا الاستعمارية، في بلجيكا ومستعمراتها، في هولندا والدول التي احتلتها، في بريطانيا وامبراطوريتها، وايضا، نعم، في المانيا في مجال عيشها المسلوب. الجميع عرفوا، لكنهم بذلوا الجهد كي لا يعرفوا.

ليس هناك ما يتسبب بالغضب والاستفزاز لكل هؤلاء الجاهلين بارادتهم أكثر من شخص يصمم على اجبارهم حتى يعرفوا، يعرض عليهم شهادات وحقائق وصور وأفلام. يصمم على ازعاج هدوءهم التطهري ويضيء بمصباح عتمة عماهم المباركة. بالنسبة لهم هو اسوأ أعدائهم.

وما يشهد على ذلك قضية اليئور ازاريا، الرعاع الذين يرقصون حوله وفرقة الوكلاء المستخذين التي تلعق مؤخرته. كل هؤلاء، أكثر مما يريدون خلاص بطلهم، يريدون اخفاء كل قطعة من الواقع الذي فرض عليهم.

لقد شاهدت بأم عيني مرات كثيرة ما الذي يحدث عندما يحاولون تعريف اسرائيلي بأنه « لا يعرف »، في رمشة عين تتحول نظرته الى نظرة زجاجية وبؤبؤ عينه يبحث عن ملجأ. يمكن سماع صفير الكلمات التي تدخل الى اذنه وتخرج من الاخرى. الصوت كما هو معروف يجب أن يتحرك بسرعة الصوت. ولكن الصوت بين أذني من يرفض المعرفة يتحرك بسرعة الضوء.

بسبب ذلك لا توجد حاجة لتعريف الاسرائيليين، فهم يعرفون فعلا، وليست حاجة لاجبارهم على معرفة ما يعرفونه. فهذا يستفزهم.

في المقابل، يوجد معنى كبير لتعريف الأمم الاخرى في العالم باثمنا. لأنه فيها، في اغيار العالم، يوجد الامل الوحيد و« الضئيل » لدولة اسرائيل من اجل التخلص من أنياب نفسها. مكسب وخلاص ينتظرنا في مكان آخر. فقط في العالم الذي سيمسك أخيرا اسرائيل من شعرها وينتزعها من الرمال المتحركة التي غرقت فيها.

ومن اجل ايقاظ العالم من اللامبالاة على مصير اليهود من المهم أن يعرف بالضبط وبالتفصيل ما الذي يحدث هنا في غيابه. لذلك فانه يجب على نحطم الصمت أن يتحدثوا مع الاغيار وأن يعرضوا عليهم. وبتسيلم وجمعية حقوق المواطن ولجنة مناهضة التعذيب ايضا، وكل العاملين في هذه المهنة المقدسة. وربما بفضل الاغيار الذين يسمعونهم سيصل الينا المخلص الذي سيخلصنا من المناطق المحتلة.

نأمل أن ينضم الينا الكثيرون من نحطم الصمت، من الادارة المدنية، من القضاء العسكري ومن وزارة الداخلية والشباك ومصلحة السجون، ومن كل سلطات الاحتلال، وأذرع الطغيان وحماة نقاء العرق.

وربما سينضم اليهم ايضا عدد من محطمي الصمت في النيابة العامة والشرطة، الذين يستجمعون القوة لكسر قانون « لنحافظ على الصمت » الذي فرضته عليهم في هذا الاسبوع قبائل الهون والهوتنهون الذين يحكموننا.

كلمات دلالية