خبر المصالحة وخيارات الفشل.. د. صالح النعامي

الساعة 11:48 ص|29 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

 بعد تعاظم المؤشرات على فشل جهود المصالحة، فإن هناك ثلاث سيناريوهات قد تكون مطروحة للتعاطي مع الواقع الجديد، وهي كالتالي: أولا: يمكن أن تعلن حماس النكوص عن اتفاق المصالحة من خلال السيطرة مجددا على المعابر التجارية من أجل توفير السيولة النقدية التي تسمح بدفع الرواتب بشكل جزئي للموظفين وتشغيل المرافق والمؤسسات الرسمية ذات الطابع الخدماتي.

إن تبني هذا الاتجاه خطأ استراتيجي، حيث أنه يسمح لرئيس السلطة محمود عباس بتحميل حماس المسؤولية عن إفشال المصالحة، مما يمنحه المسوغ لفرض المزيد من العقوبات على قطاع غزة.

ناهيك عن أن العودة لإدارة حكم القطاع هو تكريس للخطيئة الاستراتيجية التي وقعت فيها الحركة عندما اعتقدت أنه بالإمكان الجمع بين الحكم والمقاومة.

ثانيا: يمكن أن تعرض مصر، التي باتت تعي تماما أن عباس غير معني بانجاز المصالحة لأسباب عديدة، على حماس العودة لصيغة التفاهم مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان،. وهذا سيناريو بالغ الخطورة؛ حيث أن دحلان يتحرك من خلال مظلة إقليمية واضحة المعالم تتبنى مواقف معادية من حركة حماس.

وهذه المنظومة لن تقدم أي دعم إلا باشتراطات سياسية تستهدف المقاومة وسلاحها ويرمي بشكل خاص إلى إجبار الحركة على خيارات إقليمية بالغة الصعوبة. ثالثا: تعلن حماس بعد فشل جهود المصالحة أنها لم تعد طرفا في الانقسام الداخلي، وأن مهمة إدارة قطاع غزة باتت مسؤولية كل الفصائل الفلسطينية.

ومن الواضح أنه نظرا لعدم وجود جهة مستعدة لتمويل الخدمات وتوفير الرواتب، فأن هذا يعني أنه سيتم الدفع نحو فوضى تؤثر بشكل سلبي على إسرائيل والقوى الإقليمية ذات العلاقة بملف المصالحة. فعندما يوضع قطاع غزة بين خيار قبول تقديم التنازلات أو الموت جوعا، فأن هناك خيار ثالث سيقلب الطاولة على الجميع:

ألا وهو الفوضى التي ستدك مفاعليها كل الاتجاهات بشكل يقنع الأطراف ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالشأن الفلسطيني أنه ليس من مصلحتها بقاء الواقع في قطاع غزة على حاله.

 

كلمات دلالية