خبر 22 عاماًَ في الأسر.. الأسير خالد الجعيدي.. حكاية سلاحه الأبيض ورعب جنود الاحتلال في غزة

الساعة 02:00 م|22 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - تقرير إخباري

الحديث عن عمداء الأسرى في سجون الاحتلال يتخلله الكثير من الاستغراب المختلط بالإعجاب.

رفح... قلعة الصمود في جنوب قطاع غزة الصامد.. وعلى مدى السنين الماضية عرفت بأنها الأم التي تنجب كل يوم بطل جديد..

وابن المدينة الذي نروي اليوم حكايته هو الأسير خالد الجعيدي.. الاسم الذي هز أركان الاحتلال ومستوطنيه حين امتشق سلاحه الأبيض حارماً الجميع من حجة عدم توفر السلاح الذي يأتي حسب رأيه إذا ما حضرت الإرادة.

دماثة الخلق وروعة الحضور ميزتان من مزايا تحتاج إلى الكثير من الوقت للحديث عنها، فالأسير الذي كان ملتزماً في صلاته وعبادته كان غيوراً على وطنه بقدر حبه للشهادة حين انطلق يحمل سكينه بيده مغادراً باب الجامعة الإسلامية ومتوجهاً إلى سوق فراس يبحث عن هدفه الأول فكان المستوطن (حاييم عزران ) الرقبة الأولى التي ترحل أمام سكين يحملها شاب اعتنق النهج المحمدي الأصيل..

هذه العملية الجريئة أعلنت عن بداية مرحلة جديدة في غزة عنوانها لا أمان ولا استقرار للاحتلال وقطعانه وأن شباب الجهاد الإسلامي بزمام المبادرة.

الجعيدي لم يكتف عند هذا الحد بل واصل المهمة ومضى بسكينه ذباحاً ومرعباً لقطعان المستوطنين فنال من ثلاثة آخرين هم (أبراهام أبو غوش، ويسرائيل كثرو، وشوبلي الذي أصيب بجراح خطره).

وفي العام ستة وثمانين كان الأسير الجعيدي على موعد مع القدر والاعتقال ليظل صامداً في التحقيق رغم ما تعرض له من تعذيب هو وأهله، حتى استطاعت سلطات الاحتلال أن تثبت عليه العمليات البطولية, ليأتي بعدها قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ايتسحاق مردخاي إلى زنزانته ليعرف من هو الشخص الذي دب الرعب في قلوب الصهاينة، وحين سأله عن ندمه أجاب بكل كبرياء لا، فما كان من مردخاي إلا الاعتداء عليه وضربه، وتبدأ بعدها رحلة المعاناة مع الأسر والتنقل من سجن لآخر والعزل لعامين متتاليين كان خلالهما أصلب من حقدهم.. وشامخاً كالجبال الشم .أبيٌاً لا يطأطئ إلا لخالقه.

غريبة هي حكايا ما وراء القضبان، لكنها ليست مستحيلة على شباب آثروا دفع زهرة شبابهم من أجل فلسطين.