خبر زعيم واحد، حزب واحد وشعب واحد- هآرتس

الساعة 11:14 ص|29 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: في ظل الوضع الراهن لا يوجد في اسرائيل ائتلاف ومعارضة، بل توجد كتلة حكومية واحدة مع زعيم واحد لشعب واحد. ومن يخشى من الدولة ثنائية القومية بسبب المكون العربي الذي يمكن أن يدنسها فان هذه الدولة قائمة، لكنها تضم اقلية يهودية يجب عليها اجتياز اعادة التثقيف واغلبية يهودية تحدد من هو اليهودي - المصدر).

 

يوجد في اسرائيل ائتلاف وتوجد معارضة. توجد احزاب دينية واحزاب علمانية، صهيونية وغير صهيونية، متدينة ويسارية، عربية ويهودية. ويوجد في اسرائيل فصل بين السلطات، وتوجد احزاب للاقليات. الخطاب السياسي مليء بالصدامات والمناكفات، وسائل الاعلام حرة والثقافة متنوعة. والديمقراطية في الذروة، لكن في الحقيقة اسرائيل تشبه محل للخردوات يعرض علب جميلة في واجهة العرض لجذب المشترين، لكن في الداخل الرفوف فارغة، أو أدق، يوجد منتج واحد أو اثنان معروضان للبيع.

 

لا توجد في اسرائيل احزاب، توجد كتلة حكومية واحدة تتشكل من قطع الغيار، تشمل كل الذين يبحثون عن الشرعية بقناع اليمين. وهم على استعداد لطرد الاجانب ودعم قانون غير ديمقراطي واحترام السبت ووضع ورقة في حائط المبكى وترك المستوطنين وشأنهم. لا يوجد ائتلاف ومعارضة، يوجد حزب حاكم ومتآمرين، يساريين يؤيدون الارهاب، خونة للقومية والوطن. لا يوجد

 

حزب للاقليات، ويوجد طابور خامس، توجد وسائل اعلام حرة لكنها مطاردة ومقموعة. فصل السلطات الذي يشكل جوهر أي ديمقراطية تحول بشكل سريع الى غيمة من الضباب بسبب القوانين التي هدفت بشكل متعمد الى تجاوز محكمة العدل العليا. ولا نريد الحديث عن الانتقادات التي تتلقاها المحكمة كلما تجرأت على اصدار قرار حكم ليس في صالح النظام. الثقافة تجذب مئات آلاف الاشخاص الى المسارح وحفلات الرقص والموسيقى، لكن الموجهين السياسيين يقررون من الذي سيحكم عليه بالاعدام ومن الذي سيبقى على قيد الحياة. من هو « مؤيد للقومية » – الذي سيحصل على الميزانية ومن سيتم خنقه.

 

هكذا يقيمون دولة فيها حزب واحد وزعيم واحد و« شعب واحد »، مطلوب منه التصفيق للنظام. من يذكره هذا الشعار بدولة اخرى تبنت هذا الشعار في الاربعينيات – يفعل ذلك على مسؤوليته.

 

من السهل توجيه اصبع الاتهام لاثنين أو ثلاثة من بلطجية النظام، مثل دافيد بيتان وميري ريغف، بسبب مسؤوليتهم عن اغراق الدولة في هذا المستنقع النتن. فهم مثل حرس الحدود الذين يجمعون القطيع من اجل ارساله الى السجن القومي، الذي يقف الزعيم على مدخله والذي يفرز من يدخل ومن يبقى في الخارج، ويقوم بوضع علامة الانتماء القومي على ظهر من اجتاز امتحانه.

 

كل شيء كما هو معروف حسب القانون. على سبيل المثال مشروع قانون الاساس: اسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي. وبند « حماية التراث » الذي تم شمله في القانون، واذا تمت المصادقة عليه فسيمكن طائفة « بمن فيهم أبناء ديانة واحدة أو قومية واحدة من اقامة مستوطنة جماعية خاصة ». القانون هدف كما يبدو الى انقاذ مستوطنات يهودية من المواطنين العرب الذين سيدنسوها، لكن المغزى معناه أوسع. نظريا، سيحول الدولة اليهودية كلها الى « طائفة خاصة » نقية من كل الانواع الغريبة، دولة يمكنها احاطة نفسها بأسوار دفاعية ليس فقط ضد الاقلية العربية، بل ايضا ضد كل من لا يقسم يمين الولاء للنظام، ومن لا ينفذ فرائض الشريعة، ومن لا يتبنى الاحكام العبرية. أو من سيتم اتهامه بالعمل على اسقاط النظام.

 

هذا القانون ليس من انتاج كلاب حراسة رئيس الحكومة. وهو سيجاز لأنه يعتبر قانون لتنظيم وجود الشعب اليهودي « الصحيح »، لذلك يمكننا حتى توقع أن آفي غباي سيؤيده. فهو لم ينس ماذا يعني أن تكون يهوديا، واليهودي لا يمكنه معارضة قانون يعتبر حدود وطنه وقواعد تصرفه الصحيحة فيه.

 

عن طريق الخطأ خشي من خشي من تأسيس دولة ثنائية القومية بسبب المكون العربي الذي يمكنه تدنيسها. الدولة ثنائية القومية قائمة فعليا، وهي تضم اقلية من اليهود الاثنيين الذين يجب عليهم اجتياز اعادة التثقيف، واغلبية يهودية تحدد من خلال النظام من هو اليهودي.

 

كلمات دلالية