نزل عن الشجرة سريعاً

تحليل لماذا تراجع ترامب عن قرار إغلاق مكتب المنظمة بواشنطن؟

الساعة 05:50 م|27 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

نزلت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن الشجرة سريعاً بعد وقت قصير من قرارها المتعلق بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وسمحت له بالعمل بقيود معينة، مشترطة بأن يكون عمل المكتب متعلقا فقط بالتوصل إلى "سلام دائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأوضح مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية بأن واشنطن قد ترفع هذه القيود بعد 90 يوماً في حال قيام البلدين بإطلاق مفاوضات جادة بهذا الشأن.

و حول السبب الذي دفع إدارة ترامب للتراجع عن القرار، قال الكاتب و المحلل السياسي، خالد صادق، إن هناك عدة اسباب منها ان الادارة الامريكية كانت تناور بإغلاق مكتب المنظمة،  وكانت تحاول من خلال هذه الخطوة الضغط على السلطة لإجبارها على الحوار والتفاوض مع "اسرائيل".

و أوضح الكاتب في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" بأن "اسرائيل" لم ترغب باستخدام هذه الخطوة من الادارة الامريكية في هذا الوقت، وكان من الممكن استخدامها كورقة ضغط في الوقت المناسب خاصة ان "اسرائيل" تعيد بناء علاقتها مع العديد من الدول العربية ولا تريد ان تؤثر هذه الخطوة على جهودها.

و أشار صادق في سياق حديثه الى أن السلطة لديها توافق مع الادارة الامريكية في ملفات سياسية عديدة في المنطقة، وتتعاطى مع المبادرات الامريكية بإيجابية، وليس لديها بدائل عن مشروع السلام مع الاحتلال، وبالتالي مثل هذه الخطوة قد تظهر امريكا انها ليست طرفا نزيها في علاقاتها مع السلطة وتنحاز كليا لــ "اسرائيل".

و لفت الى أن ترامب يخشى من سياسة الجلد بالعصا التي يمارسها ضد السلطة، وهذه السياسة غير مرضي عنها من بعض اعضاء الكونغرس الامريكي الذين يرون ان الادارة الامريكية تفقد دورها السياسي في الملف الفلسطيني عندما تضغط باتجاه السلطة فقط.

و حول علاقة محاولات السلطة للتهرب من استحقاقات المصالحة، و مماطلتها في تنفيذ اتفاق المصالحة، و رفع العقوبات عن قطاع غزة، أشار الكاتب الى أن السلطة لا تملك قرار المصالحة بيدها، و أنها تدرك تماما انها لو اتمت المصالحة دون رغبة امريكا و"اسرائيل"، فان هذا سيحرمها من المساعدات المالية الامريكية واموال الضرائب لدى الاحتلال، لذلك هي لجأت للمصالحة بأوامر "اسرائيلية" امريكية مشتركة لتحقيق رغبات "اسرائيل" .

و أوضح بأن المصالحة بالموافقة الأمريكية الاسرائيلية تشترط تجريد المقاومة من سلاحها،و السيطرة على قطاع غزة كتمهيد لوضع الحل النهائي للقضية الفلسطينية، بالإضافة لإيجاد حل للجنود الصهاينة المفقودين لدى حماس.

كانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت، الأسبوع الماضي، عن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ما لم تدخل السلطة الفلسطينية في مفاوضات سلام جدية مع "إسرائيل".

وبررت واشنطن قرارها هذا بأن "السلطة" خالفت قانونا أمريكيا ينص على أن الفلسطينيين يفقدون الحق في أن تكون لديهم ممثلية في واشنطن إذا قاموا بدعم تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وذلك بعد أن توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى المحكمة الجنائية الدولية لإدانة جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين خلال الحرب على غزة في العام 2014.

كلمات دلالية