خبر ما وراء رسائل حماس المتعلقة بتعثر المصالحة؟

الساعة 11:43 ص|27 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

يرى محللان سياسيان أن حركة حماس وجهت رسالة « إنقاذ وطني » إلى حركة فتح وحكومة التوافق للحيلولة دون فشل جهود المصالحة الفلسطينية، محذران من العواقب الوخيمة في حال فشل المصالحة، وانعكاساتها على القضية والمشروع الوطني.

وكانت حركة حماس طالبت على لسان القيادي في الحركة خليل الحية بضرورة تشكيل « لجنة وطنية » لمتابعة تنفيذ ملفات المصالحة لعدم الدخول في سجال مع حركة (فتح)، في الوقت ذاته دعت الحركة للكف عن تناول سلاح المقاومة وقضية الموظفين معتبرة أن الملفين خطوط حمراء لا يمكن تجاوزهما.

الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر يرى أن خطاب حركة حماس حمل رسائل مبطنة للحكومة والرئاسة، مشيراً إلى أن حماس لديها تخوف ناتج عن معلومات وتوقعات  تُشير إلى تلكؤ السلطة وحكومة التوافق في صرف مستحقات الموظفين لشهر نوفمبر الحالي، كما تم الاتفاق عليه مسبقاً في القاهرة.

وأضاف أبو عامر: « أن حماس يردها إشارات سلبية من رام الله تتعلق بمصادرة سلاح المقاومة ودمجه بسلاح واحد تحت شعار سلطة واحدة وسلاح واحد »، مشدداً على « ان الحديث في قضية سلاح المقاومة يثير قلق حماس ».

وأشار الكاتب أبو عامر إلى أن سلوك حماس السياسي يدفع تجاه المصالحة، محذراً من أن « فشل المصالحة قد يؤدي إلى سيناريوهات غير متوقعة ».

وأوضح الكاتب أبو عامر أن حركة فتح وحكومة التوافق تتعرضان إلى ضغوط خارجية لإجبارها على عدم إنجاز ملف المصالحة ضمن شراكة وطنية، مشيراً إلى أن رفع الفيتو الأمريكي ذر للرماد في العيون ومحاولة لإعادة السلطة إلى قطاع غزة تدريجياً ولا يشمل دمج حماس في الحكومة.

وأضاف أبو عامر: « زيارة رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة إلى السعودية تعرض فيها للإغراءات المالية، بدفع استحقاق حكومة التوافق المالية ودعم السلطة، بشرط عدم الاستمرار في مصالحة حماس حتى النهاية، مبيناً أن حماس لمّحت ونصحت أبو مازن البقاء تحت الخيار الوطني والشعبي دون الانجرار خلف التهديدات والضغوطات الخارجية ».

ولم يخف الكاتب أبو عامر وجود خشية فلسطينية من عدم إنجاز المصالحة، مشيراً إلى أن فشلها قد يفتح الباب على خيارات وسيناريوهات صعبة لا يحبذها الشعب الفلسطيني مثال (الفوضى الأمنية – الفراغ الأمني – الحرب – العودة لمربع الانقسام).

 وبيّن أبو عامر أن تباطؤ السلطة في إنجاز ملف المصالحة وضع حماس في الزاوية، وهي محاولة من السلطة لتضييق خياراتها أمام الناس في غزة.

الكاتب والمحلل السياسي اتفق مع سابقه في أن حماس ارادت أن تبعث برسالة « إنقاذ وطني »، ورسالة تحذير إلى الكل الوطني من أن المصالحة « خيار وطني لا رجعة فيه للوراء »، وأن خطاب حماس يأتي في ظل صدور تصريحات « توتيرية » من قبل السلطة قد تُدخل المصالحة إلى نفق مظلم.

ويقول المدهون ان حماس لديها ثوابت أساسية في ملف المصالحة، الثابت الأول تتمثل في الشراكة الوطنية، والثاني تفعيل المؤسسات وخاصة المجلس الوطني والمجلس التشريعي والذهاب إلى انتخابات، والثالث الحفاظ على قوة الشعب الفلسطيني وكينونته، مشددا على أن حماس لن تسمح بتجاوز تلك الثوابت.

وفي السياق، لفت المدهون أن حماس أعلنت استعدادها لمواجهة الضغوط الاقليمية والدولية التي تتعرض إليها السلطة وحكومة التوافق، مشيراً إلى أن المصالحة تصبّ في المشروع الوطني، وفشلها يصبُ في صالح المشروع الصهيوني للاحتلال.

واعتبر المدهون أن تصريحات الحيَّة بشأن « قدرة حركته على قلب الطاولة »، ما هي إلا رسالة قوة أنها لم تذهب للمصالحة ضعفاً منها، بل من دافع الإحساس بالمسؤولية الوطنية« ، مشدداً على أن فشل المصالحة قد يؤدي إلى مواجهة صعبة مع الاحتلال، وقد يحدث فراغاً أمنياً وإدارياً في قطاع غزة.

وأشار أن رسالة حماس تعطي السلطة فرصة لتقوم بدور إنقاذي قبل فوات الآوان، لافتاً أن »المطلوب من السلطة في هذا الوقت العصيب أن تتعامل بمسؤولية وحكمة بما يتعلق بملف المصالحة".

 

كلمات دلالية