طالبوا بالتحييد بنفس مستوى التمكين

خبر مواطنون: حيدوا حياتنا الإنسانية وأخرجوها من الحسابات السياسية

الساعة 05:49 م|26 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

في الوقت الذي كان يتطلع فيه الفلسطينيون إلى لقاء الفصائل في القاهرة بإيجابية لما سيتمخض عنه من نتائج تُنهي الانقسام وترفع العقوبات المفروضة على القطاع من قبل رئاسة السلطة منذ مطلع أبريل الماضي، إلا أن ما جاء في البيان الختامي كان مخيباً لآمالهم، وطغى ملف تمكين الحكومة على باقي الملفات الأخرى كشرط للمضي قدماً في باقي الملفات الأخرى، الأمر الذي دفع المواطنون للمطالبة بتحييد الملفات الإنسانية قبل أي ملف آخر وعلى رأسها تمكين الحكومة، كي يلمسوا شيئاً على الأرض يخفف من معاناتهم ورفع الظلم الواقع عليهم.

مواطنون يجمعون على ضرورة تحييد ما يمس حياتهم عن المناكفات السياسية

وأجمع مواطنون في أحاديث منفصلة لـ "فلسطين اليوم"، على أن الملفات الإنسانية من كهرباء وماء وبناء وتحويلات طبية وأدوية، يجب أن يتم تحييدها عن أي ملف آخر، خاصة وأن هناك إجراءات تم اتخاذها على الأرض تمثلت بتسليم المعابر الحدودية للسلطة، والوزارات، ولم يلمس المواطن شيئاً على الأرض، مؤكدين أن ربط الملفات الإنسانية من قبل رئاسة السلطة الفلسطينية بالمصالحة رغم هذا التقدم يعد بمثابة عقبات أمام المضي قدماً في إنهاء الانقسام.

المواطن سميح محمد إبراهيم 43 عاماً، يعمل صيدلياً بمدينة غزة، أكد على ضرورة تحييد ما يمس حياة المواطنين مباشرة عن المناكفات السياسية بين حركتي فتح وحماس، للمضي قدماً في المصالحة، وأن يتم ترجمة ما تم التوافق عليه من تفاهمات في القاهرة على الأرض، مستغرباً من عدم اتخاذ حكومة الوفاق الوطني أي إجراءات تمس حياة المواطن بعد شهر ونصف على اتفاق القاهرة في منتصف أكتوبر الماضي.

وأوضح، أن المواطنين يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة، وكل ما يريدونه هو إجراءات عملية على الأرض، بعيداً عن المناكفات السياسية.

وقال:" كنا نأمل من الفصائل في القاهرة أن تعود إلى القطاع باتفاق ينهي حقبة سوداء استمرت على مدار أحد عشر عاماً هي عمر الانقسام، لكن ما حدث أدهش الجميع وأفجعهم بالنتائج غير العملية، وترحيل الملفات إلى جلسات أخرى، حتى أن مسألة رفع العقوبات لم تجد لها متسعاً في البيان الختامي.

في ذات السياق، رأى المواطن جهاد ناصر، أن الامتحان الحقيقي لاتفاق المصالحة والتأكيد على صدق النوايا يكمن في رفع العقوبات عن قطاع غزة التي هي بيد رئيس السلطة محمود عباس، مشيراً إلى أن هذه العقوبات من تقليص كميات الكهرباء الواصلة للقطاع من الجانب الإسرائيلي جاءت بطلب رسمي من السلطة الفلسطينية، وخصومات رواتب الموظفين، والتحويلات الطبية والأدوية وغيرها من الأمور الحياتية التي تمس حياة المواطن. وقال:" إذا بقيت الأمور على ما هي عليه ستسوء الأوضاع لأن المواطن لن يستطيع الصمود طويلاً أمام الظلم الواقع عليه، محذراً في الوقت ذاته من ضياع هذه الفرصة، ومحملاً الكل الفلسطيني مسؤولية ضياع هذه الفرصة التاريخية.

وشدد على ضرورة تجنيب وتحييد المواطنين من الصراع السياسي، وضرورة أن تكون المصالحة مبنية على أسس متينة عنوانها الشراكة والوحدة، وأن الكل منتصر فيها، وعدم اللعب على المحاور والاستجابة فقط للمصلحة الوطنية بعيداً عن الضغوطات الخارجية التي تستهدف النيل من وحدة شعبنا.

بدوره، دعا المواطن خالد حرب جمهورية مصر العربية راعية اتفاق المصالحة الفلسطينية، إلى الضغط على رئيس السلطة محمود عباس ليتقدم خطوة إلى الأمام، تجاه المواطنين المغلوب على أمرهم في قطاع غزة، وأن يرفع العقوبات. وقال:" كلنا أمل بأن يأتي الأول من ديسمبر دون عوائق، مضيفاً أن اتخاذ خطوات جادة تجاه القطاع من قبل رئاسة السلطة سيسهل الطريق على الحكومة في قطاع غزة. كما سيرفع وتيرة الالتفاف الشعبي والجماهيري حولها وسيتصدون معها أمام أي محاولات لإجهاض المصالحة.

وأضاف، أن المواطن عندما يلمس إجراءات تجاهه، سيكون أكثر اندفاعية وشراسة أمام أي جهة تهدد المصالحة، أما دون ذلك فالأمر سيكون صعباً.

أبو شمالة: مؤتمر شعبي بإشراف الفصائل سيكون له صدى على عدة أصعدة

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة لـ "فلسطين اليوم"، في تقديري الأمر يتعلق بمجمل الفصائل، بدءاً من حماس وفتح وكل الفصائل التسعة التي اجتمعت في غزة، وأصدرت بيان طالبت فيه برفع العقوبات عن غزة، يفترض لهذه التنظيمان أن تجتمع مرة أخرى وأن تحدد موقفاً من رفع العقوبات وأن تعلن أن سكان القطاع خارج إطار المناكفات، اختلفوا كما شئتم واتركوا حياة الناس.

أقدرت لو تداعت الفصائل إلى اجتماع بحضور شرائح مختلفة من المجتمع بأقرب من مؤتمر شعبي تشرف عليه الفصائل، وتوجه رسائل ليس للسلطة فقط وإنما لمصر وملك الأردن وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، مفادها جنبوا المواطن الخلافات السياسية ودعوه يعيش بعيداً عن هذه الخلافات، معرباً عن اعتقاده أن الفصائل لو أقدمت على هذه الخطوة سيكون لها صدى على عدة أصعدة.

وأكد على أن الشعب الفلسطيني واعي سياسياً وقادراً على إصدار الأحكام، فهو يراقب ويتابع ما يجري على الأرض وما يصدر من تصريحات من هنا وهناك، وأصبح له مواقف واضح من الحكومة والسلطة والتنظيمات والواقع الذي يعيشه ومن إسرائيل، لانه وجد نفسه في دائرة الحصار.

وشدد على أن المواطن إذا تلمس أي إجراء يخفف عنه ويرفع الظلم الواقع عليه فسيحتضن هذه الجهة التي ستساعده وسيغفر لها.

ويأمل المواطن الذي أجهده الحصار الظالم خلال سنوات الانقسام أن يستيقظ على سماع أخبار تعيد إليه حياته المسلوبة التي تسبب بها الانقسام.

كلمات دلالية