خبر هل سيكون سبباً لتدني التحصيل؟؟..انقطاع الكهرباء يفاقم معاناة الطلبة مع قرب موعد الامتحانات!!

الساعة 08:56 ص|22 ديسمبر 2008

 

فلسطين اليوم- غزة(تقرير خاص)

على ضوء الشمعة الخافت والتي قاربت على الانتهاء تتوسط المواطنة أم طارق يونس من مدينة غزة ابنيها محمد وفرح لتساعدهما في مراجعة ومذاكرة دروسهما استعداداً لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول دون أن تخفي تذمرها وضجرها من انقطاع التيار الكهربائي المتواصل.

 

وتحاول أم طارق التركيز بين ابنيها لكي تنتهي من مراجعة دروسهما قبل انتهاء الشمعة وانطفاءها، حيث أنهما يدرسان في الفترة المسائية ولا يسعفها الوقت كثيراً في ظل انقطاع التيار الكهربائي من السهر طويلا في الليل للدراسة خاصة مع قرب موعد الامتحانات.

 

وتقول أم طارق لـ"فلسطين اليوم":" انقطاع الكهرباء كان لعنة وحلت علينا في البيت ولكافة الأسر الفلسطينية، فما أن تأتي ساعات الكهرباء حتى أحاول إنجاز أعمال المنزل من غسيل وخبز وطهي، وأحياناً لا أستطيع الانتهاء من هذه الأعمال".

 

وتضيف أم طارق، أن الحياة بالنسبة لها أصبحت متعبة خاصةً في ظل كثرة الأعمال التي يجب القيام بها في المنزل فضلاً عن تدريس أبنائها مع قرب موعد الامتحانات، مقارنةً بمواعيد انقطاع التيار الكهربائي، مشيرةً إلى أنها أصبحت أكثر عصبية وانفعال من ذي قبل بسبب الضغط الذي تتعرض له.

 

أما ابنها محمد الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي فلم يخف تذمره من انقطاع التيار الكهربائي، قائلاً:"بطلنا نعرف ندرس ونلعب مثل قبل، وصرنا مضغوطين وبدنا نلاحق ندرس بالنهار قبل انقطاع الكهرباء، فأنا أرجع من المدرسة وأحل واجباتي بسرعة وأبدأ أدرس للامتحانات وهذا تعب عليا أنا وأختي فرح".

 

ومازالت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي مستمرة وتفاقمت لتصل إلى أكثر من 12 ساعة متواصلة يومياً، إثر توقف محطة كهرباء غزة عن العمل واعتماد غالبية مناطق القطاع على الطاقة الكهربائية الواردة من الجانب الإسرائيلي، وبخاصة في ظل ارتفاع معدل استهلاك الكهرباء في موسم الشتاء.

وأصبحت نسبة العجز في التيار الكهربائي حسب شركة توزيع كهرباء غزة، في محافظات غزة والوسطى والشمال 70%، حيث أن عدد ساعات قطع التيار الكهربائي بلغت ذروتها في محافظة غزة، ووصلت في بعض المناطق لأكثر من 16 ساعة يومياً.

 

من ناحيتها، أوضحت منال السكني الأخصائية النفسية في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات المجتمعية لـ"فلسطين اليوم"، أن أبناء الشعب الفلسطيني يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة بسبب اشتداد الحصار الإسرائيلي وانقطاع التيار الكهربائي فضلاً عن مشكلة انتهاء التهدئة ومواصلة القصف.

 

وبينت السكني، أن الأطفال يربطون الأحداث الصعبة بانقطاع الكهرباء وهذا أحدًث مشاكل سلوكية ونفسية لدى الأطفال كالتوتر والقلق والتبول اللاإرادي والعدوانية، والخوف من الليل والمبيت في الغرفة خاصةً في ظل عدم وجود وعي لدى الوالدين للمقدرة على التصرف الصحيح مع أبنائهم فترة انقطاع التيار الكهربائي.

 

وأكدت السكني، أن الطلبة بالذات يشعرون فترة انقطاع الكهرباء بالكسل والخمول والرغبة في النوم، وعدم الاستعداد للدراسة والذهاب للمدرسة، بالتالي يؤثر ذلك على تحصيلهم الدراسي وهذا ما حدث بالفعل حيث كثير من النساء والأهالي يشكون من التأخر الدراسي لدى أبنائهم بالذات بعد مواصلة انقطاع التيار الكهربائي.

 

ودعت السكني الأهالي للبقاء بجانب أبنائهم وقت انقطاع التيار الكهربائي ومراجعة دروسهم وخلق بيئة مرحة وتحبيذ الطفل للدراسة وتنشيطهم والاهتمام بتغذيتهم وسرد القصص الجميلة والمفيدة لهم، فضلاً عن عمل برنامج يومي للدراسة بما يتوافق ويتناسب مع مواعيد انقطاع التيار الكهربائي.

 

وعن دور المدرسة في هذا الخصوص، دعت السكني، إلى ضرورة ربط المنهاج بالواقع وتحقيق الأمن والطمأنينة للطلبة وزيادة الأنشطة التثقيفية والترفيهية وعمل برامج داعمة وتدفع الطلبة لحب الدراسة ومحاولة تعزيز الطالب وتقديره ومساعدته على القيام بأدوار قيادية وتوعية والتقرب للطفل ودعمه نفسياً.

 

من جانبه، أكد الدكتور زياد ثابت الوكيل المساعد لوزارة التربية والتعليم بغزة لـ"فلسطين اليوم"، أن مديرية التعليم انتهت من كافة استعداداتها لاستقبال الامتحانات النهائية، حيث سيتقدم لامتحانات المدارس الحكومية 250 ألف طالباً وطالبةً في 370 مدرسة بكافة المراحل الدراسية.

 

وأضاف الدكتور ثابت، أن الامتحانات النهائية ستبدأ في السابع والعشرين من الشهر الجاري، فيما ستبدأ بعض الصفوف امتحاناتها في الرابع والعشرين الجاري، مبيناً أن امتحانات ستكون موحدة على مستوى المديرية في الصفوف السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر فيما ستبقى باقي الصفوف امتحاناتها موحدة على مستوى المدرسة، أما الصف الثاني عشر فلكل مدرسة الحرية في وضع امتحاناتها لنهاية الفصل الأول.

 

وأشار الوكيل المساعد لوزارة التربية والتعليم، إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي أثرًت بشكل كبير على متابعة الطلبة لدراستهم وشكلت ضغطاً كبيراً عليهم، فيما أن الوزارة استطاعت التعامل بايجابية مع المشكلة، ولم تظهر المؤشرات بعد تدني مستوى التحصيل الدراسي.