خبر غزة تستعد للأسوأ .. إقبالٌ كبير على تخزين المواد الغذائية رغم قلتها

الساعة 08:52 ص|22 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : غزة

أسرعت أم أحمد (48 عاما)، لشراء كيس من الطحين وآخر من الارز، خشية نفاد المواد التموينية من المحال التجارية اثر احكام اسرائيل حصارها على قطاع غزة في ظل تدهور الاوضاع الميدانية. وتعاني الاسواق التجارية في القطاع نقصا حادا في السلع التموينية الضرورية من جراء إغلاق اسرائيل المعابر التجارية في وجه البضائع والاحتياجات الانسانية.

وسعت أم أحمد، التي تعيل أسرة مكونة من ثمانية افراد في بيت امتلات جدرانه بالشقوق المتصدعة في مخيم الشاطئ للاجئين، الى تأمين احتياجات عائلتها من مواد تموينية وغذائية، خصوصا بعد تعليق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) توزيع المواد الغذائية في القطاع لنفاد احتياطي الدقيق في مخازنها.

وزاد اقبال سكان الجيب الساحلي، خصوصا القاطنين في المناطق المتاخمة للحدود الاسرائيلية على التزود بالاحتياجات الغذائية، استعداداً لما قد تحمله الايام المقلبة من تصعيد اسرائيلي واجتياحات لمناطقهم. وقد شددت اسرائيل على اغلاق كل المعابر التجارية المؤدية إلى غزة، عقب تدهور الاوضاع الامنية، وانتهاء التهدئة التي استمرت ستة اشهر بينها وبين حركة حماس الاسلامية التي تسيطر على الجيب الساحلي.

وتتساءل كوثر النجار (54 عاما) من احد مخيمات اللاجئين، عن جدوى شراء الطحين والارز، في حين لا يتوافر غاز الطهو ولا التيار الكهربائي في المنازل، معربة عن استيائها من الوضع المعيشي في غزة، وفقدان الامل بحياة كريمة.

ويعيش مليون ونصف المليون غزي في سجن كبير منذ ما يزيد على عام، على وقع الحصار وضرباته اليومية من ظلام وانقطاع للوقود وغاز الطهو ونفاد للسلع الاساسية.

ويقول سميح نبهان صاحب محل لبيع المواد التموينية بالقرب من مركز «الاونروا» في مخيم الشاطئ: «هناك تزايد من المواطنين على شراء الطحين والارز والمعلبات»، وأضاف «الناس مرتبكة جدا بسبب الوضع في القطاع». وأشار نبهان إلى أن اسعار المواد التموينية زادت خلال الفترة الماضية بشكل كبير.

ويشتكي العديد من سكان القطاع، ارتفاع الاسعار وعدم وجود هيئة رقابية تحد من استغلال التجار للسلع المصرية المهربة عبر الانفاق، في حين يرى اخرون أن هلع الناس وتخزينهم للمواد التموينية يؤدي الى حرمان الاخرين من شرائها نتيجة نفادها السريع من الاسواق. وقد أجبر الحصار المفروض منذ زمن على مرور السلع الى القطاع، معظم سكان غزة على العيش دون خط الفقر، والاعتماد على المساعدات الدولية، اذ يعتمد أكثر من 750 ألف لاجئ في غزة، على مساعدات «الاونروا».