خبر مواساة فقراء -معاريف

الساعة 11:29 ص|23 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس غلبوع

(المضمون: مقارنة بفزاعة تهديد داعش، يوجد الان في الهلال الخصيب تهديد استراتيجي حقيقي – ايران آيات الله. فما الغرو أنهم يرتعدون في ايران- المصدر).

مر اسبوع على انتقال الدولة الاسلامية او داعش الى رحمة الله على نحو شبه صامت. فقد اقيم هذا التنظيم في 29 حزيران 2014، في مدينة الموصل في العراق، حيث أعلن عن زعيمه، البغدادي، خليفة للمؤمنين المسلمين اينما كانوا. وامتدت الاراضي الاقليمية لهذه الدولة على مساحات واسعة في شرق سوريا وفي شمال غرب العراق، وهكذا الغت عمليا الحدود الدولية بين سوريا والعراق. هذه الاراضي ضاعت للدولتين ولم يعد لهما أي سيطرة على الحدود السورية – العراقية. وكانت الوحشية الاستثنائية لهذه الدولة، والتي كان تعبيرها الابرز قطع الرؤوس احتفاليا أمام ناظر العالم، هو ما جعلها العدو رقم 1 للولايات المتحدة ولمعظم العالم ومصدر جذب لالاف « المظلومين » في أرجاء المعمورة.

عمليا، لم تشكل الدولة الاسلامية تهديدا على الولايات المتحدة والغرب، ولا على اسرائيل أيضا. ولكنها شكلت كبش فداء للجميع. وتشكل ضدها تحالف دولي برئاسة الولايات المتحد (بقيادة اوباما واستمر في طريقه ترامب). وفي الوقت الذي القيت فيه الاف الاطنان من القنابل على أهداف الدولة الاسلامية، قتل في سوريا (وليس على ايدي الدولة الاسلامية) اكثر من نصف مليون نسمة، وأصبح نصف السكان السوريين لاجئين، ومعظم مدنها وبلداتها أصبحت جزر خرائب.

في نهاية المطاف، هزمت الدولة الاسلامية من قبل ثلاث جهات مركزية: حقيقة أنها قاتلت ضد الجميع، والجميع قاتل ضدها، وأسلحة الجو الامريكية والروسية، التي تخلت عن « ترهات » مثل

المراعاة للابرياء، و« الاحذية على الارض »، في شكل قوة عسكرية كردية في سوريا، وجيش عراقي (شيعي عمليا) وميليشيات شيعية عديمة الرحمة.

إذن ماذا بعد؟ ما هي الاثار؟ اولا، مع انه لم تعد توجد دولة، ولكن يوجد تنظيم، يبقى متطرفا. نحن ندخل الان الى المرحلة الثالثة في تاريخه: في المرحلة الاولى كان هذا تنظيم عصابات وارهاب، نما في 2006 في العراق، ومن هناك انتشر الى سوريا. في المرحلة الثانية حاول اقامة دولة (تحرص على سكانها وتحمي اراضيها) وفشل. اما الان فهو يعود لان يكون تنظيم عصابات وارهاب، فيما ان مجاله هو الصحراء السورية، وهو معفى من الحرص على حماية الارض أو توفير الغذاء والتعليم للسكان المدنيين.

ثانيا، له ذخائر. الذخر الاهم هو قدراته العملياتية الموجودة في اماكن مختلفة في العراق وفي سوريا. وهو يستعرض هذا منذ شهر في العراق، في عمليات ارهابية لا تتوقف، وقبل بضعة ايام استعرضه في سوريا حين اجتاح المطار في دير الزور، دمر طائرات وقتل نحو 15 جندي سوري. وماذا بالنسبة لخطوته العملياتية لتوجيه عمليات في الغرب؟ ظاهرا ستقل، ولكن في نفس الوقت سيعود الى الغرب، الى الدول الام، آلاف المقاتلين في صفوفه. هذا وجع رأس مؤكد لاجهزة الاستخبارات، ولكن هل هؤلاء المقاتلون سيعودون مع دوافع دينية متطرفة قوية أم سيعودون خائبي الأمل و « يتوبون »؟ ثالثا، لا تزال للتنظيم « جزر » اقليمية صغيرة تحت سيطرته في جنوب هضبة الجولان السورية وفي مخيم اللاجئين اليرموك قرب دمشق. وبالطبع توجد له فروع اقليمية في دول اخرى، مثلما في سيناء. وبالاجمال، مواساة فقراء.

رابعا، مقارنة بفزاعة تهديد داعش، يوجد الان في الهلال الخصيب تهديد استراتيجي حقيقي، تلقى رخصة أمريكية لسلاح نووي بعد أقل من عشر سنوات، لانتاج الصواريخ طويلة المدى « السابقة » ولمجال نفوذ سياسي وعسكري من بحر قزوين وحتى البحر المتوسط – ايران آيات الله. فما الغرو أنهم يرتعدون في ايران.

كلمات دلالية