خبر ماذا يجري حقا بشأن الاقتراح الأمريكي- هآرتس

الساعة 11:26 ص|23 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: شاؤول اريئيلي ونمرود نوفيك

(المضمون: الطاقم الامريكي الذي يعمل على اعداد مبادرة ترامب لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي يعمل بجهد كبير لضمان طرحها في ظروف افضل، لهذا يحاول أن تكون في جعبته اوراق من كل الاطراف تسهل التوصل الى الاتفاق وتزيد الثقة بينها - المصدر).

 

يصعب تقدير درجة تصميم الرئيس ترامب على تنفيذ نيته في اطلاق مبادرة سياسية لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي. كما أنه من الصعب جدا التقدير هل بامكان الادارة الامريكية – التي تتصف بظاهرة « البوابة الدائرية » المتعلقة بتغيير الطاقم في المستويات العليا، حيث أن ترامب لم ينه بعد استكمال التعيينات الاساسية في مجال الخارجية والامن، وبكلمات أقل حدة، ترامب لا يمتاز بسلوك واضح في مجال السياسة الخارجية – ادارة المفاوضات المعقدة المرتقبة، والاستمرار في تنفيذ الاتفاق، اذا ما تم التوصل اليه.

 

مع ذلك، مستشار الرئيس لشؤون المفاوضات الدولية جيسون غرينبلاط، الذي يساعده طاقم صغير لكنه خبير ومجرب، يكرس معظم جهوده لبلورة خطة استنادا الى دروس الماضي التي توصل اليها من خلال عشرات اللقاءات مع كل الاطراف، ومع خبراء في المنطقة وخارجها. صهر الرئيس ومستشاره جارد كوشنر، المسؤول عن الموضوع، ساهم ايضا بجهد لا بأس به، وخاصة في كل وقت تقدر فيه واشنطن أنه من المهم أن تبين للاطراف أن غرينبلاط يتحدث حقا باسم الرئيس. إن حضور كوشنر من شأنه أن يرسل هذه الرسالة.

 

ورغم اقوال الرئيس أنه من ناحيته فان أي صيغة – دولة واحدة أو دولتان – مقبولة عليه بشرط أن يتفق عليها الطرفان، ورغم أن سفيره في البلاد، ديفيد فريدمان، ليس من المؤيدين المتحمسين لحل الدولتين، فعليا، هذا الخيار يقف في مركز الخطة الآخذة في التبلور.

 

أحد التحديات التي يحاول غرينبلاط التغلب عليها هو مستوى التشكك في اوساط الشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني، وفي المحيط العربي ذي الصلة بشأن نجاح مهمته. في محاولة لتمهيد

 

الارض، فقد استثمر جهودا لاقناع كل المشاركين باتخاذ خطوات تمهيدية من اجل أن تؤدي الى تغيير الأجواء، بحيث تتغلب على الشكوك، وبهذا تمكن من اطلاق العملية في ظروف افضل.

 

لاستغرابه، وجد استعدادا لا بأس به لهذا في اماكن أقل توقعا، وعلى رأسها السعودية واتحاد الامارات، لكن استعدادهما لاحداث تغيير في الاجواء بخطوات تثبت للجمهور الاسرائيلي مساهمة العملية في السياق الاقليمي، تم كبحها بسبب عدم الثقة العميق بنتنياهو. فهم يخشون من عدم القيام بتنفيذ وعوده بالرد على بادرات حسن النية من قبلهم بخطوات من جانبه تجسد التزامه بحل الدولتين. على خلفية ذلك فان طلب الولايات المتحدة « سلفة » من الجانب العربي ووجه بالاستعداد لـ « تعامل متزامن بالمثل ». أو حسب اقوال نتنياهو: اذا أعطوا سيأخذون وإذا لم يعطوا لن يأخذوا. يبدو أن الخوف من الظهور بمظهر المخدوعين ليس ظاهرة اسرائيلية خالصة: تجربة الماضي تعلمهم أن نتنياهو يمكن أن يتركهم ايضا كي يدفعوا الحساب امام الرأي العام العربي وأمام دول ومنظمات الرفض العربي.

 

في تصور الادارة، هذا الجهد ليس من شأنه فقط أن يحل المشكلة المحلية، بل التمكين من خلق اطار اقليمي من خلاله سيتم التعبير بصورة ناجعة اكثر عن اجمالي المصالح المشتركة بين اسرائيل والرباعية العربية (السعودية، مصر، الاردن ودولة الامارات) وذلك امام تهديد ايران الملموس والنضال المتواصل ضد حركات ومنظمات الاسلام السياسي الجهادي العنيف، حيث أن كوشنر وغرينبلاط وفريدمان يعرفون أن التقدم في السياق الفلسطيني يشكل محكمة دينية لتأهيل دمج اسرائيل تدريجيا في النظام الاقليمي.

 

في هذه المرحلة يتبين أن الطاقم الامريكي ما زال يحتاج الى وقت اضافي لانهاء مبدأين اساسيين في برنامجه: الاول، التأكد من أنه في زمن اطلاق « خطة ترامب » يكون في جعبتهم التزامات واضحة من جانب اللاعبين الثلاثة الاوائل – اسرائيل وم.ت.ف والرباعية العربية – للقيام بخطوات واصدار تصريحات من قبل كل واحد منهم، التي تمثل التزامهم بالعملية وتقلص عدم الثقة بدرجة تمنح فرصة للمفاوضات عند بدئها.

 

 

 

كلمات دلالية