وسط استياء الشارع من تسريبات الحوار

خبر هل سيؤدي حوار القاهرة لرفع العقوبات عن غزة؟

الساعة 06:33 م|22 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

في الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الفلسطيني بفارغ الصبر نتائج لقاء الفصائل في القاهرة، ليعلن عن إنهاء الانقسام بشكل جذري، إلى أن ما صدر من تسريبات من داخل الاجتماع والتي أوحت بوجود توتر في النقاشات وأن المخابرات المصرية أنقذت الحوار في اللحظات الأخيرة، أعاد اليأس مرة أخرى للشارع الفلسطيني الذي لم يلمس خطوات على الأرض للتخفيف عنه خاصة في قطاع غزة.

نقاشات عاصفة حدثت خلال اليومين الماضيين في القاهرة، بفعل الاختلاف على جدول أعمال اللقاء، خاصة بين حركتي « حماس وفتح »، حيث تريد حماس نقاش الملفات التي من المقرر أن يتم مناقشتها خلال الاجتماع وفقاً لتفاهمات القاهرة منتصف أكتوبر وهو ملف منظمة التحرير والانتخابات والملف الأمني، إلا أن وفد حركة فتح أصر على مناقشة ملف تمكين الحكومة والملف الأمني وتأجيل الملفات الأخرى باعتبارها تأتي عقب التمكين الفعلي للحكومة في غزة.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أعرب عن اعتقاده أن من يرى الأمور في القاهرة ستكون بشكل سهلة نظراً لوجود اتفاق الكل وقع عليه سابقاً، يكون مخطئاً.

وقال:« الاتفاق اتفاق ولكن الآليات تحمل طبيعة التضارب في دوافع والتكتيكات والأهداف للأطراف، لذلك المتوقع أن تكون الصعوبات موجودة كل الوقت، في كل بند من بنود الاتفاق. وأضاف أن الأمور لن يتم حلها دفعة واحدة، وإنما بالتدريج، لذلك كانت من المتوقع أن لا يتمكن لقاء الفصائل مناقشة كل الملفات خلال يومين فقط.

وأشار إلى ان الاختلاف بدأ في الحوار، على جدول أعمال اللقاء فحركة حماس والفصائل الأخرى مستعجلين على مناقشة الملفات كافة وهو يصب بالتأكيد في مصلحة حركة حماس لتعرف ما لها وما عليها، ولكن حركة فتح تفكر بطريقة مختلفة وهي أن حماس يجب أن تقدم الكثير قبل أن تنتظر من حركة فتح أن تقدم القليل.

وعن إمكانية أن يسفر هذا الحوار عن رفع العقوبات عن غزة، رأى عوكل، أن الفصائل مهتمة بشكل كبير جداً في هذا الموضوع وركزت عليه، لأنه مطلب شعبي ولو لم يخرج هذا اللقاء بنتيجة رفع العقوبات سيشكل حرجاً للفصائل التي أجمعت على ضرورة رفعها، وبالتالي من المتوقع أن يتجاوب الرئيس محمود عباس ويتم رفع العقوبات.

وحول الملف الأمني، أوضح أنه على صعوبته إلا أنه يمكن التوصل لحل خاصة أن هناك اتفاقا حوله وهو اتفاق مايو 2011، خاصة أن الفصائل طالبت بتشكيل لجنة منها للرقابة على التنفيذ وقوبل هذا الطلب بالرفض من حركة فتح، والمصريين تقدموا باقتراح تشكيل لجنة من ضباط مصريين للمتابعة، وبالتالي مصر حاضرة ولديها رغبة شديدة في إنهاء الانقسام وتمارس دفع المصالحة.

وعن تقديره لفشل أو نجاح المصالحة، قال: » إن الأسباب التي أدت إلى أن تحصل المصالحة في هذا الوقت هي ممكن أن تساعد في النجاح والفشل، موضحاً ان أصل الموضوع هو سياسي، ومطلوب وحدة فلسطينية وأن يذهبوا خلف الرئيس بموقف موحد في المفاوضات، فإن حصل ذلك وكان هناك رضى أمريكي سينجحون وإن لم يحصل سيفشلون.

وأشار إلى أن الفلسطينيين ليسوا أصلاً أصحاب قرار في المصالحة، وبدأ الحديث فيها بعد مناخ إقليمي وعربي ودولي، وإذا تمدد هذا المناخ فالإرادة الفلسطينية غير قادرة على إنجاز المصالحة. لافتاً إلى أن الفلسطينيين يشككوا في الذهاب للمصالحة من أجل المصلحة الوطنية الفلسطينية وإعادة ترتيب البيت لمواجهة التحديات.

وأوضح، أن حركة حماس تتعرض لضغوط لكي تنخرط في السلطة ومنظمة التحرير التي ستذهب للمفاوضات، لافتاً إلى أن حماس لديها الرغبة في إعطاء فرصة للمفاوضات كما فعلت في عهد رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

وأوضح أن حركة حماس مطلوب منها أن تكون جزءاً من المحور السني، دون أن يتم تقديم لها ضمانات حول اتفاق واضح، وهو ما سترفضه حركة حماس دون وجود اتفاق شراكة كي تتعامل مع أي مطالب تعرض عليها.

الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطالله، أعرب عن اعتقاده أن حوار القاهرة لن يتمكن من الضغط برفع العقوبات عن غزة التي اتخذها الرئيس منذ شهر أبريل الماضي، طالما لم يتسلم السلطة بشكل كامل في القطاع بما فيها الملف الأمني.

وأوضح، أن الوقت الذي منح للفصائل في الحوار غير كافٍ لمناقشة الملفات التي ذهبوا من أجلها. مشيراً إلى أن الرئيس عباس ربط كل شيء بالتمكين الكامل للحكومة وهذا أمر يحتاج إلى وقت.

ولفت إلى أن الإجراءات القاسية التي اتخذها الرئيس ضد قطاع غزة، ليس هي من دفعت حماس للذهاب للمصالحة، وأن من دفع الطرفين فتح وحماس هي الضغوطات الخارجية، وبالتالي فإن هذه الإجراءات التي تمس حياة المواطنين ترفع فوراً.

من جهتهم عبر مواطنون عن استيائهم الشديد للأخبار التي تم تداولها عن وجود خلافات حادة في نقاشات القاهرة.

ورأى المواطن كمال أمين أحمد 42 عاماً، أن الخطوات السابقة من قدوم الحكومة للقطاع وتسليم الوزارات والتصريحات الإيجابية أعطت الأمل بأن انهاء الانقسام أصبح مسألة وقت. وأن حوار الفصائل في القاهرة سيتممها. إلا أن بقاء الوضع على ما هو عليه دون رفع للعقوبات وتحسين حياة المواطن في القطاع سيكون له أثراً سلبياً على نفسيات الشعب الذي ينتظر بفارغ الصبر الإعلان عن رفع العقوبات وتحسين حياتهم..

وأكد على أن المصالحة يجب أن تنجح رغم كل الظروف لأنها السبيل الوحيد للنجاة من الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب والقضية.

هذا وأعرب المواطن جمال مصطفى تخوفه من فشل حوار المصالحة والعودة للمربع السابق من تجاذبات سياسية تعود بالضرر على المواطن.

وقال لمراسلنا، لقد تفاءلنا جميعاً بطي هذه الصفحة إلى الأبد ولكن ما ينشر لا يبشر بالخير. متمنياً أن لا تفشل الجهود، وتمارس الشقيقة مصر ضغوطها لكي تنجح المصالحة.

وطالب الشارع الفلسطيني بالخروج للشارع للضغط على السلطة للاستجابة لمطلب الفصائل برفع العقوبات عن غزة، وإعادة الكهرباء والرواتب والحياة إلى طبيعتها في غزة، وتحييد الحياة الإنسانية للمواطنين عن المناكفات السياسية.

أمل ينشده الكل الفلسطيني أن يستيقظ من نومه ويرى حالة التوافق بين الكل الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وتعود الحياة لطبيعتها.. إلا أنه بحسب المتابعين هدف يحتاج لوقت كي يصبح حقيقة.

كلمات دلالية