خبر أسعار مهولة للبضائع المهربة من الانفاق والتي كان أخرها الثلاجات والغسالات

الساعة 06:51 ص|22 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-غزة

يبدو أن أنفاق التهريب نالت عن استحقاق لقبا كثيرا ما وصفت به "معابر صغيرة"، خاصة بعد نجاحها في إدخال آلاف الأصناف من السلع المفقودة من القطاع وتمكنها من توفير بدائل فورية لسلع وبضائع منعت من الوصول للمواطنين بالطرق الرسمية.

الثلاجات والغسالات كانت آخر ما نجح مالكو الأنفاق في تهريبه إلى القطاع بعد أن أدخلوا تحسينات وتوسعة جديدة على أنفاقهم.

ولفتت هاتان السلعتان الجديدتان آلاف المواطنين من رواد سوق البضائع المصرية الأكثر شهرة في القطاع "سوق النجمة" والواقعة وسط محافظة رفح، وتوجه معظم المتسوقين لمشاهدتها عن قرب والاستفسار عن أسعارها.

يقول المواطن خليل إبراهيم: رغم أنني لا أفكر في شراء أي من هاتين السلعتين إلا أن وجودهما في القطاع أشعرني بالراحة، مشيرا إلى أنه شعر بالدهشة حين شاهد غالبية السلع الممنوعة من الوصول للقطاع تعرض في السوق المذكورة، خاصة حفاضات الأطفال التي منعها الاحتلال مؤخرا.

واشتكى إبراهيم وغيره من رواد السوق من ارتفاع أسعار بعض السلع، خاصة تلك التي هربت حديثا إلى القطاع، موضحا أن ثمن الثلاجة العادية يصل إلى 4000 شيكل غير أنه توقع أن تنخفض الأسعار كما حدث مع أصناف عديدة من السلع بعد أن ملأت الأسواق.

أما المواطنة أم محمد زعرب، فأكدت أنها جاءت إلى السوق بهدف شراء غسالة جديدة بعد أن تعطلت غسالتها وعجزت عن إصلاحها نظرا لعدم توفر قطع الغيار، مشيرة إلى أنها وجدت أنواعا وأشكالا عدة.

وأوضحت زعرب أن كثرة المعروض أدخلتها في حيرة، مشيرة إلى أنها تفكر باستشارة أحد أقربائها لديه خبرة في الغسالات.

تكلفة النقل ترفع الأسعار

من جانبه، فسر "عماد" أحد العاملين في الأنفاق سر الارتفاع الكبير في أسعار الثلاجات والغسالات بتكلفة نقلها المرتفعة.

وأشار "عماد" إلى أن تكلفة نقل الثلاجة الواحدة تزيد على تكلفة نقل طن من السلع الأخرى، موضحا أنها تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين كما أن احتمالات تعطلها داخل النفق مرتفعة.

وبين أن معظم مالكي الأنفاق يتجنبون إلى حد ما نقل السلع كبيرة الحجم، لكنه أشار إلى أن البعض يحاولون إدخال تحسينات على أنفاقهم ليتمكنوا من تهريب السلع المذكورة بسهولة أكبر، متوقعا أن تنخفض أسعارها بصورة كبيرة إذا ما نجحت التحسينات.

وفيما يخص باقي أنواع السلع التي لم تنجح الأنفاق في تهريبها حتى الآن كالاسمنت وغاز الطهي، أوضح "عماد" أن الاسمنت إذا ما هرب فستكون أسعاره مرتفعة ولن يجد من يشتريه، أما الغاز فأكد وجود تقدم في محاولات تهريبه.

تجارة مربحة

وبدا غريبا ما قاله المواطن محمد حسن، أحد مرافقي المرضى والموجود حاليا في العاصمة المصرية القاهرة، إذ أكد خلال محادثة أن معظم التجار المصريين الكبار منشغلون في بيع السلع إلى تجار ينقلونها إلى قطاع غزة.

وأوضح أنه بحث عن "بابور" في أكبر محال القاهرة ليشتريه لأحد أقربائه فلم يجد بسبب بيعها ونقلها جميعها إلى غزة، وبين أن أحد التجار المصريين أبلغه بقرب وصول دفعة كبيرة من "البوابير" تم استيرادها من الهند خصيصا لقطاع غزة.

واستهجن حسن الفارق الكبير جدا في الأسعار بين مصر وقطاع غزة، موضحا أن الأسعار في قطاع غزة مرتفعة جدا إذ يبلغ ثمن سخان الشاي الكهربائي في مصر 30 جنيها (حوالي 25 شيكلا) ويباع في غزة بـ80 شيكلا، أما ثمن الثلاجة سعة 12 قدما هناك فيبلغ1500 جنيه (حوالي 1200 شيكل) وتباع في غزة بـ4000 شيكل.