خبر 70% نسبة العجز في التيار الكهربائي بمحافظات « غزة » و« الوسطى » و« الشمال »

الساعة 06:42 ص|22 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : غزة

حذر قائمون على قطاع الطاقة من خطورة الانعكاسات المترتبة على استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة متواصلة يومياً، إثر توقف محطة كهرباء غزة عن العمل واعتماد غالبية مناطق القطاع على الطاقة الكهربائية الواردة من الجانب الإسرائيلي، وبخاصة في ظل ارتفاع معدل استهلاك الكهرباء في موسم الشتاء.

وأكد المهندس سهيل سكيك، مدير عام شركة توزيع كهرباء محافظات غزة أن نسبة العجز في التيار الكهربائي المتوفر في محافظات غزة والوسطى والشمال بلغت 70%، مبيناً أن عدد ساعات قطع التيار الكهربائي بلغت ذروتها في محافظة غزة، إذ وصلت في بعض المناطق لأكثر من 16 ساعة يومياً.

وأشار سكيك في حديث صحفي إلى أن ازدياد معدل استهلاك المواطنين للكهرباء في ظل فصل الشتاء الحالي وتركيز اعتمادهم على الكهرباء إثر عدم توفر غاز الطهي أدى إلى زيادة الأحمال على شبكة الكهرباء ما أفضى إلى أضرار بالغة تمثلت باحتراق عدد كبير من محولات الكهرباء وخطوط الشبكة.

واعتبر أن هذا الأمر زاد من حدة تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء حيث بات من المتعذر على شركة الكهرباء معالجة هذه الأضرار بشكل سريع نظراً لنفاد مخزون الشركة من هذه التجهيزات التي ما زال الجانب الإسرائيلي يمنع دخولها للقطاع.

وحذر سكيك من خطورة زيادة حدة تدهور أزمة انقطاع الكهرباء حال حدوث أي تصعيد عسكري إسرائيلي، مشيراً إلى أن إقدام الاحتلال على أية خطوة تصعيدية مثل حدوث اجتياح لمناطق شمال القطاع أو المناطق الحدودية أو أي شكل من أشكال الاستهداف العسكري للقطاع سيترتب عليه أضرار فادحة تعجز شركة الكهرباء عن معالجتها نتيجة لعدم توفر التجهيزات ومستلزمات إصلاح الأضرار في خطوط الشبكة.

ولفت إلى تداعيات الأزمة المذكورة على أعمال المخابز المعرضة للإغلاق بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر غاز الطهي، إضافة إلى الأضرار التي قد تلحق بمشاريع محطات معالجة المياه العادمة وكذلك آبار مياه الشرب التي تعمل غالبيتها على الطاقة الكهربائية.

من جهته، أكد المهندس وليد سلمان، المدير التنفيذي للشركة الفلسطينية للكهرباء أن الجانب الإسرائيلي لم يستجب للتدخلات والجهود التي بذلتها أطراف دولية من أجل تزويد محطة كهرباء غزة بالسولار الصناعي اللازمة لتشغيلها.

وأوضح سلمان أن إدارة الشركة واصلت على مدار الفترة الماضية اتصالاتها مع كافة الأطراف الأوروبية والأميركية وكذلك أطراف إسرائيلية وجهات مسؤولة في السلطة من أجل توجيه هذه الجهود في اتجاه تحييد مشروع محطة كهرباء غزة عن دائرة الصراع، إلا أن الجانب الإسرائيلي كان يتذرع دوماً بأن قرار إدخال الوقود يخضع لموافقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وأوضح سلمان أن الاتحاد الأوروبي أبدى استعداده الكامل لتمويل كلفة دخول السولار الصناعي إلى غزة بكميات كبيرة تكفل استمرار عمل المحطة وفي ذات الوقت تكفل الاحتفاظ بمخزون يفي بمتطلبات تشغيل المحطة خلال فترة إغلاق الاحتلال لمعبر ناحل عوز لأكثر من يوم، إلا أن الاحتلال لم يستجب لهذا التوجه وواصل استخدام المعبر المذكور كأداة ضغط وعقاب جماعي ضد مواطني القطاع.

يُشار إلى أن محطة كهرباء غزة توقفت تماماً عن العمل منذ الجمعة الماضي، وذلك بعد أن عملت خلال الأسبوع الماضي بطاقة إنتاجية متدنية قدرت بإنتاج 25 ميغاواط نظراً لاضطرارها إلى تشغيل مولد واحد فقط بسبب محدودية كمية الوقود المتوفرة لديها.

وفي سياق متصل، أكد عبد الناصر العجرمي، رئيس جمعية أصحاب المخابز أن كافة المخابز العاملة في قطاع غزة ستتوقف عن العمل كليا خلال يومين على الأكثر إذا استمر الاحتلال في إغلاق المعابر.

وقال العجرمي في تصريحات صحافية: "إن جميع المخابز ستتوقف كليا خلال يومين على الأكثر نتيجة نفاد الدقيق والوقود وانقطاع الكهرباء".

وأوضح أن 27 مخبزاً توقفت عن العمل كليا من أصل 47 مخبزاً، وأن العشرين مخبزاً الباقية تعمل جزئياً بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود والغاز، مشيراً إلى أن شركة المطاحن الرئيسة توقفت عن العمل عقب نفاد القمح.

وطالب العجرمي كافة الأطراف والمؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية بالتحرك لرفع الحصار وتوفير الوقود اللازم لضمان استمرار عمل المخابز ووصول رغيف الخبز للمواطن.