بالصور عملية « الحافلة 142 »: حسم سرايا القدس لمعركة السماء الزرقاء

الساعة 11:38 ص|21 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

شكلت عملية الحافلة (142) بمدينة « تل أبيب » البطولية التي خطط لها ودبرها الشهيد القائد محمد رباح عاصي ابن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ورفاقه المجاهدين، خرقاً لكل الإجراءات الأمنية الصهيونية المشددة، ونسفت جدرانها وحصونها الواهية التي ظنَّ قادتها ان تلك الحصون والإجراءات الأمنية المشددة، والتنسيق الأمني الغير أخلاقي ووطني مع السلطة، سيمنع جنود الله من الوصول إلى عمقهم، لكن الله وفق عباده المخلصين في الوصول إلى قلب « تل أبيب » ووقع الانفجار الذي هز الكيان برمته وقذف في قلوبهم الرعب والخوف، فسارع قادة العدو ومعهم المبعوثة الأمريكية « هيلاري كلينتون » إلى قاهرة المعز لاستجداء التهدئة من قادة الفصائل الفلسطينية، التي أصرت وقتها على اتفاق تهدئة يضمن حياة آمنة وكريمة للمواطن الفلسطيني، ويضمن للمقاومة حقها في تطوير قدراتها وإمكاناتها العسكرية دون ان يتمكن العدو من شن أي عدوان جديد على قطاع غزة.

 

السرايا أول من باركتها وتبنتها

وتجدر الإشارة إلى أن العملية البطولية التي هندسها القائد في سرايا القدس، محمد عاصي ، في اليوم الثامن للعدوان الصهيوني قطاع غزة، في يوم الأربعاء 21 نوفمبر 2012 في مثل هذا اليوم، هز مدينة « تل أبيب » انفجار في حافلة تابعة لشركة « دان » في شارع الملك داوود في تل أبيب، ما أسفر عن وقوع 21 إصابة على الأقل من بينها خمس إصابات وصفت حالتها ما بين الخطيرة إلى متوسطة, ( 2 خطيرة و3 متوسطة).

وآنذاك لم تتوصل الأجهزة الأمنية الصهيونية لمن وضع العبوة في الحافلة أو الجهة المسئولة عن تنفيذ العملية التي يرى عدد من المراقبين أنها دفعت حكومة الاحتلال إلى وقف العدوان على غزة المسمى « عامود السحاب »، سرايا القدس كانت أول الفصائل الفلسطينية التي باركت العملية البطولية في بيان صحفي في ذلك الوقت، وهي التي أعلنت رسمياً بعد اغتيال مهندسها الشهيد القائد محمد رباح عاصي مسئوليتها عنها، مؤكدةً أن عدم تبنيها للعملية وقتها كان لدواعي أمنية تفرضها طبيعة المرحلة في الضفة الغربية.

وبالتزامن مع تفجير الحافلة الصهيونية عمّت أجواء قطاع غزة فرحة عارمة، وسمع أصوات طلقات نارية في الهواء ابتهاجاً بالعملية، كما استخدمت الفصائل الفلسطينية مكبرات الصوت للإعلان عن مباركة العملية، وسمعت التكبيرات تنطلق من مآذن المساجد في مدينة غزة.

 

أربكت حسابات العدو

وتعقيبًا على العملية البطولية كتب المحلل للشؤون العسكرية الصهيونية في موقع صحيفة 'هآرتس' على الإنترنت، أمير أورن، في ذلك الوقت قائلاً إن :« حكومة نتنياهو أهدرت العديد من الفرص لإنهاء العملية العسكرية وهي منتصرة »، وأضاف « الآن تمكنت المقاومة الفلسطينية بغزة من إضافة مركب جديد على المعادلة التي تجري من خلالها المفاوضات للتوصل إلى تهدئة بمشاركة مصر وتركيا وأمريكا، وهذا المركب، برأي أورن، أن فصائل المقاومة بالتحديد »الجهاد وحماس« لم تُهزم، وأنها تحتفظ لنفسها بالقوة لإدخال المواد المتفجرة إلى العمق الصهيوني، حسب الطريقة التقليدية، التي كانت تتبعها في الماضي غير البعيد، كما ان عمقنا لم يعد صعباً او مستحيلاً مع وصول الصواريخ الى قلب »تل ابيب« على حد قوله.

وأوضح المحلل العسكري الصهيوني أن عملية الحافلة في »تل أبيب« وقعت بين مكانين تُشدد عليهما الحراسة بشكل كبير من قبل الشرطة والشاباك قائلاً: » العملية وقعت بين بيت وزير الأمن الصهيوني، إيهود باراك، وبين قيادة سلاح الجو وسلاح البحرية في مقر قيادة هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال« ، ورأى أورن أنه من ناحية، فإن العملية ستُعجل من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولكن من الناحية الأخرى، فإنها ستؤدي لازدياد الأصوات التي بدأت توجه له سهام نقدها اللاذعة، وتحديدًا من اليمين، ورأى أن أهمية التفاهمات غير المباشرة مع المقاومة تكمن في ضبابيتها.

 

العملية أعدت بدقة عالية

الواضح أن العملية البطولية التي خطط لها ونفذها الشهيد القائد بالسرايا محمد رباح عاصي ورفاقه، يدلل أن المجاهدين خططوا لتنفيذ العملية بشكل جيد ونوعي، كذلك الجانب التقني أوضحت العملية بما لا يدع مجالاً للشك قوة الخبرة في تصنيع العبوات الناسفة بالطرق التكنولوجية الحديثة التي ظن الصهاينة أنها ذهبت تحت الأرض وبين جدران السجون، كما وان إخفاء والتعتيم على العملية يدلل أن الخسائر الصهيونية أكبر مما أعلن وقتها، وهو ما سوف تكشف السنوات القليلة القادمة.

ونجاح هذه العملية التي جاء بعد التصريحات التي أطلقها قادة العدو الصهيوني، أن الجيش الصهيوني وأجهزة أمنه تمكنا من كسر نواة المقاومة الفلسطينية، وأحبطا العمليات الاستشهادية في قلب الكيان، حيث شعر الصهاينة حينها بشكل عام بنوع من الارتياح والأمان، وقد حاولوا تسويق هذه الفكرة بعمليات الاعتقال المتواصلة بحق المواطنين بالضفة المحتلة ويزعمون وقتها أنهم أحبطوا عمليات فدائية داخل كيانهم الغاصب. لكن عملية »تل أبيب« التي جاءت وقت حساس لغاية، كان فيه كافة الأجهزة الأمنية الصهيونية في حالة استنفار شديد، وأثبتت للجميع أن المقاومة قادرة على استهداف العمق الصهيوني في الوقت الذي تراه مناسب ويخدم المصلحة الفلسطينية.

 

السرايا .. أول الغيث

سرايا القدس بدورها أعلنت تبنيها رسمياً للعملية بعد استشهاد مهندسها القائد في سرايا القدس محمد رباح عاصي، مشددة على أن هذه العملية البطولية لن تكون الأولى ولا الأخيرة بل هي أول الغيث على طريق الجهاد الفلسطيني والعمليات النوعية التي سنحول بها حياة الصهاينة القتلة إلى جحيم حتى يرحلوا عن أرضنا مذمومين مدحورين. وأضافت: »اننا نؤكد لقادة العدو المجرم أن شعبنا الفلسطيني البطل قادر على الدفاع عن نفسه وأن أيدي المجاهدين طويلة وتستطيع أن تصل إلى قلب عمق الأمن الصهيوني رغم كل الحواجز والإجراءات الأمنية والعسكرية« .

بدوره قال الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في تصريح خاص لـ »الإعلام الحربي« ، ان »استهداف العمق الصهيوني لم يعد صعباً على المقاومة الفلسطينية التي تمتلك من الإمكانات القادرة بها على استهداف العمق ، وان العمليات الاستشهادية ستظل أرقى أنواع المقاومة التي لا يمكن إسقاطها من نهج العمل العسكري المقاوم « ، مؤكداً أن الإجراءات الأمنية المعقدة بالضفة الغربية بسبب الحواجز العسكرية والتنسيق الأمني تحول دون وصول القنابل البشرية إلى عمق العدو، لكنها أمام الإرادة الفولاذية التي يتمتع بها قادة وجنود سرايا القدس تسقط وتتهاوى.

 

الجهاد .. العملية أرضخت العدو لشروطنا

ومن جهته أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأستاذ أحمد المدلل »أبو طارق« ، أن عملية »تل أبيب« البطولية التي وقعت في اليوم الثامن لمعركة »السماء الزرقاء، أربكت الحسابات الأمنية والعسكرية للعدو الصهيوني، ودفعته للانصياع لشروط المقاومة.

وقال القيادي في الجهاد في حديث خاص لـ« الإعلام الحربي » :« العدو ظن واهماً أنه بإجراءاته الأمنية والعسكرية قد اخمد نيران الثورة في الضفة الغربية، لكنه تفاجئ عندما شاهد شباب الضفة الغربية يخرجون عن بكرة أبيهم ليرشقوا جنوده بالحجارة ويشتبكون معهم في كافة مواقع التماس خلال عدوانه على غزة، فيما أراد الشهيد القائد محمد عاصي ورفاقه، أن يؤكد للعالم بأثره أن غزة والضفة وكل فلسطين وطن واحد لا انفصام بينهما، فكانت العملية البطولية التي هزت الكيان الغاصب ».

وأضاف « عملية (تل ابيب) أثبتت أن الضفة لازالت في عنفوانها الثوري، وأنها قادرة إنجاب قادة جدد للمقاومة، كما فعلت جنين بعد اجتياح مخيمها واستشهاد محمود طوالبة ومن معه من القادة، اعتقد العدو أنه بتلك المجزرة قد وأد المقاومة ، وإذ بحمزة سمودي، وهنادي جرادات وراغب جرادات، يخرجون من تحت الركام ليعيدوا لجنين مجدها »، موضحاً أن عملية « تل ابيب » البطولية التي خطط لها ونفذها الشهيد محمد عاصي، تؤكد أنه لازال هناك الضفة الغربية قنابل موقوتة تنظر ساعة الصفر للانفجار في وجه العدو الغاصب.

وأكد المدلل ان راية الجهاد والمقاومة لن تسقط حتى لو لم يبقى إلا شبل واحد من أبناء الجهاد الإسلامي مشدداً على أن الشهيد محمد عاصي أعلن باستشهاده في معركة بطولية عن مرحلة جديدة من المقاومة تقودها حركة الجهاد الإسلامي على أرض الضفة الغربية المحتلة.

 

ستكون باكورة العمليات

ومن جانبه قال المحلل السياسي خليل القصاص :أن عملية « تل أبيب » البطولية التي وقعت إحداثها قبل نحو عام أشعلت الأضواء الحمراء بالكيان الصهيوني ، لأنّها قد تحقّق كابوسا يؤرّقها يتعلّق بتكرار سيناريو العمليات الاستشهادية التي هزت كيانه« ، مؤكداً أن العملية شكلت ضرباً للنظرية الأمنية الصهيونية والتنسيق الأمني الغير أخلاقي ووطني الذي تمارس السلطة بالضفة الغربية.

وتابع حديث خاص لـ »الإعلام الحربي« قائلاً : » مجرد تنفيذ العملية من الضفة الغربية في قلب الكيان الصهيوني « تل أبيب »، واختراق كافة المنظومة الأمنية التي يفرضها العدو الصهيوني، وتجاوز كافة الخطوط الحمراء ، المتمثلة بالحواجز الأمنية، والحصون والجدار الواقي والتنسيق الأمني انتصار حقيقي يحسب للمقاومة الفلسطينية، ولسرايا القدس على وجه التحديد"، مبيناً أن هذه العملية شكلت نقلة نوعية ربما لباكورة عمليات جهادية ستعيد لأذهاننا العمليات الاستشهادية التي تحملت عبئها الضفة الغربية ابان انتفاضة الأقصى المباركة.

ويؤكد القصاص وجهة نظره بالإشارة إلى تنامي العمليات الاستشهادية وغيرها من الإرهاصات التي تمثلت بعمليات اقتحام للمغتصبات وقتل بالسلاح الأبيض لجنود صهاينة، ومحاولة اسر انتهت بمقتل الضابط الصهيوني ، التي تجزم تنامي المقاومة في الضفة الغربية في الوقت الذي تنشغل فيه سلطة رام الله بمواصلة التنسيق الأمني، واعتقال وملاحقة المجاهدين، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني اعترف بإحباط أكثر من 30 محاولة خطف لمغتصبين وجنود في الأشهر الأخيرة.



076494f0a71102930b3f92baa48f798b

211.

212

99

21

9

6

3

2

 

كلمات دلالية