خبر ساسة وخبراء ومحللون: إذاعة صوت القدس نجحت في ترسيخ الثوابت الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية

الساعة 03:08 م|21 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : غزة

أجمع ساسةٌ ومحللون وخبراء إعلاميون فلسطينيون على اعتبار إذاعة صوت القدس لساناً يعبّر عن الوحدة الفلسطينية المنشودة، وصوتاً يكرس نهج الجهاد و المقاومة لدى الشارع الفلسطيني المثخن بالجراح تحت نير الاحتلال وأساليبه العدوانية بحقه وجراء تواصل حالة التشرذم بين أبنائه.

وأوصى هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين اليوم"، إدارة الإذاعة والقائمين عليها بالمحافظة على مسارهم الذي شقوه في فضاء الإعلام الفلسطيني، مشددين على أهمية صياغة وتحرير الرسالة الإعلامية بما يجنّد الرأي العام الفلسطيني ويحشده للتشبث بحقوقه المغتصبة.

وتأتي هذه الأحاديث اليوم الأحد مع دخول الإذاعة التي يغطي بثها قطاع غزة وأجزاءً كبيرة من الضفة الغربية المحتلة ومعظم المعتقلات الإسرائيلية عامها الخامس.

فقد أكد الخبير الإعلامي الفلسطيني حسن الكاشف، أن إذاعة صوت القدس استطاعت أن ترسخ وبنجاح الوحدة، قائلاً:"  نسجل لهذه الإذاعة بمنتهى الوضوح و بامتياز أنها لم تنغمس بكل في الشتائم التي ملأت الساحة الإعلامية الفلسطينية على امتداد ما يقرب من عامين لتسيء لكل فلسطيني".

وأشار الكاشف إلى أن إذاعة القدس لا تحاسب على أساس سنوات التجربة الإعلامية بل على أساس التجربة النضالية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قائلاً:" فكلنا يعلم أن حركة الجهاد هذا التنظيم الفلسطيني المقاوم والذي له رؤاه التاريخية والتي فرقت بين ما هو رئيسي من تناقض وما هو ثانوي بحيث لم تنغمس في أية تناقضات تجعل البوصلة غير واضحة وغير دقيقة أمام الشعب الفلسطيني".

وأضاف :" إذاعة القدس كانت حريصة أن تكون خارج سرب الخلافات القائمة على الساحة الفلسطينية، بقيت ذات خطاب إعلامي وسياسي وطني ناضج ، لا يجرح و لا يخون ولا يكفر يحافظ على هيبة السمعة الفلسطينية".  

ودعا الكاشف الإذاعة أن تحافظ على خطها السياسي الذي شدد على وصفه بالرائد، كما ودعاها في نفس الوقت أن تطور المستوى المهني لدى طاقمها الذي قال بحقه، :" أسجل أن كادر الإذاعة اكتسب تجربة خلال هذه السنوات وهنا قيمة كبيرة لهذه السنوات الأربع، وأنا أعلم ذلك من خلال تلمسي ذلك حيث قدت دورة للمراسلين الإذاعيين قبل أسبوع شارك فيها مراسلو الإذاعة الذين أثبتوا أنهم متفانين وقاموا بمهمتهم على أكمل وجه، كما وأنهم عبروا عن صدق الانتماء، و بالتالي على إدارة الإذاعة تطوير هذا الكادر بشكلٍ مستمر للارتقاء بهذا الصوت الحر الذي نحبه ونحترمه ونتابعه لننهض بالإعلام الفلسطيني".

بدوره، هنأ الإعلامي الفلسطيني عدنان أبو حسنة، إذاعة صوت القدس وهي تختتم عامها الرابع مع العطاء في تقديم الرسالة الإعلامية.

وقال أبو حسنة:" الاذاعة الآن في قمة نضوجها، و هي بالنسبة للإذاعات المحلية بلا شك إذاعةٌ رائدة، سيما وأن ما ميزها توجيهها خطاباً متزناً ووحدياً".

وتابع الإعلامي الكبير يقول:" الجميع بحاجة لإذاعات كهذه الإذاعة التي تنادي بالعقلانية وتعطي مساحة للآخر وتقدم الأمور بمصداقية للشارع الفلسطيني".

وشدد أبو حسنة على ضرورة أن تحافظ هذه الإذاعة على نهجها قائلاً:" يجب أن تكون إذاعة القدس إذاعةً لكل الناس، وهذا يتضح جلياً من خلال إدلاء مختلف قادة الفصائل بآرائهم عبر أثيرها بكل حرية"، متمنياً لها التقدم أكثر فأكثر لتكون منبراً لسائر الشعب الفلسطيني .

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي طلال عوكل إذاعة صوت القدس، صوتاً للشعب الفلسطيني بأسره، مشدداً على أن هذا الأمر تولّد له من خلال عدة لعل أبرزها بحسبه مناداتها الدائمة بالوحدة الوطنية وعدم انخراطها في حملات التحريض واللغة الشائنة التي انزلق فيها الكثيرون.

وقال عوكل بهذا الصدد:" إذاعة القدس كانت صوتاً لم يضل طريقه وسط الانقسام وحالة الصراع وظل ينادي بالوحدة الوطنية هذا الصوت الجميل بصراحة، الذي كان مفتوحاً لكل الآراء وكل التيارات والاتجاهات ولم ينخرط في حملات التحريض واللغة الشائنة التي ميزت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية في ظروف صعبة جداً، هذا الصوت يستحق كل الاحترام والتقدير ونتمنى له أن يتطور بحيث ترتقي هذه الإذاعة إلى المستوى التنافس مع الإذاعات العربية والدولية".

وفي سؤاله عما يطلبه من الإذاعة في هذا اليوم، قال عوكل :" المطلوب من الإذاعة، جوهر الخطاب أن يحتشد أكثر حول هدف الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام واستعادة حالة الصراع إلى طبيعتها بما أن الصراع مع المحتل وليس بين الإخوة والأشقاء، وهناك فرصة لإحداث تطوير وتأهيل  في الكادر والمعدات (...) المهم أن تتوفر الإرادة، عليها أن تواصل مسارها وتعكس هموم وصوت الشعب الفلسطيني".

من جانبه، أكد القيادي في الجهاد الإسلامي أبو حازم النجار أن دخول الإذاعة عامها الخامس من التعبير عن هموم الشارع الفلسطيني وتطلعاته، يجب أن يتواصل لاسيما وأنها نجحت نجاحاً حقيقياً في هذه المهمة.

وبيّن النجار -الذي زار الإذاعة اليوم وهنأ إدارتها والعاملين فيها بهذا اليوم- أن الإذاعة نجحت بالإضافة لما سبق في ترسيخ رؤى ومواقف المقاومة لدى الشارع الفلسطيني لتكون منبراً أصيلاً يعزز صمود المقاومين على الأرض ويشجعهم على المضي قدماً في خيارهم الأصيل.

وأشار النجار إلى الدور الكبير الذي أضفته إذاعة صوت القدس ما كان ليتحقق لولا العزيمة الكبيرة لدى طاقمها المهني الذي يشدد على مواصلة طريقه رغم الصعوبات وقلة الإمكانات.

من جانبه، حيّا أبو مجاهد، المتحدث الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية إذاعة صوت القدس على دورها الكبير في خدمة الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال سنيها الأربع من العمل.

وشدد أبو مجاهد على وصف الإذاعة بمنبر المقاومة وحصنها المنيع، قائلاً:" إن هذا المنبر العزيز نجح في الحفاظ على الثوابت ونقل رسالة المقاومة ورؤيتها وتصدى للمؤامرات الهادفة للنيل منها"، في إشارةٍ إلى أخبارها الموضوعية في هذا الجانب.

من ناحيته، شدد أبو هارون، الناطق باسم كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، أن إذاعة صوت القدس أثبتت وحدة الدم الفلسطيني.

وقال أبو هارون :" أحيي هذه الإذاعة التي وقفت بجانب المقاومة في كل الميادين وكانت أروع الإذاعات حتى صنفت عند الاحتلال بأنها إذاعة تحريضية ولها الفخر بذلك الأمر ونتمنى على وسائل الإعلام الفلسطيني جميعها أن تحذو حذو إذاعة صوت القدس"، مستذكراً في الوقت ذاته التضحيات التي قدمتها هذه الإذاعة والتي كان أبرزها استشهاد مهندسها الشهيد حسن شقورة.