خبر طرد المنتقدين..يديعوت

الساعة 02:45 م|21 ديسمبر 2008

بقلم: تالي نير

محامية في جمعية حقوق المواطن في اسرائيل

موشيه فايغلين، الرجل الذي ازيح باحبولة قانونية عن المكان العشرين في الليكود، صرح مؤخرا بانه معني بالعمل على خروج اسرائيل من الامم المتحدة. فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تتقدم دولة اسرائيل بسرعة نحو الرؤيا الفايغلينية.

الاسبوع الماضي طردت اسرائيل من نطاقها البروفيسور اليهودي – الامريكي للقانون ريتشارك بالك، الذي عينته الامم المتحدة لفحص وضع حقوق الانسان في المناطق المحتلة. مهمته الاولى في البلاد انتهت بسرعة شديدة: بعد أن احتجز لثلاثين ساعة في المطار، اعيد الى طائرة عائدة الى الولايات المتحدة.

 

 في السنوات الاخيرة أصبح الطرد عندنا أمرا اعتياديا: زوار من اصل عربي، نشطاء سلام وحقوق انسان، وكتاب اطلقوا انتقادات على اسرائيل يطردون على اساس دائم. الان ينضم الى القائمة ايضا مندوب رسمي من الامم المتحدة.

 

هذه الاعمال لا تخدم المصلحة الاسرائيلية. علاقاتنا مع الامم المتحدة متوترة بالفعل، ضمن امور اخرى على خلفية القرارات المختلفة للامم المتحدة التي تدعو اسرائيل الى تغيير سياستها في المناطق. ولكن الحل لن يأتي من تحطيم الاواني. وكل ذلك بالذات في الفترة التي تحاول فيها اسرائيل اقناع الامم المتحدة بفرض عقوبات على ايران تمنع تعاظمها النووي.

 

التحقيقات في الوضع في المناطق كانت وستكون. فعندما يكون نحو 3 مليون فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال، لا سبيل للامتناع عن ذلك. التقارير المختلفة بما في ذلك التقارير من محافل اسرائيلية رسمية تشير الى خروقات فظة لحقوق الفلسطينيين في كل مجالات الحياة. ولهذا فواضح اهتمام المحافل الدولية، ولا سيما تلك التي تعنى بحقوق الانسان، في المجيء لفحص الوضع.

 

وبالفعل، التحقيقات في الوضع في المناطق تجرى منذ سنوات بعيدة من الامم المتحدة، الاتحاد الاوروبي، الرباعية، دول مختلفة ومنظمات حقوق انسان دولية. عمليا، تصدينا للمشاكل في المناطق يمر منذ زمن بعيد عبر هذه التقارير ايضا.

النهج الجديد، الذي ينال الزخم، في كم أفواه منتقدينا، هو انتكاسة خطيرة كان يخيل ان المفهوم الاسرائيلي بعيد الزمن "امم متحدة قفراء" بات خلفنا، وأننا فهمنا بان من الافضل لنا ان ننفتح على العالم، وان نشرح مشاكلنا وان نحاول معا التصدي لها. ولكن يبدو أن الفزع تملك فجأة وزارة الخارجية، وأخذت رياح فايغلين تهب فيها.

 

طرد البروفيسور بالك دفع رئيس الجمعية العمومية للامم المتحدة الى نشر تنديد شديد باسرائيل، وانه اذا لم تتوقف هذه السياسة فانها قد تدفعنا نحو عزلة اشكالية. صحيح أنه في الواقع القائم فان الاختلاف مع مواقف مبعوثي المحافل الدولية هو امر محتم ولكن لا ينبغي أن يكون هذا هو ذريعة لمنعهم من الدخول. ففي مثل هذا الفعل تضم اسرائيل نفسها الى اسرة دول مهزوزة مثل بورما وكوريا الشمالية، التي درجت على منع دخول خبراء حقوق الانسان الدوليين.

 

طرد من هذا النوع يثير لدى العالم فقط التساؤل عما يوجد لدينا وكم يوجد لنا ما نخفيه وبالتالي يمس بصورتنا. وفضلا عن ذلك فهو خطر لنا ايضا في الداخل إذ انه يمس بالمبادىء الاساس للديمقراطية، وعلى رأسها مبدأ حرية التعبير. هذا المبدأ يتضمن ايضا الحق في التعرف على الاراء الاخرى حتى لو كانت مثيرة للغضب.

 

مفهوم ان القرار بالسماح للمحافل الدولية بدخول المناطق يثير الخوف من انتقاد سلبي على اسرائيل. ولكن هذا هو جوهر تبني المبادىء التي تفترض القبول باوضاع صعبة. محاولة تحويل اسرائيل والمناطق الى مكان لا يمكن دخوله الا لمن يؤيد مواقف اسرائيل، يلغي مبادئنا وبالتالي يتآمر على وجودنا.