مقرر فتحه في 15 نوفمبر

خبر هل يفتح معبر رفح غداً أم « ضحك على الذقون »؟

الساعة 12:02 م|14 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

غداً هو الموعد الذي اتفقت عليه حركتا فتح وحماس في القاهرة قبل شهر لفتح معبر رفح وهو اتفاق مكتوب نص على تسليمه في الأول من نوفمبر وافتتاحه وتشغيله في منتصف الشهر أي غداً الأربعاء،  وتم الاتفاق بحضور الراعي المصري أي أن الأطراف الثلاثة المعنية بالمعبر.

« ذاب الثلج وبان المرج ».. واستمع الغزيون خلال الأشهر والأسابيع الماضية لسيل من التصريحات التي تدعو للتفاؤل خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح البري، وكانت أقوى التصريحات التي أثارت تفاؤلهم تأكيدات وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ أن « المعبر سيعود للعمل ابتداءً من تاريخ 14/نوفمبر، وبتنسيق كامل مع السلطات المصرية ».

ولحق تصريح الشيخ تأكيدات رئيس حكومة التوافق، د. رامي الحمد الله « أن فتح معبر رفح في 15/نوفمبر مرتبط بالوضع الأمني في الجانب المصري »، ويربط الحمد الله فتح المعبر بالوضع الأمني في سيناء، غير أن الوضع الأمني في سيناء يشهد أجواء هادئة وعلى الرغم ذلك لم يفتح المعبر ولا توجد إشارات على الأقل لفتحه، باستثناء فتحه لمغادرة وفود الفصائل الفلسطينية في تاريخ 21/نوفمبر لاستكمال جولات المصالحة.

ويطالب آلاف الغزيين من طلاب ومرضى وأصحاب إقامات حكومة التوافق بالالتزام بفتح المعبر وإنهاء معاناتهم، والضغط على السلطات المصرية لفتح المعبر وفق الموعد المحدد، ويرون أن التصريحات التي تدعو للتفاؤل ما هي إلا ضحك على الذقون وهو مثل شعبي دارج دلالة على خداع الناس وعدم الوفاء بالالتزامات مع نيةٍ مبيتة.

الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله يطرح تساؤلاتٍ منطقية في بداية مقالة له بعنوان (المعبر لا يحتمل التأجيل والتلكؤ)  يقول « تسلمت السلطة الوطنية معبر رفح وكافة المعابر فمعبر كرم أبو سالم استمر بالعمل دون أزمة وكذلك معبر بيت حانون بعد ازالة حاجز حركة حماس فلماذا استدعاء أزمة من شأنها تأجيل معبر رفح وهو الأكثر الحاحاً بين المعابر؟!

ويضيف عطالله »هناك طلاب بدأت امتحانات الفصل الأول الجامعية في جامعاتهم التي لم يلتحقوا بها بسبب الاغلاق منذ أكثر من شهرين وهناك عائلات عالقة في الجانب المصري وهناك قضايا انسانية مؤلمة لقصة المعبر دون أن تهز ضمير أي مسئول كما السنوات العشر الماضية والناس وضعت آمالها على الاتفاق الأخير وحزمت حقائبها استعداداً للسفر نحو مستقبلها سواء من الطلاب أو مرضى السرطان والكلى وغيرها من الحالات الإنسانية« .

وتساءل عطالله »لماذا يقول رئيس الوزراء هذا الآن؟ وماذا يفهم من تصريحه بقضية الأمن وهل من وقع اتفاق المعبر في الثاني عشر من أكتوبر الماضي أو من تسلمه مطلع الشهر لم يكن يعرف أن المعبر بحاجة الى أمن؟ فليستدعي مائتي عنصر من حرس الرئيس في الضفة الغربية أو مثلهم من قطاع غزة ويطلب من حركة حماس أعطائهم السلاح كدفعة مما استولت عليه من أسلحة السلطة قبل عشر سنوات« .

وأضاف »الطلاب والمرضى خارج ذلك ينبغي اخراجهم من هنا بشكل سريع واعادة العالقين هذا يتطلب فتح المعبر في موعده ومعالجة باقي القضايا بشكل لا يعيق حركة الناس والمسافرين وهي مسئولية السلطة والحكم، كان هناك ما يكفي من الوقت لمعالجة تلك القضايا ولا ينبغي أن يفاجأنا رئيس الوزراء بعقدة جديدة في ربع الساعة الأخير وخاصة أن هناك جهات مرجعية تتحمل مسئولية تنفيذ ما وقعت فقضية المعبر بالذات لا تحتمل استدراكات ولا تحتمل تلاعب بمصالح وعواطف البشر« .

وتابع »المعبر قضية ادارية جرى تنفيذ ما اتفق عليه من تسليم وتسلم بسلاسة ودون عوائق أما الأمن فهو قضية سياسية تتعلق بالبرنامج صحيح أن الملفات مترابطة ولكن في هذا الأمر بالذات ينبغي فصلها وعدم رهن المعبر بالقضايا الكبرى التي تحتاج الى وقت طويل وسيبدأ نقاشها في الحادي والعشرين من هذا الشهر ولا أحد يعرف متى ينتهي، لقد تسلمت السلطة المعابر، الأمر هنا يتعلق بجامعات وأمراض تستفحل وعائلات منقسمة وأذونات دخول من دول مسقوفة بسقف زمني« .

»بامكانهم أن يتحاوروا كما يشاؤون ويهدرون ما يريدون من وقت لقضايا تتحمل الاهدار كما فعلوا بنا عشر سنوات لكن المعابر لا تحتمل وكما معبر كرم أبو سالم كيف تم تأمينه؟ أو معبر بيت حانون كيف يتم تأمينه؟ فان الحديث عن عقد الأمن في معبر رفح وحده ووضع تعقيدات لا يستوي مع استمرار العمل على المعبرين بشكل طبيعي..!، قول عطالله.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل اتفق مع سابقه في أن عدم فتح معبر رفح البري في موعده المقرر يشير إلى حالة من التباطؤ والتلكؤ لدى الحكومة، مشيراً إلى أن أي تباطؤ على حساب الناس ومصالحهم غير مقبول البتة.

وقال عوكل في حديث لـ« فلسطين اليوم »: نلمس أن هناك تلكؤ وتباطؤ وتذرع بمسائلة التمكين والتي كان آخرها التذرع بما قيل عنه (التمكين الأمني) والذي جاء في تصريحاتٍ لرئيس وزراء الحكومة رامي الحمد الله.

ويضيف « التباطؤ في تنفيذ المواعيد المقررة مسبقاً، والتذرع بالتمكين الأمني مقصود من ورائه فقط معبر رفح البري، إذ أن معبر كرم أبو سالم وحاجز بيت حانون لا توجد فيهما أي مشاكل، فلما لا تبادر الحكومة في فتح المعبر وحل أزمات الناس، ومن الضروري فتحه لإشعار الناس بجدية المصالحة ».

وعن ربط الحمد الله عمل المعبر في الأوضاع الأمنية جنوب سيناء، يرى عوكل أن الربط غير منطقي إطلاقاً خاصةً عندما يصدر من طرفٍ فلسطيني، وأن الأولى أن يتذرع المصريين بتلك الذريعة وليس الطرف الفلسطيني، قائلاً « ذريعة الامن في سيناء غير مقبولة، لاسيما أنه لا يوجد أي فلسطيني تعرض لأذى طيلة الحرب على الإرهاب الدائرة في سيناء ».

وتساءل عوكل « لو افترضنا جدلاً أن الإرهاب استمر في سيناء إلى سنوات طويلة هل يعني أن المعبر لن يعمل بحكم الظروف الأمنية، أقول مع تفهمنا للأمن القومي المصري وحساسية الأوضاع الأمنية في سيناء أنه يجب إبعاد تلك الذريعة عن معبر رفح والعمل الجاد لفتح المعبر امام 2 مليون فلسطيني ».

ودعا عوكل الفصائل الفلسطينية المشاركة في حوارات القاهرة بتاريخ 21/نوفمبر للضغط بكل قوة على جميع الجهات والمسؤولين للالتزام باتفاقات المصالحة، خاصة التي تمس احتياجات الناس مثل معبر رفح البري، ورفع الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد تشكيل حماس للجنة الإدارية.

 

كلمات دلالية