خبر رياح تغيير- معاريف

الساعة 11:15 ص|12 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

رياح تغيير- معاريف

بقلم: المحامية نيتع ليفي

(المضمون: لقد حان الوقت لان تطبق حكومة اسرائيل ايضا قرار 1325 وتدمج أصواتا متنوعة في مراكز اتخاذ القرار في مواضيع السلام والامن -المصدر).

 

الى جانب حملة التحرشات الجنسية التي تنال الزخم، يمكن للمرء أن يشعر في هذه الايام في اسرائيل برياح منعشة في الساحة البشعة في المجال السياسي – الامني، التي يسيطر فيها الرجال على مدى عشرات السنين على نحو شبه حصري.

 

تأتي هذه الرياح لتجد تعبيرها في سلسلة تعيينات جديدة بشرنا بها في وسائل الاعلام في الاشهر الاخيرة وفي اطارها احتلت النساء دور المراسلات او المحللات السياسيات. ضمن أمور اخرى يدور الحديث عن بتل شنايدر في « غلوبس »، دانا فايس في القناة 2، نوعا لنداو في صحيفة « هآرتس » وغيلي كوهن في مصلحة البث العامة « كان ».

 

يمكن لنا أن نرى في هذه التعيينات جزءا من تغيير في الميل، كفيل بان يؤدي الى تغيير ذي مغزى في الخطاب الجماهيري في المواضيع السياسية والامنية، وذلك دون الاستخفاف بالواقع القاسي الذي يغطى في وسائل الاعلام في هذه المجالات.

 

هذا الفهم، في ان من المهم دمج النساء في الخطاب السياسي – الامني، استوعبه الرجال في مجلس الامن في الامم المتحدة قبل 17 سنة، عند اتخاذهم قرار 1325، الذي يقول انه يجب دمج النساء في مراكز اتخاذ القرار في مواضيع السلام والامن. ومؤخرا تم احياء 17 سنة على القرار التاريخي.

 

في دول عديدة، بما فيها النابال، كوريا الجنوبية، البوسنه والهرتس وايرلندا، تجري تغييرات بعيدة الاثر: تمثيل النساء في الحكومات والسلطات المحلية يرتفع ويتزايد الاعتراف بحيوية النساء لرأب الصدوع الاجتماعية بعد الحروب والمعارك. وحتى في الولايات المتحدة سن مؤخرا قانون يلزم واشنطن بخصيص مقدرات لرفع تمثيل النساء في مراكز اتخاذ القرار في مواضيع السلام والامن.

 

هناك أدلة في الميدان على نجاح مشاركة النساء: فالبحوث تفيد بان لاتفاقات السلام التي شاركت فيها النساء كانت نسبة 35 في المئة من الاحتمالات الاعلى للصمود لاكثر من 15 سنة. كولمبيا الممزقة والنازفة تنجح في الخروج ببطء من الحرب الاهلية الفظيعة بفضل اتفاق سلام كانت النساء احدى القوى المحركة الاقوى له.

 

صراعات ومسيرات أدارتها النساء في السنوات الاخيرة تعبر عن رياح التغيير في وسائل الاعلام، في السياسة وفي المجتمع المدني، مثلما في نشاط خلية الصحافيات: « نساء يصنعن السلام » اللواتي يقدن مسيرات السلام، والتي تجر وراءها الاف النساء والرجال بدعوة الحكومة الى العودة الى المسار السياسي؛ مشروع « يبنين مستقبلا مشتركا » - لجمعية « معك »، مدرسة « آدم » و « نساء يصنعن السلام » – التي تحاول تحدي حدود الخطاب القائم، من خلال تأهيل مئات النساء اللواتي يشكلن سفيرات يحملن صوتهن الى المداولات حول السلام والأمن.

 

وبالفعل، من أجل احداث تغيير حقيقي، على النساء اللواتي ينضممن الى مراكز الخطاب واتخاذ القرار أن يتجرأن على ان يجلبن صوتهن والا يحاولن تكييف أنفسهن مع الخطاب الرجولي السائد. من المهم الاشارة الى أنه بقدر ما هي التعيينات هامة، فهي لا تزال لا تنجح في استيفاء تحدي تمثل اصوات النساء من كل الجماعات السكانية.

لقد حان الوقت لان تطبق حكومة اسرائيل ايضا قرار 1325 وتدمج أصواتا متنوعة في مراكز اتخاذ القرار في مواضيع السلام والامن.

 

كلمات دلالية