خبر أين اختفى رئيس وزراء لبنان؟ -يديعوت

الساعة 11:08 ص|12 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: سمدار بيري

ماذا سيكون لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من الاستقالة الصاخبة لرئيس وزراء لبنان، سعد الدين الحريري؟ هذا منوط بالخبير الذي تصدقه أو بوسيلة الاعلام التي تثق بها. موضوع واحد متفق عليه بين المعسكرات: الحريري، الذي استدعي الى قصر الملك في الرياض مرتين في غضون أربعة ايام في الاسبوع الماضي، لم يخطط للاستقالة. في المرة الثانية نزل من الطائرة مباشرة الى أذرع رجال الامن السعوديين، هواتفه النقالة وهواتف مرافقيه صودرت والاتصال مع العالم الواسع قطع دفعة واحدة، أجلسوه امام كاميرات التلفزيون ودفعوا الى يديه بصفحة الرسائل من ولي العهد. الحريري نفسه بدا كمن لا يصدق تهديداته بقطع يد إيران في لبنان.

أكثر من هذا، فان اولئك الذين اطلعوا على يوميات رئيس وزراء لبنان قبل وبعد الرحلة الاخيرة يمكنهم أن يتوصلوا الى استنتاج واحد فقط: من يخطط لإلقاء المفاتيح والهروب من لبنان، لا يملأ جدول اعماله بلقاءات مع مندوبي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مع المدراء العامين في وزارتي المياه والاقتصاد في حكومته ومع ثلاثة وزراء.

ولكن لبن سلمان كانت خطط اخرى. فهو يعرف أن « أجر »، امبراطورية المقاولات العظمى للحريري في السعودية، تنازع الحياة بسبب ديون لتسعة مليارات دولار، ويعرف بان استقالته ستورطه مع الاف العاملين الذين يهددون الان بإحالة رب عملهم الى المحاكمة، وهو عديم الحصانة. بن سلمان يهدد أيضا بإلغاء المساعدة للبنان، اغراقه في أزمة اقتصادية عميقة، واقناع ترامب بتشديد العقوبات ضد حزب الله وضد إيران.

 

اذا كان الحريري قبل اسبوع ملياردير أسير لدى السعودية، فبعد الاستقالة أصبح رهينة مع حراسة ملاصقة. فالمغرد المهووس من بيروت اختفى ايضا من الشبكات الاجتماعية، فمدراء جدول أعماله الجدد لا يسمحون له بالعودة. وكيف سيعود، بعد ان تباكى من أنهم يخططون لاغتياله؟ فاذا لم تكن تهديدات، فلم الاستقالة؟

الرئيس اللبناني، ميشيل عيون، مقرب جدا من حزب الله، ادعى أمس بان الحريري « اختطفته » السعودية. اما نصر الله من جهته فقال « يجب أن نقول هذا بشكل واضح. رئيس وزراء لبنان محتجز في السعودية في إقامة جبرية ». في نهاية الاسبوع علقوا في بيروت بوستر ضخم: « كلنا الحريري » كتب عليه الى جانب صورته. وبالتوازي، انضمت الولايات المتحدة الى الدعوة لعودة الحريري الى بيروت. « اذا كان يريد الاستقالة، فعليه أن يعود الى لبنان وان ينشر بيانا رسميا كي تتمكن حكومة لبنان من أداء مهامها »، هكذا أعلن وزير الخارجية تيلرسون.

في الصورة التي تعدها أجهزة الاستخبارات في العالم، بما فيها اسرائيل لبن سلمان يبدو بانه شخص عديم الصبر وقصير النفس. فانهيار داعش، الفشل الذريع في طرد الاسد من القصر الرئاسي في دمشق والحرب المستمرة في اليمن التي تكلف السعوديين مئات ملايين الدولارات ولا تقترب من الحسم، كل هذه قلبت خططه رأسا على عقب. في البداية، طهران: عندما تمد قوة « القدس » الهلال الشيعي من إيران عبر العراق وسوريا، ويندفع الى لبنان فيما يشق نصر الله لها الطريق، فالحديث يدور من ناحيته عن اختطاف في وضح النهار للمعاقل التي اخرجت من النفوذ السعودي. والحريري، في نظره، لم يحرك ساكنا – لم يشكو من الشراكة مع حزب الله في الحكومة التي فرضت عليه ولم يهدد بالمغادرة. أما ابعاده الصاخب، بالمقابل، فيخلق تشويشا، توترا وصخب من الشائعات والتخمينات ويستهدف ادخال لبنان في دوامة.

 

اما الصيغة غير المقنعة لدوافع الاستقالة فتستهدف آذان الرئيس الامريكي. ولي العهد السعودي، المقتنع بان ترامب هو حليفه، فانه يطلق أبواقه للتشهير بإيران، والاساءة لرائحة حزب الله وتعزيز الحوار مع واشنطن ومع اسرائيل. نعم، رغم أن احدا لن يؤكد ذلك، فان الحوار حي يرزق من خلف الكواليس. انتبهوا لصمت نتنياهو وللتوصية للدبلوماسيين الاسرائيليين للإعراب عن التأييد لـ « الخطة السعودية » (لا سمح الله ليس لـ « مبادرة السلام السعودية ») والحذر من توجيه النقد للرياض.

كلمات دلالية