خبر لغز عرفات .. وحدة فتح وكشف القتلة.. عماد الافرنجي

الساعة 07:37 ص|11 نوفمبر 2017

لست سعيدا بتنظيم حركة فتح احتفالين لاحياء ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات ما يؤشر على استمرار حالة الخلاف والتشظي في الحركة ، وعدم قدرة  قيادتها على تجميع أبناء التنظيم وتصليب الصف الداخلي لمواجهة تحديات كبيرة قائمة سواء على مستوى الحركة أو المستوى الوطني والسياسي.

ولعل من عجائب السياسة ان احياء فتح لذكرى رحيل ابو عمار جاء في اطار المناكفات السياسية مع حركة حماس بعد العام 2007  ، فلم يسبق للحركة أن أحيت الذكرى قبل حدوث الانقسام ، ربما لأن احياء الذكرى تتطلب اجابات شافية وواضحة لم تستطع قيادة فتح الاجابة عنها حتى الآن رغم عديد لجان التحقيق ؟!!.

اتفقت أو اختلفت مع عرفات لكنه مدرسة سياسية خاصة - لم تتكرر فلسطينيا على الأقل - لم يسقط أي خيار في التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي من السياسة والتفاوض أو الانتفاضة والمقاومة ، وتمكن من قيادة الشعب الفلسطيني عقودا طويلة يناور ويكافح الاحتلال حتى وصل الى قناعة أن « اسرائيل » لن تعط شعبنا حقا أو أرضا ورفض التوقيع على ما يسمى انهاء الصراع فكان القتل مصيره !!.

شعبنا يدرك في الوعي واللاوعي أن « اسرائيل » هي من قتل ابو عمار ، لكنه لا زال يبحث عن الاجابة عن السؤال الكبير من القاتل الحقيقي ؟؟ من الذي سهل لاسرائيل الوصول إليه ؟، تصريحات كثيرة أطلقها الرئيس أبو مازن وتوفيق الطيراوي وغيرهم عن معرفة القتلة ، وأعلنوا مواعيد للكشف عنهم لكنهم لم يفعلوها !! .

هل هناك قرار دولي أو عربي أو فلسطيني باغلاق ملف اغتيال عرفات ؟ أم أن الخشية هي من زيادة التشرذم والضياع اذا ما كشف عن المتورطين بالجريمة ؟ أم ربما تم تصفية من نفذوا الجريمة أو تم تهريبهم الى الخارج ؟ أم أن الكشف عنهم سيحدث خلافات داخلية أو اقليمية عاصفة ؟ أو البعض تنقصه الشجاعة لاعلان نتائج التحقيق ؟ أم يوجد شركاء في الجريمة كل منهم يتربص بالآخر ؟ أو ربما الاحتلال يهدد يريد الحفاظ على جواسيسه ؟!! أسئلة وطنية تنتظر الاجابة .

إن حق كل فلسطيني على رئاسته وحكومته ، وحق كل فتحاوي على قيادته أن تعلن وبكل شفافية عن نتائج التحقيق وأسماء المتورطين في الجريمة مهما علا شأنهم ، فمن حق الجميع أن يعرف ماذا حدث؟ ومن؟ وكيف ؟ ولماذا؟ ، ومن المعيب استخدام ملف التحقيق في المناكفات الشخصية والمصلحية للزعامات أو النيل والطعن في بعضنا، أو خدمة توجهات سياسية وذاتية معينة ، الجميع يريد الحقيقة والحقيقة فقط .

ويبدو ان جهات عدة تراهن على الوقت في نسيان القضية ، فانهاك الفلسطيني في البحث عن لقمة العيش ، وتسارع الأحداث من حولنا ، وتبدل الأولويات من القضايا الوطنية الى الشؤون الحياتية ، وشيوع الفوضى في العالم العربي ، واثارة الحروب في الاقليم ، جميعها مؤثرات على كل حر لنسيان دم ياسر عرفات وابقاء الأمر غامضا لعل الناس تنسى !!.

إن تكريم « الختيار » واحياء ذكراه هي بالتمسك بالحقوق والثوابت ونهج الوحدة الوطنية والعمل الثوري ، وتوحيد حركة فتح وانهاء الانقسام داخلها ، وكذلك بكشف لغز غياب بل تغييب ابو عمار ، وتقديم قتلته لمحاكمة علنية عادلة .

كلمات دلالية