خبر المتطرفون من الطرفين - هارتس

الساعة 03:03 م|10 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

« الطرفان في بورما يرتكبان جرائم حرب ». هكذا علل نائب القنصل الاسرائيلي في نيويورك، أمير سجي، التقارير عن نقل اسرائيل السلاح الى جيش بورما، حين نفذ هذا تطهيرا عرقيا على أبناء الروهينجا. في خطاب ما كان ليخجل طفلا في الروضة شرح سجي لحاخامين امريكيين، احتجوا على العلاقات التجارية العسكرية بين الدولتين بان « الوضع الحالي بدأ بعد أن هاجم المسلمون مواقع لجيش بورما ». وعلى حد قوله، فقد تبنت اسرائيل « سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبورما أو أي دولة اخرى ». « عدم التدخل » هي سياسة غامضة يمكن ان تشكل مبررا لمواصلة بيع السلاح لبورما، وبنفس الوقت بيع السلاح ايضا لـ « المتطرفين من الطرفين ».

أما الادعاءات عن تدخل اسرائيل في المذبحة نفسها فقد ردها سجي واتهم – كالمعتاد – وسائل الاعلام، التي تعرض اسرائيل « كالدولة الاسوأ في العالم ». ولكن اذا كانت اسرائيل تبيع السلاح لبورما، فكيف أنها لا تشارك في التطهير العرقي؟

في الشهر الماضي أصدرت محكمة العدل العليا قرارها في التماس رفعته منظمات حقوق الانسان ضد بيع السلاح لبورما، ولكن هذا بقي سريا في أعقاب فرض أمر حظر نشر. اذا كانت الدولة، باقرار محكمة العدل العليا، تخفي عن ناظر الجمهور الحقيقة، فلا يتبقى للجمهور الا ان يعتمد على وسائل الاعلام ومنظمات حقوق الانسان.

وبالتوازي، هدد رئيس بلدية بئر السبع، روفيك دانيلوفيتش هذا الاسبوع جمعية منتدى التعايش في النقب، التي تهدد باجراء نقاش في ملجأ بلدي في الاسبوع القادم عن صناعة السلاح الاسرائيلية ومبيعاتها في العالم، لمنعها من استخدام الملجأ. يستخدم دانيلوفيتش ذريعة فنية، ولكنها تحركها الرغبة في كم الافواه. « النية هي لاجراء نقاش يتضمن تشهيرا بدولة اسرائيل، قيمها وصورتها »، هكذا اتهم الجمعية، وهكذا أدخلها ايضا في تصنيف « المتطرفين من الطرفين ». اذا كان لدانيلوفيتش اهتمام حقيقي بقيم الدولة، فبدلا من اختلاق ذرائع هزيلة لادعاءات عديمة الاساس ضد « الرسول »، من الافضل له أن يأتي بنفسه الى نقاش منتدى التعايش، يطلع على الحقائق المعيبة عن صفقات السلاح الاسرائيلية مع اسوأ الانظمة، وينضم الى الكفاح الحقيقي في سبيل صورة اسرائيل.

كلمات دلالية