خبر نيويورك تايمز: هل ستشنّ السعودية حرباً عسكرية قريباً ضد لبنان ؟

الساعة 11:08 ص|10 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

رأت صحيفة « نيويرك تايمز » الأمريكية إن « الأمر الذي وجهته السعودية إلى مواطنيها بمغادرة لبنان، أمس الخميس، أدى إلى تصاعد أزمة محيّرة بين البلدين العربيين، ورفع المخاوف من احتمال أن يؤدي ذلك إلى أزمة اقتصادية أو حتى إلى الحرب ».

وأضافت الكاتبة، آنا برنارد، في مقال نشرته اليوم الجمعة، أنه « في حين يقول محللون إن الحرب غير محتملة - لأن السعودية لم تكن قادرة على شن واحدة وإسرائيل لا تريد واحدة الآن – إلا أن هناك قلقاً من أنه مع الكثير من الصراعات الناشطة في المنطقة، فإن أي فعل سعودي يرفع درجة الحرارة يزيد من خطر حريق عرضي ».

ونقلت الكاتبة عن روبرت مالي، المدير السابق لسياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض في عهد أوباما ويشغل حالياً منصب نائب رئيس « مجموعة الأزمات الدولية »، قوله: « هناك الكثير من التداخلات، والاتصالات قليلة جداً، في ظل مخاطر كثيرة من انفجار شيء ما، وفرصة أن لا يحدث خطأ ما ضئيلة »، مضيفاً: « يجب أن يسير كل شيء في الاتجاه الصحيح ليستنى الحفاظ على الهدوء ».

ويضيف المقال: « رغم المخاوف، فإن محللين ومسؤولين ودبلوماسيين قالوا إنه على الرغم من أنهم ليسوا مطّلعين على خفايا تفكير ولي العهد السعودي، إلا أنه من غير المجدي أن تطلق السعودية عملاً عسكرياً ضد لبنان؛ إذ أنها متورطة بالفعل في حرب بدأتها قبل عامين ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران في اليمن ».

وتستدرك الصحيفة بالقول: « لكن حتى قبل الأزمة الحالية، كانت المخاوف في لبنان تكبر من أن »إسرائيل« - التي تشارك السعودية هدفها المتمثل في صدّ القوّة الإيرانية - ستبادر إلى حرب جديدة ضد حزب الله للحد من زيادة قوة ونفوذ والتسلّح التي راكمتها الجماعة اللبنانية، خلال لعبها دوراً حاسماً في الحرب في سوريا المجاورة ».

ولاحظت الصحيفة أن رد فعل واشنطن، أمس الخميس، على قرار السعودية إصدار أمر لمواطنيها بمغادرة لبنان، كان حذراً.

ونقلت عن أندرو إكسوم، المسؤول السابق عن سياسات الشرق الأوسط في البنتاغون، قوله، في مقابلة عبر الهاتف ردّاً على سؤال حول إمكانية اندلاع حرب جديدة: « لا أعتقد أننا على وشك اندلاع الحرب، ولكن ما جرى يشكل بالتأكيد تصعيداً ».

غير أن المقال يشير إلى رأي آخر لدى مسؤولين « إسرائيليين »، إذ تقول كاتبة المقال: « قال مسؤولون إسرائيليون، يشجعون نهج الأمير محمد المتشدد ضد إيران، أنهم غير واثقين من أن ولي العهد من ذوي الخبرة الدهاء الكافيان لتجنّب اندلاع صراع إقليمي أوسع، ربما يجرّ إليه إسرائيل ».

وتتابع الصحيفة: « قال سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، دانييل ب. شابيرو، بشكل أكثر صراحة إن اتفاق إسرائيل مع السعودية حول تحديد الخصوم شيء، والسماح لزعيم شاب متهور بتحديد وتيرة قتال لا يتحمله كله لوحده، شيء آخر ».

ويشير المقال إلى إمكانية لجوء السعودية إلى إجراءات غير عسكرية، مثل التصعيد السياسي والحصار المالي وغير ذلك، ويعلق عليها بالقول: « من المرجح أن تؤدي هذه التدابير إلى إيذاء حزب الله بشكل أقل من غيره، لأنه بخلاف الأطراف الأخرى واللبنانيين العاديين، يمكن للحزب أن يعتمد على دعم مالي واسع النطاق من إيران ».

وتشير الصحيفة إلى أن « تيار المستقبل ابتعد عن التبني العلني لما أعلنه حزب الله وحليفه الرئيس ميشال عون، بأن السيد الحريري رهينة، إلا أنه أصدر بياناً يشير فيه إلى أنه لا يعمل بإرادته الحرّة، ومشيراً إلى أنه لا يزال رئيساً للوزراء ».

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن المبعوثين الغربيين الذين التقوا الحريري في الرياض، يومي الأربعاء والخميس، خرجوا بانطباع أنه لا يستطيع التحدث بحرية.

ويقول المقال إن « السفيرة الأمريكية لدى لبنان، إليزابيث ريتشارد، نشرت صوراً لاجتماع مع مسؤولين في الجيش اللبناني، وأكدت على الدعم الدولي للحكومة اللبنانية ».

ونقلت عن موقع سفارة الولايات المتحدة في لبنان على توتير تغريدة للسفيرة رتيشارد، جاء فيها: « ستبقى الولايات المتحدة ملتزمة بلبنان مستقر، وآمن، وديمقراطي، ومزدهر ».

ويختم مقال « نيويورك تايمز » بالإشارة إلى تغريدة لرئيس الولايات المتحدة: « الرئيس ترامب أعلن في الأيام الأخيرة عبر رسائل على تويتر عن دعم غير محدود لحكام السعودية، قائلاً: »إنهم يعرفون بالضبط ما يقومون به".

كلمات دلالية