خبر اكثر من 26 ألف لاجئ في قطاع غزة مصابون بمرض السكري بينهم ألف طفل

الساعة 07:30 ص|21 ديسمبر 2008

 فلسطين اليوم-القدس

أظهرت الاحصائيات الطبية تحت عنوان "سكري الأطفال" ان هناك ما يقارب 26 ألف لاجئ ضمن مخيمات قطاع غزة مصابون بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني، ونسبة الأطفال من ذلك تصل الى ألف طفل تقريبا.

 

ويبلغ عدد اللاجئين في قطاع غزة المليون وخمسين ألف مواطن ونسبة الأطفال ما دون 18 من تعداد اللاجئين تصل الى 46,9%، واعطى الدكتور وهيب الداهوك استشاري الغدد الصماء وأمراض السكري لدى وكالة الغوث للاجئين في قطاع غزة صورة اجمالية لانتشار مرض السكري عالميا ومحليا في قطاع اللاجئين في غزة، حيث قال هناك ما يقارب 250 مليون شخص في العالم مصاب بمرض السكري، وكل عام يزداد هذا الرقم بما يقارب السبعة ملايين شخص جديد أما بالنسبة للاجئين في القطاع فأن عدد المصابين يبلغ قرابة 26 ألف مواطن وهذا الرقم يزداد سنويا بمعدل 2500 حالة جديدة.

 واوضح الداهوك " ان مرض السكري هو أحد الأمراض المزمنة والمكلفة ناهيك عن مضاعفاته الخطيرة سنويا وهناك ما يقارب 3,8 مليون شخص يموتون بسبب مرض السكري، وكل عشر ثواني مريض جديد يموت في أنحاء المعمورة، وفي قطاع غزة وتحديدا في شريحة اللاجئين مات 165 شخصا بمرض السكري عام 2006 و143 في عام 2007  ونسبة الوفيات عندنا تبلغ ما يقارب 6 أشخاص لكل ألف مصاب بالمرض سنويا.

 

وقال الداهوك " مرض السكري لدى الأطفال هو واحد من أكثر الأمراض المزمنة التي تؤثر على الأطفال فكل يوم يزداد عدد الأطفال المصابين عالميا بمرض السكري بما يقارب 200 طفل جديد يوميا وهذا المرض من الممكن أن يصيب الأطفال في أي سن حتى انه يصيب الرضع".

 وعن نسبة المرض بين أطفال اللاجئين في القطاع أشار الى أن الاحصائيات الطبية أظهرت ان ما يقارب 819 طفلا كانوا يحملون النوع الأول من المرض في نهاية 2007، وان أردنا أن نعرف نسبة الأطفال المرضى بالسكري بنوعيه حاليا فانهم يقاربون 3,5% من مرضى السكري أو ما يقارب الألف طفل تقريبا وهذا الرقم من المتوقع أن يزداد بمعدل 130 طفلا سنويا سيصابون بالنوع الأول من المرض وفقا للاحصائيات.

 

وعن النوع الأول أو سكري الاحداث كما كان يطلق عليه، تحدث الدكتور سهيل شريف القيشاوي استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري ورئيس الجمعية الفلسطينية لأمراض السكري في قطاع غزة شارحا ماهية المرض حيث قال هو مرض من أمراض المناعة الذاتية يتميز بتدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وبناء عليه فالأشخاص المصابون بالسكري من هذا النوع ينتجون كمية قليلة جدا من الأنسولين أو لا ينتجونه مطلقاً ويجب علاجهم بالأنسولين بواسطة الحقن أو مضخة الأنسولين للبقاء على قيد الحياة. وكان هذا النوع من السكري يسمى بسكري الأحداث وهو الأكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين.

 

والسكري بشكل عام -أشار القيشاوي- هو حالة مزمنة تنشأ عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من هرمون الأنسولين أو عندما لا يستطيع الجسم الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه، ويؤدي كل من فشل انتاج الأنسولين أو فشله في العمل الى رفع مستويات الجلوكوز في الدم الذي يرتبط على المدى البعيد بحدوث مضاعفات مزمنة، مسؤولة عن فشل مختلف الأجهزة والأنسجة بالجسم.

وهناك نوعان رئيسيان من السكري هما النوع الأول الذي تحدثنا عنه والنوع الثاني من السكري، والذي يتميز بوجود مقاومة لمفعول الأنسولين، فأجسام الناس المصابين بهذا النوع لا يمكنها استخدام الأنسولين الذي تنتجه على نحو فعال، وغالباً ما تعالج هذه الحالات عبر اجراء بعض التغييرات الحياتية مثل ممارسة الرياضة والغذاء الصحي، ولكن كثيراً ما يحتاج المريض الى العلاج بالأدوية من الأقراص أولاً ثم الأنسولين لاحقاً، ويشكل النوع الثاني من السكري أكثر من 90 % من الحالات المصابة بالسكري.

 

وأوضح القيشاوي ان كلا النوعين خطير ويمكن لأي منهما أن يصيب الأطفال، ولوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في نسبة الأطفال الذين يشخصون بالسكري من النوع الثاني، حيث يرتبط هذا بزيادة الوزن والبدانة في الأطفال والمراهقين، ولذلك فمن الضروري معرفة الأعراض المنذرة بحدوث السكري لاتخاذ الاجراءات للوقاية من المرض. 

 

وجدير بذكره هنا ان رعاية هذه الندوة من قبل شركة نوفوا نوردسك تأتي ضمن اهتمامات الشركة ورؤيتها الى الأهمية القصوى والحاجة الى تكثيف الجهود والعمل المشترك للوقاية والعلاج لمرض السكري، بالاضافة الى دعم الجهود العالمية للتصدي لهذا المرض ورفع الشعار العالمي لعام 2008 والذي اقره الاتحاد العالمي للسكري وهو حق الأطفال بالحصول على أدنى مستويات العلاج على الأقل للحفاظ على صحتهم ونشأتهم خلال سن البلوغ.