خبر رصدت اتساعاً للهوّة بين « فتح » و« حماس ».. مجموعة الأزمات الدولية تستبعد المصالحة

الساعة 06:27 ص|21 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

استبعدت "مجموعة الأزمات الدولية" في تقرير جديد لها من الاراضي الفلسطينية انتهاء الانقسام الفلسطيني، وحدوث مصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس»، معتبرة ان عوامل الاختلاف بين الجهتين في المرحلة الراهنة اكبر من السابق.

 

وقالت المؤسسة في تقرير لفريقها العامل في الضفة وقطاع غزة، ان الحركتين (فتح وحماس) تريان في المصالحة «كلفة اكثر منها منفعة» لكليهما، اذ يترتب على هذه المصالحة خسارة «حماس» لقطاع غزة، واضطرار «فتح» لـ «شراكة عسيرة» مع «حماس» مقرونة «بموطئ قدم إسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية».

 

ورأت المجموعة ان عملية المصالحة الحالية بين «حماس» و «فتح» ليست «إلاّ امتداداً للنزاع الدائر بين الحركتين، لكن باستخدام وسائل مختلفة»، مشيرة الى ان الحركتين «تنشدان تحقيق الشرعية الوطنية والإقليمية وإحكام السيطرة على الأرض بمعزل عن ترسيخ الوحدة الوطنية».

 

وفي تحليل لكلفة المصالحة على الطرفين، جاء في التقرير: «قد تعني المصالحة نهاية احتكار فتح للشؤون الإدارية والأمنية في الضفة الغربية، وتنازلاً عن الهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية، في حين قد تُهدد الشراكة مع حماس المفاوضات مع إسرائيل والدعم الدولي والمالي للسلطة الفلسطينية».

 

ورأت المجموعة ان الحركتين تنشدان تحقيق مصالح متناقضة من الحوار، «فمن جهة ترمي فتح إلى كفّ سيطرة حماس على غزة... ومن جهة أخرى تسعى حماس على العكس من هذا، إلى كسب الاعتراف والشرعية والتطفل على منظمة التحرير وكبح الضغط الممارس على الحركة في الضفة». واضاف: «حيث لا يطيب لها (حماس) تسليم السيطرة على غزة، تراها تعقد العزم على رفض الاستسلام». واعتبر ان «الهوّة اتسعت بين الحركتين مع مرور الوقت، وما كان ممكناً قبل عامٍ أو اثنين، بات اليوم محفوفاً بالمشاكل».

 

وتابع: «في كانون الثاني (يناير) عام 2006، أظهر عباس بعضاً من المرونة، أما اليوم فباتت هذه الصفة عملة نادرة، ولا شك في أن هزيمة فتح في غزة وتكتيكات حماس الدموية قد صلبت موقف الرئيس وفتح».

 

وقال تقرير المجموعة الدولية ان «حماس ترى في الوقت حليفاً لها، وفي المصالحة فخاً يُنصب»، مشيرا الى فشل المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، واحتمال قدوم حكومة يمينية بقيادة «ليكود» الى اسرائيل، وتراجع مكانة الرئيس عباس بعد انتهاء ولايته في التاسع من كانون الثاني (يناير) عام 2009.

 

ورأى التقرير ان المصالحة بالنسبة إلى مجموعة متنامية من قادة «حماس» السياسيين والعسكريين، «ليست سوى مكيدة نُصبت لحرمانهم السيطرة على غزّة بلا مكسب مقابل».

 

واوردت المجموعة عدداً من العوامل الاضافية التي تحول دون تحقيق المصالحة، منها ان سورية التي قالت انها «ما زالت ترزح تحت ضغوط واشنطن»، ليس لديها اي دافع للضغط على «حماس» من اجل تحقيق المصالحة، اضافة الى ان «مصر والمملكة العربية السعودية ترجحان علناً كفة فتح».

 

ورجحت المجموعة ان يستمر النزاع الذي طوى عامه الاول بين الحركتين على الأرض والسياسة، ورأت ان التغيير في هذا الاتجاه، لصالح المصالحة، يقتضي تغييراً في المشهد الإقليمي، مثل حدوث توافق بين الولايات المتحدة وسورية وإيران، وقيام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإرسال إشارة واضحة مفادها أنهما لن يقوما بنسف هذه المصالحة.