خبر علينا الحذر من الدخول الى مستنقع ليس لنا- إسرائيل اليوم

الساعة 11:22 ص|05 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: بالرغم من حساسية وأهمية ما يجري من معارك في قرية الخضر بالنسبة للدروز في هضبة الجولان فان على اسرائيل الامتناع عن الدخول في حرب ليست لنا - المصدر).

 

اسرائيل وجدت نفسها أمام معضلة حقيقية في أعقاب جهود ميليشيات جبهة النصرة التابعة للقاعدة لاحتلال القرية الدرزية خضر من يد نظام الاسد في سوريا. من جانب فان حكومة نتنياهو تحذر وبحق الا تكون متورطة في الحرب الاهلية الدموية التي تجري منذ سنوات في سوريا. ومن جانب آخر تتزايد الضغوط الدرزية للسكان الاسرائيليين في هضبة الجولان وفي اعقابهم الدروز في باقي أنحاء اسرائيل للقيام بمساعدة اخوتهم ومنع سيطرة المعارضة السنية على القرية.

 

20 الف درزي يعيشون في هضبة الجولان. القليل منهم مؤيدين لاسرائيل واغلبيتهم العظمى يؤيدون سوريا. عندما قامت اسرائيل بالخطوة المختلف عليها بضم الجولان في 1981 تم منح سكان هضبة الجولان الامكانية لاخذ الجنسية الاسرائيلية ولكن فقط حوالي 700 منهم قاموا بذلك حتى اليوم. خلافا لاخوانهم الذي يعيشون في اسرائيل والذين يشعرون بتماثل مع الدولة ويخدمون في الجيش الاسرائيلي، فانهم وهذا من حقهم الكامل كطائفة تعيش تحت الاحتلال، مخلصون للنظام السوري، يتعلمون في سوريا ويرون أنفسهم جزء من الاقلية الدرزية التي تعيش في سوريا. ان عداءهم وكراهيتهم للميليشيات التي تحارب ضد الاسد كبير جدا، الى درجة أنه قبل سنتين قاموا بعملية تنكيل جماعية بجريح سوري جيء به الى الجدار ونقل بسيارة اسعاف اسرائيلية الى مستشفى في البلاد، في محاولة لانقاذه. الدروز من هضبة الجولان يدعون الان ان اسرائيل تتعاون مع جبهة النصرة ضد اخوانهم ويؤكدون أنهم سيواجهون الشرطة والجيش الاسرائيلي اذا لم يسمحوا لهم بالقتال الى جانب سكان القرية السورية، وبفتح الجدار الامني والعبور نحو سوريا.

 

السؤال هو كما هو مفهوم فيما اذا كان هذا يشكل مصلحة اسرائيلية. هل سيكون صحيحا الان وعلى هامش الحرب السورية، الدخول في مشاركة ملموسة الى هذا الحد؟ ألا يشكل ذلك خضوعا لضغط عنيف، ومن هذه الناحية – سابقة خطرة؟ ان الامر يتعلق بمطالبة بان يقف الجيش الاسرائيلي الى جانب قوات بشار الاسد، امام المعارضة التي تقف ضده، من أجل الاخذ بيد من قاموا بضرب اسرائيل وحاولوا المس بها. لن يكون من السهل أن نشرح لأنفسنا ما يحدث

 

بالضبط في الخضر: هل سنحارب ضد النصرة، حينئذ ننقل القرية الى أيدي المخلصين لحكومة سوريا، المدعومة من حزب الله؟

 

ان اسرائيل ليست مدينة لشيء لقرية الخضر. شباب من القرية انضموا في السنوات الاخيرة الى حزب الله وتسببوا بالضرر لجنود الجيش الاسرائيلي، اثناء تشغيلهم من قبل سمير قنطار. قبل أربع سنوات جرح دروز من القرية مظليين اسرائيليين، وفي 2015 قتل الجيش الاسرائيلي أربعة مخربين دروز، من سكان القرية، الذين خططوا لعمليات ضد جنودنا.

 

لهذا، لا يدور الحديث عن بلدة مقربة بشكل خاص الى اسرائيل والتي تدفع ثمنا بسبب هذا القرب، بل بأحد المعارك في مؤخرة الحرب الاهلية في سوريا، والتي من المفضل لنا الابتعاد عنها قدر الامكان.

 

الدروز من مواطني اسرائيل يستحقون بالطبع كل الحقوق كمواطنين متساوي الحقوق، وأيضا يستحقون معاملة خاصة تنبع من الحلف الدموي الطويل مع الدولة. ان بامكانهم أن يطلبوا من الدولة التدخل في الحرب في سوريا والحكومة من حقها أن تدرس فيما اذا كان هذا الامر يتوافق مع المصلحة الوطنية لنا. تستطيع اسرائيل أن تطرح هذا الموضوع امام الامريكيين والروس وان تطلب منهم بذل الجهود لمنع احتلال الخضر. ولكن الا تجتاز الجدار والا تنضم الى حرب ليست لنا بين السوريين وجبهة النصرة.

 

كلمات دلالية