خبر السفيرة الأمريكية بالقاهرة تحتج على مهاجمة بوش بالصحافة المصرية

الساعة 02:52 م|20 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

أرسلت السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي، خطابا شديد اللهجة إلى وزارة الخارجية المصرية، أبدت فيه احتجاجها على تعرض الرئيس الأمريكي جورج بوش للهجوم في وسائل الإعلام المصرية، في أعقاب واقعة إقدام صحفي عراقي على رشقه بحذائه أثناء زيارته إلى العراق.

وكشف مصر مطلع بوزارة الخارجية المصرية لـ "المصريون" أن سكوبي أكدت في خطابها أن ما اعتبرته "تطاولا من الصحفيين المصريين على بوش في أعقاب واقعة الحذاء، ربما يؤدي إلى توتر العلاقات الأمريكية المصرية"، ملمحة إلى أن الهجوم الذي تشنه الصحف القومية الثلاث: "الأهرام" و"الأخبار" و"الجمهورية" جاء بضوء أخضر من الحكومة المصرية.

وطالبت سكوبي في رسالتها الاحتجاجية بتدخل الأجهزة المعنية لإيقاف ما أسمته "الحملة الشنعاء" على الرئيس الأمريكي، خاصة وأن مصر تعدل حليفا للولايات المتحدة وتعتبرها من الدول الصديقة.

وكانت وسائل الإعلام والصحف المصرية بما فيها الحكومة قد تناولت واقعة تعرض الرئيس الأمريكي للضرب بالحذاء من الصحفي العراقي منتظر الزيدي، وأبدت في تعليقها على الواقعة شعورا بالفرحة إزاء الإهانة التي طالت بوش في رحلته الوداعية إلى العراق.

غير أن السفير محمد حفني شجب احتجاج سكوبي على تغطية وسائل الإعلام المصرية للواقعة، وقال لـ "المصريون" إن الصحافة والإعلام المصري حر ولا تستطيع الحكومة التدخل لمنعها أو حجب رأيها.

وأشار إلى أن التغطية الإعلامية لحادثة الحذاء عبرت الأقلام المصرية بمختلف توجهاتها، فهناك من رفض ذلك ودافع عن الرئيس الأمريكي وسياساته في المنطقة وهناك من رأى عكس ذلك.

وأكد أن هناك قنوات أمريكية تناولت الحدث كما تناولته الصحف والإعلام المصري والعربي مثل قناة "sky" و"fox"، مشددا على متانة العلاقات المصرية الأمريكية، واعتبر ما تقوم به الصحف والإعلام المصري هو نتاج الديمقراطية التي تتمتع بها مصر.

وفي سياق ردود الفعل إزاء واقعة الحذاء، طالب المحامي نبيه الوحش، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بتشكيل وفد من الدول الأعضاء بالجامعة للسفر إلى العراق لمتابعة سير إجراءات التحقيق مع الصحفي منتظر الزيدي للوقوف على ما إذا كانت هذه المحاكمة تتفق مع أصول المحاكمات القانونية الدولية.

وطالب الوحش في إنذار وجهه أمس إلى موسى بمخاطبة الأمم المتحدة وجميع الجهات الدولية للمطالبة ببدء إجراءات محاكمة الرئيس بوش أمام محكمة مجرمي الحرب استنادا على اعترافه الشخصي وإقراره علنا بأنه اخطأ في القيام بغزو العراق بناء على معلومات كاذبة، وغير صحيحة.

ودعا، سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب إلى عقد اجتماع طارئ وعاجل لاتحاد المحامين العرب واتخاذ قرار بتكليف عدد من المحامين المشهود لهم بالكفاءة للسفر لبغداد لتولى مهمة الدفاع عن الصحفي منتظر الزيدي ومطالبة السلطات العراقية بعدم التعرض بالإيذاء للصحفي الجريء.

وأشار إلى ضرورة البدء فورا في إجراءات وقف عضوية العراق بالجامعة العربية واتحاد المحامين العرب في حال عدم استجابة الحكومة العراقية لهذه المطالب، خاصة وأن الزيدي تعرض للضرب المبرح.

وحذر الوحش من تعرض الزيدي للخطر على أيدي من وصفهم بـ "زبانية حكومة بغداد للانتقام منه على تجرؤه على صفع سيدهم بوش بالحذاء على وجهه"، وأعرب عن خشيته من إجباره على الإدلاء والاعتراف بمعلومات كاذبة وملفقة تمهيدا لإصدار حكم مشدد على غرار المحاكمات الصورية التي أجريت للرئيس العراقي السابق صدام حسين وأركان نظم حكمه.

وأشاد المحامي المصري بشجاعة الصحفي العراقي "الذي قام بعمل تاريخي ضد قائد الحملات الصليبية الأمريكي جورج بوش قاتل آلاف المسلمين في العراق، وأفغانستان، وفلسطين والصومال، والسودان".