خبر مختصون: الغاء الامتحانات « إيجابي ».. ولكن!

الساعة 05:05 م|04 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

ما أن اُعلن عن نية وزارة التربية والتعليم إلغاء اجراء الامتحانات النهائية في جميع المدارس (الحكومية والخاصة والأونروا) والاعتماد على المُعلم في منح الطالب تقييم تقديري في نهاية الفصل الدراسي، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بين القبول والرفض لهذا القرار.

مختصون في التعليم أكدوا لـ« فلسطين اليوم » أن القرار بحد ذاته قرار ممتاز؛ لكن القرار يحتاج إلى الكثير من الأنشطة التدريبية للمعلم من أجل الدقة في منح الطالب التقديرات خاصة في ظل وجود مستويات وتباين في القدرات بين الطلبة.

وأوضح المختصون أن القرار من شأنه أن يرفع من نشاط الطالب في الفصل لكن ذلك سيُحِد من التمييز بين الطالب المتفوق والطالب الممتاز.

عسقول: يجب أن يرافقه الكثير من الأنشطة والاعمال التقويمية للطلبة

أ. د المناهج وطرق التدريس في الجامعة الإسلامية محمد عسقول، أكد أن قرار التربية والتعليم بإلغاء الامتحانات المدرسية والاكتفاء بالأنشطة ومنح التقييم بدلاً من العلامات ليس مجدياً قياساً بالواقع الفلسطيني.

وأكد عسقول في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم »، أن القرار بحد ذاته وبشكل مجرد قرار ممتاز مستدركاً بالقول: القرار لا ينسجم مع واقعنا النظري« .

وأوضح أن القرار يجب أن يرافقه الكثير من الأنشطة والاعمال التقويمية للطلبة وهذا غير واردة في مجتمعنا وظروفنا، مشيراً إلى أن العقبة في ذلك تكمن في قلة الإمكانيات المادية التي يجب توفيرها لتنفيذ الأنشطة البديلة لعملية التقويم للاختبارات بحد ذاتها، والجانب الأخر الأهم يجب إعادة تهيئة الظروف المدرسية من حيث تقليل عدد الطلاب لتصبح عملية التقييم أكثر دقة من قبل المُعلم، إضافة إلى اجراء دورات تدريبية للمعلمين على أنشطة التقويم البديل للاختبارات.

وقال عسقول: أي قرار يهدف لتطور العملية التقويمية أو التعليمية التي تمس الأنشطة لا بد أن يرافقها تطوير كالجوانب المختلفة في العملية التعليمية ».

وفيما يتعلق بقدرة المعلم على تقييم الطلبة، أكد أن الملاحظات الفردية للمعلم لنحو 45 طالب في الفصل هو جهد كبير جداً على المعلم، وقد لا يعطي تقييم 100% للطلبة خاصة مع تفاوت المستويات.

سهمود: دقة التقييم تتطلب تعين مدرس لجميع المواد في الفصل

من جهته أيَد المرشد التربوي نصر سهمود، قرار وزارة التربية والتعليم العالي القاضي بإلغاء الامتحانات من الصف الأول حتى الرابع في جميع المدارس سواء الحكومية أو الخاصة أو الأونروا، للتخفيف من أعباء الطلبة وذويهم، إضافة إلى الأثر الإيجابي الذي سيتركه القرار من تفاعل الطالب مع المُدرس.

وأوضح سهمود في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم » أن القرار كان مطبقاً في الماضي في مدارس الحكومة فقط من الصف الأول حتى الثاني، وكان لذلك أثر ايجابي على تعليم الطلبة.

وأشار إلى أن دقة التقييم، تتطلب من مدير المدرسة تعين مدرس واحد فقط للصف الأول والثاني، ومدرسين اثنين للصف الثالث والرابع إضافة إلى مدرس خاص باللغة الإنجليزية، وهذا من شأنه أن يدفع المدرس لتقييم الطالب بشكل دقيق من خلال الملاحظة والأنشطة والتفاعل بينه وبين الطالب.

ولفت إلى أن لقاء المُعلم بالطالب بشكل يومي على مدار أيام السنة الدراسية كفيلة لتعطي المُعلم انطباع وإدراك تام بقدرات الطالب وتفاعله مع الأنشطة التعليمية اليومية، وتحديد مناطق القوة والضعف لدى الطالب، وبناءً على ذلك يتمكن المُعلم من تقيم الطالب بشكل صحيح.

وفيما يتعلق بسلبية القرار من خلال ضعف المنافسة بين الطلبة المميزين أكد سهمود، أن المُعلم من خلال نشاطاته اليومية للطلبة وعقده اختبارات شفوية، وتدريسه جميع الحصص التعليمية لعدة ساعات بشكل يومي يستطيع أن يحدد الطالب المميز من بين الطلبة.

درويش: الامتحان الكتابي يشجع على المنافسة بين الطلاب

فيما أيّد أستاذ المنهاج وأصول التدريس بجامعة الأزهر عطا درويش عدم تفرّد الامتحانات الكتابية كأداة للتقويم، إلا أنه نوه إلى أن الامتحان الكتابي يشجع على المنافسة بين الطلاب.

وقال درويش في تصريحات صحفية: « لا بد أن يكون هناك أدوات أخرى مثل الملاحظة والأنشطة وأوراق العمل والمشاهدة.. »، مستدركًا « لكنني ضد إلغاء الامتحان الكتابي مباشرة، ولذلك يجب اعتباره أداة من أدوات التقويم لحين الانتقال إلى هذا النظام ».

ودعا لضرورة تقديم دورات للمدرسين في آليات استخدام أدوات التقويم بالتدريج حتى الوصول إلى إلغاء الامتحان الكتابي، لافتًا إلى أنهم بحاجة للتدريب على الموضوعية والشفافية، لإعطاء تقويم حقيقي للطلاب.

ويوصي الأكاديمي إدارتي التعليم في الوزارة وأونروا بخفض عدد الطلاب في الصف الواحد بحيث لا يتجاوز عددهم ٢٠ طالبًا، لأن السياسة الجديدة « لا يمكن لها النجاح دون ذلك ».

يشار الى ان وزارة التربية والتعليم العالي قررت إلغاء الامتحانات النهائية لطلاب المدارس من الصف الأول حتى الرابع الأساسي في جميع مدارس قطاع غزة سواء الحكومية او الخاصة او الاونروا ضمن أُسسً للتقويم التربوي، ضمن سياسة جديدة للتعليم.

كلمات دلالية