استشهد بنفق السرايا

بالصور تفاصيل تُكشف لأول مرة حول العمل العسكري للشهيد عرفات أبو عبد الله

الساعة 06:17 م|03 نوفمبر 2017

فلسطين اليوم

في فلسطين شهيد يُسلم شهيد، و شهيد ينادي على شهيد, و شهيد آخر ينتظر دوره لينضم الى قافلة الشهداء، و قائد يسبق الجند الى ميادين التضحية و الجهاد ليفديهم بدمه، تلك عقيدة أبطال سرايا القدس، التي حفروها في قلوبهم بعدما نهلوا من نهر العشق و الحب للجهاد و فلسطين، فحملوا أرواحهم على أكفهم و أخذوا على عاتقهم مهمة الإعداد و التجهيز لمعركة النصر الكبير الذي ينتظره شعبنا، مبتغين في هذا الطريق إحدى الحسنيين إما النصر المبين أو الشهادة.

الشهيد المجاهد، والقائد الكبير، مسؤول لواء الوسطى و عضو المجلس العسكري في سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عرفات مرشد أبو عبد الله، أحد « شهداء نفق الحرية »، قدم نموذجاً نادراً في تاريخ الجهاد و المقاومة في فلسطين.

المولد و النشأة

يقول شقيق الشهيد، أبو عمر، أن الشهيد عرفات، أبو عبد الله ولد عام 1969لأسرة متواضعة لاجئة في مخيم البريج، وسط قطاع غزة بعدما هُجرت من بلدتها الأصلية « يبنا »، في 1948، حيث كان الأصغر بين أشقاءه الذكور الخمسة، و أكبرهم الشهيد محمد أبو عبد الله، المسؤول السابق للواء الوسطى في السرايا، الذي اغتالته طائرات الاحتلال عام 2007.

و تابع يقول: « بعد وفاة الوالد، آثر الشهيد عرفات ترك المدرسة و التفرغ للعمل، لكي يوفر ما تحتاجه الأسرة و اعالتها ».

مشواره الجهادي

و يتابع أبو عمر حول مشوار الشهيد أبو عبد الله الجهادي قائلاً:« لقد بدأ الشهيد نشاطه الجهادي في بدايات الانتفاضة الأولى، حيث كان يبلغ من العمر حينها 18 عاماً، و كان من أوائل الذين تعرضوا للإصابة و الاعتقال، حيث اعتقله الاحتلال عام 1988 و هو مصاباً، خلال عمله في اللجان الشعبية التابعة للجهاد، و قضى في المعتقل نحو عام، قبل أن يخرج من السجن بمزيد من العنفوان و الإصرار على مواصلة الجهاد، فكان من الأوائل الذين قاموا بإنشاء تشكيلات العمل العسكري التابعة للجهاد الإسلامي في المخيم ».

و أضاف: « بعدما خرج من السجن عمل الشهيد عرفات في المقاولات، لكنه لم يبتعد عن العمل التنظيمي، و تعرض للملاحقة من قبل السلطة الفلسطينية في التسعينات، و نشط خلال هذه الفترة في العمل الجهادي التابع للجهاد الإسلامي، حتى كان الذراع الأيمن لمسؤول الجناح العسكري للسرايا في المحافظة الوسطى، شقيقه الشهيد أبو مرشد في حينه ».

و خلال هذه الفترة كما يقول أبو عمر، تولى الشهيد عرفات مسؤولية سرايا القدس في مخيم البريج، و قام بتشكيل المجموعات في المنطقة، التي كانت من أوائل المجموعات التي قصفت مناطق الاحتلال بالصواريخ، و شاركت في التصدي لعدة اجتياحات قام بها الاحتلال، و العدوان الاسرائيلي على القطاع في عام 2008، وكل ذلك كان كفيلاً بتكليفه بمسؤولية لواء الوسطى، بعد استشهاد شقيقه أبو مرشد.

استطاع الشهيد عرفات إعادة ترتيب صفوف المجاهدين في سرايا القدس في المنطقة و تنظيمها، لا سيما بعد أن كانت تلقت ضربات عدة، بعد استشهاد القادة في المنطقة، و ارتقى بها، و انخرط في العمل بين صفوف جنوده، وعمل بيده في تصنيع و تربيض الصواريخ، و كان أول من طور « راجمة الصواريخ »، و صواريخ « الكورنيت » في عدوان 2012 برفقة الشهيد حسن أبو حسنين، كما تمكنوا من ضرب « تل أبيب » لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية بصاروخ « فجر5 »، فكان الصاروخ الخمسين الذي ضرب « تل ابيب » ، وعجزت دول عربية و جيوش بعتاد وعدة أن تفعلها، مما غير معادلة الرعب مع الاحتلال في معركة « السماء الزرقاء »، و معارك أخرى مثل « كسر الصمت »، و « بشائر الانتصار »، و البنيان المرصوص« .

طور القائد أبو عبد الله البنية التحتية للسرايا بعد هذه المرحلة، من خلال منظومة الأنفاق، و استمروا في الإعداد و التجهيز خلال السنوات الثلاث الفائتة و كان يعمل بها بنفسه، حيث يقول أبو عمر: »كنت ألومه كثيراً لأنه يذهب للعمل بنفسه و يعرض نفسه للخطر، لكنه كان يرد علي و يقول إنه لا يستطيع أن يترك أبناء الناس تحت الأرض و يبقى بعيداً عنهم« .

تعرض الشهيد عرفات لعدة محاولات اغتيال أحدها عندما قصفت شقته خلال عدوان 2012، حيث كان يتواجد برفقة الشهيد حسن أبو حسنين، و مرة أخرى في عدوان 2014، و في كل مرة كان يزداد قوة و صلابة، و لم تثنه هذه المحاولات من مواصلة طريق المقاومة، حيث كان للشهيد عماد مغنية و مواقفه الجهادية أثراً كبيراً في نفسه.

و يضيف أبو عمر: »ظهيرة يوم الاثنين 30/10 2017، عاد الشهيد أبو عبد الله الى المنزل، على غير عادة، فجلس مع الأولاد و قبلهم و اطمأن عليهم، قبل أن يخلد الى النوم، حيث تلقى بعدها اتصالاً هرع من نومه على إثره دون أن ينطق بكلمة واحدة، وخرج مسرعاً قبل أن نتلقى خبراً حول قصف نفق شرق خان يونس« .

و تابع قائلاً: »أخذت الأنباء تتوارد إلينا حول استشهاد أحد أفراد عائلتنا، لكن لم يكن معروفاً من هو، و بعدها جاءنا الخبر الأكيد، و هو استشهاده، بعد أن دخل الى النفق بالقوة، رغم محاولات المتواجدين في المكان من منعه، حتى تشققت ملابسه في أيديهم، و هو يصرخ بهم  و يقول حياتي ليست أغلى من حياة ابنائي الذين هم تحت الأرض".



عرفات4

عرفات3

عرفات2

عرفات1

عرفات

 



ابو عبد الله

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية