خبر بيت لحم تستعد للاحتفال بعيد الميلاد وسط سياحة منتعشة

الساعة 11:49 ص|20 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-بيت لحم

استعادت بيت لحم المدينة التي شهدت ولادة يسوع المسيح بحسب التقليد المسيحي، فرحة الاحتفال بعيد الميلاد مع عودة الزوار باعداد غفيرة منذ مطلع السنة.

 

وقال سمير حزبون رئيس غرفة التجارة والصناعة في منطقة بيت لحم البالغ عدد سكانها 185 الف نسمة بينهم 20 الى 25 الف مسيحي بحسب تقديرات فلسطينية ان "جميع الفنادق من كل الفئات لم تعد لديها غرف شاغرة، ما يعني ثلاثة الاف غرفة محجوزة".

 

ووضعت محلات التذكارات امام ابوابها دمى على شكل رجل الثلج وبابا نويل يصل ارتفاع احده الى اربعة امتار. اما الفنادق، فازدانت بالاضواء واشجار العيد المكسوة بالكرات الملونة والثلج الاصطناعي.

 

وقال حزبون "هذه السنة هي الافضل منذ العام 2000. استقبلنا عام 2008 اكثر من مليون سائح بالرغم من الصعوبات السياسية المستمرة".

 

وتابع ان "ذلك له تأثير كبير على وضع المدينة الاقتصادي. عادت السياحة القطاع الاقتصادي الاول في منطقتنا وتراجعت نسبة البطالة الى 23% بعدما وصلت الى 45% من الفئة العاملة من السكان في فترة 2002-2003".

 

وعاد السياح الاجانب منذ 2007 الى بيت لحم بعدما انحسرت الحركة السياحية بشكل كبير بعد تشرين الاول(اكتوبر) 2000 بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية وما واكبها من اعمال عنف.

 

وهذه السنة ينعكس تجدد الحركة السياحية على المطاعم والفنادق ومحلات التذكارات وكذلك شركات الحافلات والمرشدين السياحيين وكل العاملين في القطاع السياحي تقريبا.

 

وفي وسط المدينة على مسافة عشرات الامتار من مدخل كنيسة المهد يجلس جورج بابول امام باب محله "بيت لحم ستار ستور" المتخصص في التحف الدينية بخشب شجر الزيتون وهو يبتسم. ويقول وهو يقوم باشارة الصليب عند سماع اجراس الكنائس "الاجواء افضل والسياح عادوا باعداد كبيرة".

 

وينتظر محمد المرشد السياحي الذي يتكلم الانكليزية زبائنه امام الكنيسة ويقول "عادت مهنة المرشد السياحي مربحة. هذه السنة عملت كل يوم تقريبا".

 

وتجري الاستعدادات في كنيسة القديسة كاترين التي تحيي ليلة عيد الميلاد في 24 كانون الاول قداس منتصف الليل الشهير الذي يتابعه جميع الكاثوليك في العالم فيما تكسو سقالات مفككة وعشرات الاضواء ارض محبسة القديس جيروم عند مدخل الكنيسة في انتظار تثبيتها.

 

ومن مؤشرات هذا الانتعاش ان عدد المطاعم ازداد باكثر من ضعفين عام 2008 فانتقل من عشرين الى خمسين مطعما. واستثمر مايك قنواتي (35 عاما) 250 الف دولار في شراء مطعم قديم في ساحة المغارة امام كنيسة المهد واصلاحه.

 

وتضم المدينة ثلاثة فنادق جديدة قيد الانشاء ستفتح ابوابها مبدئيا في عيد الفصح.

 

واوضح حزبون ان هذا الانتعاش السياحي مرتبط الى حد ما بالتطور في موقف المسؤولين الاسرائيليين الذين "ادركوا اهمية انعاش الاقتصاد في هذه المنطقة لاعادة الامل الى السكان المحليين".

 

وذكر دليلا على كلامه زيادة عدد رخص المرور التي تمنح لمسيحيي المدينة للسماح لهم بزيارة عائلاتهم في القدس والناصرة (في اسرائيل).

 

لكنه اضاف "نود ان يحل جسر محل +الجدار+ وان يسمح لليهود بالعودة الى بيت لحم".

 

ويحظر رسميا لاسباب امنية على اليهود الاسرائيليين التوجه الى الاراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية تحت طائلة دفع غرامة.

 

ومن الجانب الاسرائيلي، قال مسؤول في وزارة السياحة رافايل بن هور الخميس "حين نتحدث عن السياحة لا يمكن ان تكون هناك حدود".

 

واضاف "نحن ندرك انه لا يمكننا التمييز بين القدس وبيت لحم. هدفنا هو ان يكون عبور الحاجز اسهل ما يمكن".