خبر « اتفاق المصالحة الفلسطيني – رحلة الى اللا مكان »- اسرائيل اليوم

الساعة 10:45 ص|30 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: ليلاخ شوفال

(المضمون: سواء في اسرائيل أم في الطرف الفلسطيني يشيرون الى أن هذه الايام هي « فترة اختبار » هامة لاتفاق المصالحة الفلسطيني. والتقدير هو أن رغم الضغط المصري الكبير على الطرفين، فان نهاية اتفاق المصالحة معروفة مسبقا - المصدر).

على خلفية اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة، والذي من المتوقع ان يتم فيه الوصول يوم الاربعاء القريب القادم الى مناسبة تاريخية، في اطارها تتسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية عن المعابر في القطاع لاول مرة منذ عقد، قال لـ « اسرائيل اليوم » مصدر امني كبير ان « اتفاق المصالحة هو رحلة الى اللا مكان ».

اذا لم تكن تغييرات غير متوقعة في اللحظة الاخيرة، ففي يوم الاربعاء القريب القادم، الاول من تشرين الثاني، لاول مرة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة قبل نحو عقد، ستتسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية عن المعابر بين اسرائيل وقطاع غزة. ووفقا للاتفاق، هذا الاسبوع سيكون رجال السلطة هم من سيعملون في معبر كرم سالم للبضائع ومعبر ايرز للاشخاص، وستكون هذه هي المرة الاولى منذ عقد التي تضع فيها السلطة « موطيء قدم على الارض » في القطاع.

في اسرائيل يقدرون بان انتشار السلطة في المعابر سيكون مفعما بالاحتكاكات، في البداية على الاقل، لن يكون اظهار للقوة وللعضلات من جانب السلطة في قطاع غزة. والمعنى من ناحية اسرائيل هو عمل معقد أقل في المعابر، إذ يتم اليوم نقل البضائع والاشخاص من والى القطاع من خلال جهة ثالثة، امتناعا عن الاتصال المباشر مع جهات من حماس.

في اسرائيل لا يعلقون آمالا كبار على اتفاق المصالحة، وفي احاديث مغلقة قال مسؤولون اسرائيليون لـ « اسرائيل اليوم » ان هذه « رحلة الى اللا مكان » وان « كله ترهات ». ومع ذلك، فان محافل اقل تشاؤما في جهاز الامن تعتقد بانه اذا ما نجحت الخطوة بشكل مفاجيء في نهاية المطاف، فعلى حماس ستفرض قيود واضطرارات لم تكن معتادة عليها من قبل.

وسبب أن التشاؤم في اسرائيل ليس مطلقا هو أن هذه المرة، بخلاف الماضي، كان المصريون مشاركون في الاتفاق حتى الرقبة. سبب آخر لذلك هو ان هذه المرة تقررت في الاتفاق مواعيد محددة: بعد نحو شهر، في 1 كانون الاول، سيتم توحيد جهازي الحكم بين حماس والسلطة الفلسطينية وبعد ذلك سيتم ترتيب موضوع الموظفين المدنيين. وحسب علامات الطريق التي عرضت في اتفاق المصالحة، فبعد شهر شباط سيتوفر حل لمسألة الذراع العسكري لحماس. في هذه الحالة، لا شك أن هذا سيكون محك مركزي في اتفاق المصالحة إذ ان ليس لحماس أي نية للمس بذراعها العسكري.

مصالحة تجميلية

من المهم أن نتذكر بان السلطة الفلسطينية ايضا لا تأتي مع دوافع عالية على نحو خاص لاتفاق المصالحة. فقد جر رئيس السلطة أبو مازن الى خطوة المصالحة كمن تملكه الشيطان بسبب

 

ضغط قوي من جانب مصر. واضح لابو مازن ان اتفاق المصالحة هو تجميلي فقط ولا يشهد على تغيير هام في القطاع بينما بقيت حماس عمليا هي الحاكم في قطاع غزة.

بسبب أزمة الكهرباء في قطاع غزة، تخرج حماس من جيبها ملايين الشواكل في صالح تزويد السكان بالكهرباء. ولا يزال، تزويد القطاع بالكهرباء تقلص الى 4.5 ساعة في اليوم.

يشار الى انه منذ التوقيع على اتفاق المصالحة قبل نحو اسبوعين ونصف في القاهرة، فان حماس بالذات هي التي تلتزم بالاتفاقات، بينما السلطة الفلسطينية لن تنفذ نصيبها. هكذا مثلا لم تعد السلطة الفلسطينية لتمول تزويد القطاع بالكهرباء، بل ترفض العودة الى تمويل العلاج الطبي لسكان القطاع.

في حماس قلقون جدا من هذه الحقيقة، مثلما هم أيضا قلقون من الشتاء الذي يحل عليه. فالبنى التحتية المتهالكة في قطاه غزة تؤدي في كل سنة الى طوفانات واسعة في القطاع. فالطوفانات، وانعدام الكهرباء والخوف الكبير من الاوبئة المنتشرة، كلها كفيلة بان تؤدي الى وضع لا يطاق في القطاع في الشتاء القريب القادم.

في اعقاب ذلك لا يستبعدون في اسرائيل امكانية أن يؤدي هذا السيناريو الى اضطرابات في اوساط الجمهور الغزي ضد حماس. وكما هو معروف، عندما يتوجه الجمهور في غزة ضد حماس، هناك خوف شديد في أن تحاول المنظمة توحيد الجمهور ضد العدو المشترك: اسرائيل. هكذا كان الحال عشية حملة الجرف الصامد. أما اليوم، كما يشيرون في اسرائيل، عشية شتاء 2018، فان الوضع الانساني في القطاع اخطر مما كان قبل ثلاث سنوات.

وبالمناسبة، مقارنة بغزة، فان الوضع المدني في الضفة افضل بكثير: في الايام الاخيرة عاد الفلسطينيون الى التنسيق الامني مع اسرائيل.

وسواء في اسرائيل ام في الطرف الفلسطيني يشيرون الى أن هذه الايام هي « فترة اختبار » هامة لاتفاق المصالحة الفلسطيني. والتقدير هو أن رغم الضغط المصري الكبير على الطرفين، فان نهاية اتفاق المصالحة معروفة مسبقا.

 

 

كلمات دلالية