خبر سلطة رام الله تصدر يافطات بالعبرية لتسويق المبادرة العربية في اسرائيل متجاهلةً حق العودة

الساعة 06:47 ص|20 ديسمبر 2008

 فلسطين اليوم-رام الله

تتواصل الحملة الاعلامية التي بادرت اليها السلطة الوطنية الفلسطينية ودائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لنشر المبادرة العربية في الدولة العبرية في محاولة لاقناع الرأي العام الاسرائيلي بقبول المبادرة التي اقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، ومن ثم عاد وتم اقرارها في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض.

 

وفي هذا السياق تبين لـ"القدس العربي" ان المسؤولين عن الحملة الاعلامية الضخمة في وسائل الاعلام العبرية وفي جميع انحاء الدولة العبرية، باشروا بنشر يافطات اعلانية كبيرة في الشوارع وفي الاماكن العامة في اسرائيل، ولكن اللافت ان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى اراضيهم التي شُردوا منها، لم يتم ذكره باليافطات، مع ان الاعلانات في الصحف العبرية ذكرت البند المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين.

 

وفي هذا السياق، قال البروفسور اشير ساسار، وهو باحث كبير في معهد ديان للدراسات الاستراتيجية، وهو معهد تابع لجامعة تل ابيب، ان المبادرة العربية هي مبادرة مباركة، وعلى الرغم من ان اسرائيل لا توافق على جميع بنودها، فانّه من الخطأ ان تعلن انّها ترفضها.

 

وقال ايضا انّ المبادرة تتضمن بندا يتعارض مع نفسه، وهو البند الذي يتعلق بحق عودة اللاجئين الى اراضيهم، حيث قرر مؤتمر القمة العربية في الرياض انّه يجب التوصل الى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين بموجب القرار 194 الذي اتخذته الجمعية العمومية، شريطة رفض اي شكل من اشكال التوطين.

 

ويضيف الباحث الاسرائيلي ان بداية الجملة لا تتماشى مع نهايتها، فكيف يمكن التوصل لاتفاق مع اسرائيل حول حق العودة، اذا كان العرب منذ البداية يرفضون توطين اللاجئين الذين لا يرغبون بالعودة الى فلسطين، كما جاء في القرار الاممي.

 

والمشكلة الرئيسية وفق الباحث ساسار تكمن في ان المبادرة العربية ترفض اي شكل من اشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين، لان اسرائيل ترفض اعادة ملايين اللاجئين الى داخل الخط الاخضر.

 

وهاجم الباحث بشدة المسؤولين عن نشر الاعلانات التجارية في الصحف العبرية وقال انهم يعملون على المغالطة، وفي هذه العجّالة يقول انّ اليافطات الكبيرة التي تمّ نشرها في جميع انحاء الدولة العبرية من قبل المسؤولين عن النشر تمّ عن سبق الاصرار والترصد عدم ذكر موضوع اللاجئين بالمرة، وهذا الامر يؤكد وفق منطقه، ان المغالطة لن تقود الى اي مكان، على حد تعبيره.