خبر السيسي في باريس: يعزز العلاقات في العالم -اسرائيل اليوم

الساعة 11:08 ص|29 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق ليفانون

(المضمون: السيسي يريد وينجح في تعزيز موقفه في الساحة الدولية ولكن ليس على حساب علاقاته مع الامريكيين. وقد فهم الرئيس ترامب ذلك وحسن جدا العلاقة مع القاهرة. ومن هذا أيضا ينبغي لاسرائيل ان تكون راضية - المصدر).

 

في المرة الثالثة منذ صعوده الى الحكم قبل ثلاث سنوات يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في زيارة رسمية الى فرنسا. هذه المرة على رأس وفد رفيع المستوى يضم خمسة وزراء، رئيس الاجهزة السرية ورجال مكتبه. الرئيس الفرنسي، عمانويل ماكرون، فعل كل ما في وسعه كي يضفي على زيارة الضيف المصري حميمية شخصية ورسمية. في بداية طريقه السياسي، وبخلاف سلفه، أعطى السياسي دفعة جدية لسياسة بلاده الخارجية. وقد تمت المسيرة على خلفية التوتر، الخفي في

 

البداية والعلني لاحقا، مع الولايات المتحدة في عهد اوباما. وقال السيسي في حينه انه يريد التنوع في العلاقات والا يكون متعلقا بمصدر واحد.

 

لهذا السبب سافر الى الصين، روسيا، الولايات المتحدة، المانيا، ايطاليا، دول افريقيا وغيرها. ولكن للزيارة الحالية معنى آخر. فالعلاقات بين مصر وفرنسا تاريخية، منذ سلالة محمد علي، مؤسس مصر الحديثة في القرن التاسع عشر. وكانت المملكتان على علاقات وثيقة: واستمر هذا مع مصر بعد ثورة الضباط في 1952 وبعد ذلك أيضا. فالمشير عامر، مثلا، كان هو من أقنع في حينه ديغول بان مصر يمكنها أن تفتح امام فرنسا الاسواق العربية مما حث قرار الرئيس الفرنسي الابتعاد عن اسرائيل. فضلا عن 17 اتفاقا وقع في هذه الزيارة، هناك ثلاثة مواضيع هامة للسيسي على نحو خاص مع الفرنسيين. أولا، المسألة الليبية: بالنسبة لمصر يتعلق الاستقرار في ليبيا بأمنها القومي. وللفرنسيين مصلحة مشابهة ومن هناك فان التنسيق، بل والتعاون بين الدولتين، هو في رأس اهتمام زعيمي الدولتين. كلتاهما تريدان القضاء على الارهاب في ليبيا، الحفاظ على وحدة الاراضي الاقليمية والحل السياسي وليس العسكري. ومعقول أن تكون التفاهمات في هذا المجال بين السيسي وماكرون تعززت.

 

الموضوع الثاني، هو تسليح مصر والارشاد في مكافحة الارهاب. فالسيسي معني بتغيير الحقيبة العسكرية التقليدية، التي لا تتناسب ومكافحة الارهاب. وهو يجد صعوبة في عمل ذلك بسبب الجمود الفكري لجيشه. اما فرنسا لديها معلومات في هذا الشأن ويمكن للامر ان يساعده.

 

والموضوع الثالث، المتعلق بنا بشكل مباشر، هو المسألة الفلسطينية. فباريس والقاهرة منسجمتان في رؤية أهمية المصالحة الفلسطينية، ومنذ اليوم الاول لزيارته حرص السيسي على أن يجري مقابلة مع محطة التلفزيون « فرانس 24 » في هذا الموضوع وان يقول ان المصالحة التي يشجعها ستساعد في منع غزة من أن تصبح مكانا للفوضى. هدفه هو احلال تسوية اسرائيلية – فلسطينية بصيغة الدولتين، الى جانب أمن الطرفين، وفرنسا تؤيد ذلك. يبدو ان على اسرائيل أن تكون راضية من مواقف السيسي في هذا الشأن، إذ انه بذلك دفن عمليا المبادرة الفرنسية التي عارضتها اسرائيل ايضا.

 

ودرء للشك – النشاط اليقظ للسيسي في المواضيع الخارجية، وعلى رأسها المشتريات العسكرية من روسيا ومن فرنسا تأتي لتقول ان قرارات مصر مستقلة وخاضعة لاعتباراتها الحصرية. ومع ذلك، من المهم الاشارة الى أن كل هذا النشاط لا يأتي لاستبدال الولايات المتحدة. فبالنسبة لمصر، تعد العلاقات مع واشنطن استراتيجية وهامة. فالسيسي يريد وينجح في تعزيز موقفه في الساحة الدولية ولكن ليس على حساب علاقاته مع الامريكيين. وقد فهم الرئيس ترامب ذلك وحسن جدا العلاقة مع القاهرة. ومن هذا أيضا ينبغي لاسرائيل ان تكون راضية.

 

 

 

 

كلمات دلالية