خبر د. خريشة لـ« فلسطين اليوم »: فكر الشقاقي باقٍ وحركة الجهاد لم تضل الطريق

الساعة 11:56 ص|26 أكتوبر 2017

فلسطين اليوم

خلال عمله في مستشفى المطلع بمدينة القدس المحتلة، كان أول لقاء يجمع السياسي والنائب في المجلس التشريعي د. حسن خريشة مع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والذي أكمل تعليمه في مصر وعاد ليعمل دكتورا في المستشفى.

اليوم وبعد 22 عاما على اغتيال الشقاقي، وبعد 37 عاما على أول لقاء، يستذكر الدكتور حسن خريشة لـ« فلسطين اليوم » انطباعاته حول الشهيد الشقاقي، وما رسخ بذهنه ووجدانه عنه، وأهمية حركة الجهاد الإسلامي على الساحة الفلسطينية كحركة مقاومة.

يقول د. خريشة: « أنا شخصيا عرفته عن قرب من خلال عملنا المشترك في مستشفى المطلع في القدس أواخر الثمانينيات وحتى بداية العام 1982، فكان الأنسان الصامت الذي يكتب بشكل دائم، يستمع أكثر مما يتحدث، يتعامل مع الجميع باحترام متناهي، ويقدر إنسانية الإنسان ».

وأضاف:« كان الشقاقي ينهي عمله في المستشفى ويخرج من السكن ليتجول في مناطق القدس المحتلة، ويجوب جميع الأحياء والأزقة والمناطق، كمن يدرس المكان ويحفظه في ذهنه وباله ».

وأشار أن شخصية الشقاقي المميزة كانت واضحة للجميع، وكان محط اهتمام واحترام كبير من قبل إدارة المستشفى حتى أن مدير المستشفى في حينه « الدكتور أمين مجج » أدرك أن الشقاقي سيكون له شأن كبير، فخصص له غرفة خاصة للمبيت في المستشفى على عكس الأطباء الأخرين« .

وبين أنه وجميع من تعامل مع الشقاقي وأكن له الاحترام والاهتمام لم يدركوا أن يكون الشقاقي أمين عام أهم فصيل مقاوم على الساحة الفلسطينية، قائلاً: » أول مرة علمت أن الشهيد الشقاقي له نشاطاته السياسية كنت في سجن جنين في العام 1984 وكان يتحدث عبر الراديو، فقلت لمن معي في السجن إنني أعرف هذا الشخص جيدا« .

في وقت لاحق كان اعتقال الدكتور خريشة مع قيادات وكوادر مؤسسين في الحركة في بداياتها وكان الحديث دائم عن شخصية الشهيد الشقاقي وأفكاره التي سبقت كل الفصائل الإسلامية في العمل المقاوم ضد الاحتلال.

وأعتبر خريشة أن ما ميز الشقاقي انعكس على حركة الجهاد الإسلامي وميزها على الساحة الفلسطينية، قائلاً: » الآن نرى صنيع الشقاقي في حركة الجهاد الإسلامي التي تميزت بانها حركة جهادية لم تتلوث بالانقسام وسلاحها دائما موجها ضد الاحتلال، وأخذت العناصر المجمعة بدل المفرقة، مما جعلها تحظى باحترام الجميع، وخاصة أن كل إغراءات السلطة لم تؤثر عليا، فحركة يستشهد أمينها العام بهذه الطريقة يعطي تأكيدا على أنها حركة من الصعب كسرها« .

وأكد خريشة أن خسارة الشقاقي على القضية الفلسطينية كبيرة، والعزاء باستمرار فكره من خلال الحركة التي كان لها طريقها الواضح: »لو القيادات السياسية الآن مثل شخصية الشقاقي التي تحترم نفسها وشعبها وهدفها مقارعة الاحتلال وبعيدا عن المصالح الخاصة لكانت أمورنا أفضل بكثير مما وصلنا إليه حاليا، وكان لدينا منذ زمن بعيد قيادات تؤمن بالمقاومة والكفاح المسلح التي مارسها الجهاد الإسلامي".

كلمات دلالية